أبو نوار: خطط إعادة احتلال غزة جاهزة وقد تُنفذ... والتكلفة ستكون كارثية - تليجراف الخليج

خاص _ قال الخبير العسكري اللواء المتقاعد مأمون أبو نوار إن "مجلس الحرب الإسرائيلي" لن يمانع في اتخاذ قرار بإعادة احتلال قطاع غزة، محذرًا من أن مثل هذا القرار سيكون تصعيدًا غير مسبوق، خصوصًا في ظل المجاعة التي تعصف بالقطاع.

وأضاف أبو نوار في تصريحات خاصة لموقع "الأردن 24" أن هناك خططًا إسرائيلية قديمة لإعادة احتلال غزة، وكانت ضمن سيناريوهات مطروحة منذ سنوات، مشيرًا إلى أن الحديث عنها اليوم قد يكون مجرد تكتيك تفاوضي للضغط على حركة حماس، خصوصًا بعد فشل الوسطاء في تحقيق أي تقدم نتيجة التعنّت الإسرائيلي، إضافة إلى الحملات الدعائية التي تستهدف دولًا وسيطة كقطر ومصر.

وأوضح أن القرار لن يمر بسهولة دوليًا، بل سيُقابل بمعارضة واسعة في المجتمع الدولي، وكذلك داخل إسرائيل نفسها، بالنظر إلى الكلفة البشرية والعسكرية والسياسية التي ستترتب على عملية بهذا الحجم.

وأشار أبو نوار إلى أن الرئيس الأمريكي  دونالد ترامب هو الوحيد، بحسب تقديره، الذي قد يكون قادرًا على وقف هذا المسار، في حال أراد ذلك، لكن صمته حتى الآن قد يشير إلى توافق بين هذا التوجه العسكري وخططه المستقبلية بشأن غزة والضفة الغربية، والتي تشمل "الضم والتهجير القسري"، في خرق واضح للقانون الدولي.

وبيّن أن الجيش الإسرائيلي يستعد ميدانيًا بخمس فرق عسكرية، مع خطط لتقسيم القطاع إلى مناطق عسكرية، وفرض قيود مشددة على حركة المدنيين، إضافة إلى التعاون مع بعض المنظمات المدنية لتوزيع الغذاء داخل الجيوب المحاصرة. وفي المقابل، سلاح الجو الإسرائيلي سيؤدي دورًا محوريًا في العملية نظرًا للإرهاق الشديد الذي تعانيه القوات البرية، على حد قوله.

وحذّر أبو نوار من أن مثل هذه العملية ستكون بمثابة "حكم بالإعدام" على الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة، مؤكدًا أن جميع قادة الجيوش حول العالم يقرّون بخطورة هذا الخيار. كما توقع أن تنجرّ إسرائيل إلى حرب استنزاف طويلة الأمد، تشبه حروب العصابات، وسط الأنقاض والدمار، ما سيؤدي إلى خسائر بشرية كبيرة في صفوف الجيش الإسرائيلي، إلى جانب عزلة دولية متزايدة.

وفي ختام حديثه، شدّد اللواء أبو نوار على أن إعادة احتلال غزة لن تغيّر من مواقف حماس، ولن تقود إلى حل سياسي أو أمني دائم، بل ستعمّق الأزمة، وستكون لها انعكاسات استراتيجية خطيرة على المنطقة بأسرها، خصوصًا في ظل فشل المبادرات الدولية وآخرها مبادرة نيويورك.