نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: معاريف: 700 يوم من الفشل المطلق.. هذه الحكومة يجب ألّا تبقى يوماً إضافياً واحداً #عاجل - تليجراف الخليج اليوم الثلاثاء الموافق 9 سبتمبر 2025 01:37 مساءً
ترجمة - معاريف *
لقد مرّ أكثر من700 يوم على انطلاق الحرب في 7 أكتوبر 2023. 700 يوم من الظلام، والدم، والعرق، والدموع، والفقدان، والقلق. 700 يوم من حرب لا تنتهي، حرب تحولت في لحظة إلى أكثر الحروب إثارةً للانتقادات. حرب أشعلت تسونامي من "معاداة السامية" حول العالم، وكراهية داخلية لم نعرف مثيلاً لها من ذي قبل – ولا حتى في أسوأ كوابيسنا.
مرّ700 يوم، والذين قادونا إلى أسوأ كارثة في تاريخ "اسرائيل" لا يزالون جالسين على مقاعدهم الوثيرة بأمان، ولا يزالون يتّخذون القرارات: فمنهم مَن يرسل إلى ساحة المعركة، ومَن يرسل إلى قاعة الجلوس، كأنه لا توجد حرب هنا.
700 يوم، جرى خلالها سحق كل إنجازات العقود الماضية، والتي بُنيت وتطورت بجهد وعرق – في العلاقات الدولية، وفي الاقتصاد، وفي المجتمع، وفي التعليم، وفي الصحة، وفي الزراعة، وفي النقل – في كل مجال ممكن، هذا كله في ظل مسؤولية حكومة الشلل التي خلّفت وراءها صحراء من العجز والفشل.
700 يوم من الحرب من دون اتخاذ أي قرار واضح بشأن مستقبل قطاع غزة بعد الحرب، ومع تصريحات مسيانية (خلاصية) وهمية، قرّبتنا من قيام دولة فلسطينية أكثر من أي وقت مضى.
700 يوم تعلمنا خلالها أن "النصر الكامل" يمكن أن يكون فشلاً كاملاً، وأن "خطوة من النصر" ليست سوى خطوة نحو اللاشيء.
700 يوم من التكرار اليومي للرسالة: "لم يحِن الوقت بعد" لتشكيل لجنة تحقيق رسمية، لأنهم لا يحققون في الوقت الذي تقصف فيه المدافع – لكن لا بأس من العمل، ليلاً نهاراً، لتمرير انقلاب دستوري.
700 يوم في ظل حكومة وعدت بالحكم والسيادة، وبأمن قومي وشخصي، وتبيّن أنه لا يمكن الاعتماد عليها بشيء، في وقت يسيل الدم بلا توقف في شوارع المجتمع العربي، وتتحول إسرائيل إلى دولة عنيفة لا يُضمن فيها الأمن الشخصي. لكن الأهم من هذا كله، أن هذه الأيام الـ700 الأليمة علّمتنا أن الصواريخ والطائرات والمسيّرات وأنظمة المراقبة الذكية والإلكترونيات المتطورة والدبابات، وحتى الغواصات، ليست ضماناً للنصر.
لقد تعلّمنا، حتى في مواجهة تنظيم يدير حربه من تحت الأرض، عبر الأنفاق، أو كان يجب علينا أن نتعلم أن ما لا يُحلّ بالقوة، لن يُحلّ بمزيد من القوة.
كان يُتوقع من "دولة" تواجه مقاومة عقوداً من الزمن أن تغيّر تفكيرها، وتخرج من الصندوق، لتجد سبيلاً آخر، ذكياً وفعالاً، للقضاء على المقاومة.
الاستنتاج الأول والأوضح من هذه الـ700 يوم وأكثر، هو أن هذه الحكومة لا يجب أن تبقى في الحكم يوماً إضافياً واحداً، ليس فقط بسبب إخفاقاتها قبل 7 أكتوبر، بل بشكل خاص بسبب سلوكها وأدائها بعد ذلك. إنها حكومة قادت "الدولة" إلى حالة سيستغرق التعافي منها أعواماً طويلة حتى تندمل الجروح.
* إفرايم غانور
نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.
0 تعليق