حصار خانق على نيالا.. المليـ.ـشيا تمنع الهروب وتغلق كل المنافذ - تليجراف الخليج

متابعات- تليجراف الخليج

نيالا – كشفت مصادر محلية موثوقة عن قيام مليشيا الدعم السريع بفرض طوق أمني محكم حول مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، في خطوة اعتبرها مراقبون محاولة لعزل المدينة بالكامل ومنع حركة نزوح المدنيين منها إلى المناطق المجاورة.

حصار خانق يضاعف معاناة السكان

ووفقًا للمصادر، فإن المليشيا نشرت قوات كثيفة على جميع المداخل الرئيسية والطرق الفرعية المؤدية إلى خارج نيالا، وأقامت نقاط تفتيش مشددة للتحكم في حركة المواطنين، حيث تُمنع الأسر من المغادرة إلا بإذن مباشر من قادة المليشيا، ما تسبب في حالة من الرعب والارتباك وسط السكان.

منع الهروب ومراقبة دقيقة

أشارت التسريبات إلى أن الهدف الأساسي من الطوق الأمني هو منع خروج الأهالي الذين يسعون للهرب من تدهور الأوضاع الأمنية والمعيشية، خاصة في ظل ندرة الغذاء والمياه وغياب الخدمات الصحية، فضلًا عن القصف المتكرر داخل المدينة ومحيطها. كما تحدث شهود عيان عن إجراءات تفتيش دقيقة للسيارات والركاب، وسط مصادرة ممتلكات في بعض الحالات.

تضييق متعمد على المدنيين

أفاد شهود أن المليشيا تمنع أيضًا إدخال كميات كبيرة من السلع والمواد الغذائية إلى المدينة، في محاولة واضحة لإخضاع المواطنين لسيطرتها. وقال أحد النازحين عبر اتصال هاتفي إن “الحياة في نيالا أصبحت جحيما، لا يمكن الخروج ولا البقاء، الناس محاصرون بين الجوع والخوف”.

خلفية إنسانية مأساوية

وتأتي هذه التطورات وسط أزمة إنسانية خانقة تشهدها ولاية جنوب دارفور منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، حيث تحولت نيالا إلى واحدة من أكثر المدن تضررًا بفعل الصراع. وقد دفعت أعمال العنف الأخيرة آلاف المدنيين إلى النزوح نحو القرى البعيدة والصحارى، فيما يسعى آخرون للوصول إلى الحدود مع تشاد.

مخاوف من كارثة وشيكة

المصادر حذرت من أن استمرار هذا الحصار سيؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة، حيث يواجه المدنيون خطر المجاعة ونقص الأدوية، إلى جانب احتمالات وقوع انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في ظل عزل المدينة عن العالم الخارجي.

إتبعنا