ماهي دلالات إعادة هيكلة الجيش بالوقت الحالي.. ومدى علاقتها بمفاوضات سويسرا؟ - تليجراف الخليج

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: ماهي دلالات إعادة هيكلة الجيش بالوقت الحالي.. ومدى علاقتها بمفاوضات سويسرا؟ - تليجراف الخليج اليوم الاثنين 18 أغسطس 2025 10:39 مساءً

متابعات- تليجراف الخليج

في خطوة لافتة أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط العسكرية والسياسية، أصدر رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، الاثنين 18 أغسطس الجاري، قرارات وصفت بالمفاجئة، شملت تغييرات جوهرية في هيئة قيادة القوات المسلحة السودانية.

وتعد هذه القرارات الأولى من نوعها منذ اندلاع الحرب في السودان منتصف أبريل 2023، ما جعلها محط أنظار المراقبين والمتابعين للشأن السوداني.

تفاصيل قرارات التعيين والإقالة

شملت القرارات تعيين الفريق طبيب زكريا إبراهيم محمد أحمد مديرًا للإدارة العامة للخدمات الطبية، واللواء ركن عمر سر الختم حسن نصر قائدًا لقوات الدفاع الجوي.

وأبقى البرهان على الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين في منصبه رئيسًا لهيئة الأركان لدورة جديدة، وهو الذي يتولى هذا الموقع منذ العام 2019.

كما عُيّن الفريق الركن مجدي إبراهيم عثمان خليل نائبًا لرئيس هيئة الأركان للإمداد، والفريق مهندس د. ركن خالد عابدين محمد أحمد الشامي نائبًا لرئيس هيئة الأركان للتدريب، فيما واصل الفريق ركن محمد علي أحمد صبير مهامه رئيسًا لهيئة الاستخبارات العسكرية.

إلى جانب ذلك، جرى تعيين الفريق ركن مالك الطيب خوجلي النيل نائبًا لرئيس هيئة الأركان للعمليات، والفريق ركن معتصم عباس التوم أحمد مفتشًا عامًا للقوات المسلحة، والفريق طيار ركن علي عجبنا محمد قائدًا للقوات الجوية.

الإحالات للمعاش والترقيات

لم تتوقف القرارات عند التعيينات فقط، بل شملت أيضًا ترقيات وإحالات للتقاعد.

إذ تمت ترقية الفريق ركن عباس حسن الداروتي إلى رتبة فريق أول ثم إحالته للمعاش، وكذلك الفريق ركن عبد المحمود حماد حسين عجمي، والفريق طيار ركن الطاهر محمد العوض الأمين، بعد ترقيتهما إلى رتبة فريق أول.

كما ودّع الفريق نصر الدين عبد الفتاح، القائد السابق لسلاح المدرعات، جنوده برسالة مؤثرة عبر مجموعة “الدروع” على تطبيق واتساب بعد إحالته للتقاعد، مؤكدًا أنه ترجل بعد مسيرة طويلة حمل فيها البندقية دفاعًا عن الوطن.

أبطال الحرب تحت الضوء

أثارت الإقالات جدلًا واسعًا خصوصًا مع خروج ضباط بارزين مثل اللواء نصر الدين قائد المدرعات، واللواء نادر محمد بابكر “المنصوري” قائد الحرس الرئاسي، اللذين لعبا دورًا بارزًا في صد هجمات قوات الدعم السريع على القيادة العامة وسلاح المدرعات. هؤلاء الضباط حازوا على إشادات كبيرة لدورهم في الحفاظ على وحداتهم.

علاقة التغييرات بمفاوضات سويسرا

قرارات البرهان جاءت بعد أيام من لقاء جمعه في سويسرا مع مستشار الرئيس الأميركي للشؤون الأفريقية مسعد بولس، حيث بحث الجانبان مقترحًا أميركيًا لوقف إطلاق النار وتأمين المساعدات. الأمر دفع البعض إلى ربط التغييرات بصفقة سياسية محتملة.

لكن مصادر عسكرية سودانية نفت ذلك، مؤكدة أن ما جرى “إجراءات روتينية” تأخرت بسبب ظروف الحرب، وأن بعض الضباط الذين أُحيلوا للمعاش كانت عليهم تحفظات نتيجة إخفاقاتهم في قيادة الوحدات أو فشلهم في أداء المهام المكلفين بها.

آراء الخبراء العسكريين

اللواء عوض عبد الرحمن، خبير عسكري، شدد في تصريحاته على أن التغييرات لا علاقة لها بالمفاوضات في سويسرا أو بمحاولات إبعاد الإسلاميين، مؤكدًا أن “قادة الجيش الحاليين ليست لهم انتماءات سياسية، وإنما انتماؤهم للمؤسسة العسكرية وحدها”. وأضاف أن هذه القرارات طبيعية، إذ أن بعض المناصب لم تشهد تغييرًا منذ سبع سنوات، وهي مدة طويلة في تاريخ المؤسسة العسكرية، بحسب الترا سودان.

كما لفت عبد الرحمن إلى أن بعض الضباط الذين أُحيلوا كانوا ناجحين، لكن خلافاتهم مع القيادة العامة دفعت إلى إنهاء خدمتهم، مؤكدًا أن هذه الإحالات والترقيات لن تؤثر سلبًا على أداء القوات المسلحة.

رؤية الخبراء الاستراتيجيين

المحلل السياسي والخبير الاستراتيجي أحمد عمر موسى رأى أن القرارات جاءت ضمن سياق إعادة تشكيل هيئة القيادة في ظل تطورات سياسية وعسكرية متسارعة، مشددًا على أنها تستند إلى معايير فنية وأمنية دقيقة. وأكد موسى أن الربط بين هذه القرارات وبين صفقة سياسية مع قوات الدعم السريع أمر غير منطقي، إذ لا توجد مؤشرات واضحة على ذلك. واعتبر أن التغييرات “إجراءات دورية في وقتها”، هدفها تقوية الجيش استعدادًا للمراحل المقبلة من الحرب، خاصة في مناطق كردفان ودارفور.

هل هي بداية مرحلة جديدة؟

قرارات إعادة هيكلة الجيش السوداني فتحت أبواب التساؤل أمام المراقبين: هل ستؤدي هذه التغييرات إلى تعزيز فرص الهدنة ووقف الحرب الدائرة منذ أبريل 2023؟ أم أنها ستكون مقدمة لتصعيد جديد يعيد رسم المشهد العسكري والسياسي في البلاد؟.

نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.