الدولار على شفير 5000 جنيه.. الأمريكي يتجاوز كل التوقعات - تليجراف الخليج

متابعات- تليجراف الخليج

في ظل استمرار الحرب السودانية منذ أبريل 2023، يواصل الجنيه السوداني تدهوره التاريخي أمام العملات الأجنبية، مسجلاً اليوم الأربعاء تغيرًا جزئيًا في أسعار الصرف بالسوق الموازي، ويأتي هذا التغيير الطفيف بعد أسابيع من الارتفاعات الحادة التي دفعت الدولار إلى أعلى مستوى على الإطلاق، وهو ما يعكس عمق الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد.

قفزة تاريخية.. الدولار يتجاوز 3500 جنيه

وصل سعر بيع الدولار الأمريكي اليوم إلى 3580 جنيهًا، مقارنة بـ560 جنيهًا عشية اندلاع الحرب، أي بزيادة تجاوزت 539% خلال 29 شهرًا من الصراع، ولم يقتصر هذا الانهيار على الدولار وحده، بل شمل جميع العملات الرئيسية، حيث سجل سعر بيع الريال السعودي 954.666 جنيهًا، والدرهم الإماراتي 986.2258 جنيهًا، في حين بلغ سعر اليورو 4261.904 جنيهًا، ووصل الجنيه الإسترليني إلى 4904.1095 جنيهًا، بينما جاءت أسعار الشراء أقل بقليل.

أسباب الانهيار الاقتصادي

يرتبط الانهيار المتسارع للجنيه السوداني بعوامل اقتصادية تفاقمت بفعل الحرب، وعلى رأسها انخفاض الصادرات وتراجع الدخل القومي، مقابل زيادة الواردات وارتفاع العجز التجاري، كما ساهم تهريب الأموال ونقص احتياطي النقد الأجنبي في تغذية الطلب المتزايد على العملات الصعبة، وسط غياب تام لأدوات ضبط السوق، وتشير التقارير الاقتصادية إلى أن الحكومة خصصت جزءًا كبيرًا من ميزانيتها لدعم العمليات العسكرية واستيراد الوقود، مما أدى إلى تآكل الموارد وتوقف تحويلات المغتربين.

تداعيات الحرب.. خسائر تتجاوز 26 مليار دولار

تسببت الحرب المستمرة في خسائر اقتصادية تجاوزت 26 مليار دولار، وانكماش الناتج المحلي الإجمالي بنسبة قد تصل إلى 42% بنهاية عام 2025، وفقًا لدراسة صادرة عن المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية، وفقد القطاع الصناعي نصف طاقته، وتعرضت قطاعات الزراعة والتعدين والمواشي لشلل شبه كامل، مما أدى إلى فقدان ملايين الوظائف وتفاقم معدلات الفقر، وتشير دراسات أخرى إلى أن التكلفة اليومية للحرب على الاقتصاد السوداني تقدر بنحو نصف مليار دولار، مع انهيار القطاع المصرفي وتراجع إنتاج الذهب بنسبة 90%.

توقعات قاتمة للمستقبل

في ظل غياب أي مؤشرات على نهاية قريبة للحرب أو استقرار سياسي، يحذر خبراء الاقتصاد من أن الجنيه السوداني قد يتجاوز حاجز 5000 جنيه للدولار الواحد خلال العام المقبل، إذا استمرت الأوضاع على ما هي عليه، ويتوقعون استمرار التضخم عند مستويات قياسية، وتزايد معدلات الفقر، وتآكل القدرة الشرائية للمواطنين، مما ينذر بانهيار شامل في البنية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد، ويؤكد المحللون أن التعافي الاقتصادي لن يكون ممكنًا دون وقف الحرب، وإعادة بناء المؤسسات الإنتاجية، وتوفير دعم دولي عاجل لإعادة تأهيل البنية التحتية.

أسعار بيع العملات مقابل الجنيه السوداني (السوق الموازي)