نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: الخبز والموت.. كيف يواجه السودانيون شبح المجاعة بصمت؟ - تليجراف الخليج اليوم الجمعة 8 أغسطس 2025 01:29 صباحاً
متابعات – تليجراف الخليج
في شوارع الخرطوم ومدن دارفور وكردفان والنيل الأزرق، لا تُسمع سوى أصوات الرصاص والانفجارات، لكن خلف تلك الأصوات، هناك صمتٌ أكثر فتكًا، صمتُ الجوع، في بلد أنهكته الحرب المستمرة منذ أكثر من عام، بات الحصول على قطعة خبز معركة يومية، فيما ترتفع أعداد من يواجهون المجاعة بصمت لا تلتقطه عدسات الإعلام ولا تصرخ به نشرات الأخبار.
انهيار منظومة الغذاء.. وغياب الدولة
منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع، انهارت سلاسل الإمداد الغذائي، وتوقفت مئات المخابز عن العمل بسبب انقطاع الكهرباء أو شح الدقيق والوقود وأدى غياب الدولة ومؤسساتها عن الرقابة إلى انفلات الأسعار، حيث تجاوز سعر قطعة الخبز الواحدة في بعض المناطق 200 جنيه، فيما بات سعر جوال الدقيق أعلى من متوسط الراتب الشهري لموظف حكومي.
المساعدات لا تصل.. والمجاعة تزحف
تشير تقارير المنظمات الدولية إلى أن أكثر من 25 مليون سوداني يواجهون انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي، أي أكثر من نصف السكان، لكن المساعدات الإنسانية لا تصل بسبب القيود الأمنية، وغياب التنسيق، ورفض بعض الأطراف السماح بالمرور الآمن للقوافل وتزداد المأساة في المناطق المحاصرة مثل الفاشر ونيالا وأجزاء من الخرطوم، حيث يضطر السكان إلى طحن الذرة أو أوراق الشجر أو استبدال الخبز بأطعمة بديلة لا تسد الرمق.
الأطفال ضحايا الجوع.. وصمت منظمات الطفولة
بات سوء التغذية يهدد حياة الملايين من الأطفال، خاصة في معسكرات النزوح، حيث تنتشر حالات التقزم والضمور ونقص الفيتامينات وتحدث ناشطون إنسانيون عن وفيات بين الأطفال جراء الجوع ونقص الحليب دون أن تجد القصة طريقها إلى وسائل الإعلام العالمية. ويؤكد مراقبون أن السودان يعيش واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في تاريخه الحديث، في ظل صمت دولي وانشغال إقليمي بالحسابات السياسية.
مجاعة بطيئة.. وإفلاس إنساني
رغم كل المؤشرات، لا يزال المجتمع الدولي يتعامل مع ما يحدث في السودان بوصفه “أزمة إنسانية مزمنة”، متجاهلًا أن البلاد باتت على حافة مجاعة شاملة وتتصاعد التحذيرات من أن ملايين السودانيين قد يواجهون الموت البطيء بسبب الجوع إذا لم تُفتح ممرات آمنة وتُستأنف عمليات الإغاثة فورًا.
إتبعنا
نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.