انسحبوا فورا.. فيديو مسرّب يكشف انهيار الروح المعنوية لمقاتـ.ـلي الميليشيا - تليجراف الخليج

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: انسحبوا فورا.. فيديو مسرّب يكشف انهيار الروح المعنوية لمقاتـ.ـلي الميليشيا - تليجراف الخليج اليوم الأربعاء 17 سبتمبر 2025 11:58 صباحاً

متابعات- تليجراف الخليج

في تطور لافت يعكس عمق الأزمات داخل صفوف ميليشيا الدعم السريع، دعا القائد الميداني محمد زين السميح، قواته للانسحاب الفوري من المحاور الشمالية لمدينة الفاشر خلال 24 ساعة، مبررًا ذلك بعدم قدرة المقاتلين على مواجهة المدفعية الثقيلة التي يستخدمها الجيش السوداني والقوة المشتركة والقوات المساندة له حول المدينة.

صرخة من قلب المعركة

وفي مقطع فيديو متداول على منصات التواصل الاجتماعي، قال السميح إن جنوده باتوا مستهدفين ليس فقط من الجيش، وإنما من قيادة الدعم السريع نفسها، التي تدفع بهم إلى “المحارق” في معارك دامية سواء في محور الفاشر أو في كردفان، وتحديدًا في معركة بارا الأخيرة التي تكبّدوا خلالها خسائر كبيرة، بينهم القائد الميداني عبد الكريم محمد صوصة.

تمييز وتفرقة داخلية

منذ تراجعها من الخرطوم وانكماشها في جيوب ضيقة بكردفان ودارفور، تعاني ميليشيا الدعم السريع من انقسامات عميقة ناجمة عن التمييز بين مكوناتها. فقد أشار السميح بوضوح إلى شعور بالغبن يسود بين المقاتلين من غير الرزيقات الماهرية، وعلى رأسهم أبناء قبيلة المسيرية، الذين يتهمون القيادة المركزية بإرسالهم للخطوط الأمامية بينما تحتفظ الكتائب ذات الولاء الرزيقي بالعتاد الحربي والمخصصات والرعاية الصحية.

هذا التمييز خلق حالة من الاحتقان والتذمر، وسط اتهامات بأن الميليشيا تدار بعقلية قبلية ضيقة تعلي شأن الماهرية على حساب بقية المكونات، وهو ما قد يقود إلى انقسامات أوسع في صفوفها.

انكسارات متتالية في الفاشر

يرى مراقبون أن حديث السميح يمثل صرخة مدوية تكشف هشاشة الميليشيا في محور الفاشر، أحد أخطر وأهم جبهات القتال في دارفور. فالمعارك هناك أظهرت عجز الدعم السريع عن الصمود أمام نحو 250 هجمة متتالية تصدى لها الجيش والقوة المشتركة والمستنفِرون والمقاومة الشعبية وكتائب المجاهدين، وكبّدوا الميليشيا خسائر فادحة في الأرواح والمعدات.

انهيار الانضباط العسكري

الخبير العسكري الجنرال معاوية علي عوض الله أرجع هذه الانكسارات إلى مزيج من العوامل، أبرزها التفوق العسكري للجيش، إضافة إلى حالة التهميش التي تعيشها بعض المكونات داخل الدعم السريع. وأوضح أن الدفع بالمجموعات غير الماهرية إلى الخطوط الأمامية وحرمانها من الامتيازات زاد من حالة الشعور بالخيانة الداخلية، وهو ما يهدد وحدة وتماسك الميليشيا أكثر من الهزائم العسكرية نفسها.

وأضاف الجنرال أن مطالبة السميح قواته بالانسحاب تعكس بوضوح تفوق الجيش في استخدام السلاح النوعي والمدفعية الثقيلة، مقابل ضعف الدعم السريع الذي فقد ميزة الهجوم المباغت والسريع في حرب المدن. وتوقع أن تتطور هذه الحالة إلى سلسلة انشقاقات فردية وجماعية، مع انهيار الانضباط العسكري وفقدان الثقة بين الجنود والقيادة العليا.

بداية مرحلة الانهيار

ويشير محللون إلى أن خطاب السميح ليس مجرد دعوة للانسحاب، بل يمثل علامة فارقة على أزمة ثقة عميقة تضرب منظومة الدعم السريع. فبين قيادة مركزية تعتمد على الولاء القبلي والدعم الخارجي، ومجموعات مقاتلة تشعر أنها مجرد وقود حرب، تتسارع وتيرة التفكك الداخلي. ومع استمرار الضغط العسكري من الجيش، يرجّح أن تشهد الفاشر بداية مرحلة جديدة من الانهيار المتسارع للميليشيا.

إتبعنا

نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.