الخدمة العسكرية: مدرسة تصنع الإنسان الملتزم قبل أن تصنع الجندي فى الميدان - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: الخدمة العسكرية: مدرسة تصنع الإنسان الملتزم قبل أن تصنع الجندي فى الميدان - تليجراف الخليج اليوم الاثنين الموافق 18 أغسطس 2025 11:39 صباحاً

عندما؛ تُذكر "الخدمة العسكرية"، يتبادر إلى الأذهان الانضباط والبدلة العسكرية والأوامر الصارمة والشدة فى القرارات . غير أنّ ما يختبئ خلف هذه الصورة أوسع بكثير من مجرد تدريب جسدي أو التزام يومي؛ فهي في جوهرها رحلة انتقال من الفردية إلى الجماعية، ومن الفوضى إلى النظام، ومن النظرية إلى التجربة الحية.

الخدمة العسكرية ليست مجرد واجب وطني فحسب ؛ بل هي مختبر نفسي واجتماعي يُعاد فيه تشكيل شخصية الشاب وردة فعله ، ويتعلم أن قيمة الوقت لا تُقاس بالساعات بل بالدقيقة والثانية ، وان الدقة فى اتخاذ القرار من أوليات الجندية الحقة ، وهناك من يدرك أن الإرادة أقوى من التعب الجسماني ، وأن الجسد قادر على تجاوز حدوده كلما أُشعلت داخله شرارة الهدف والوجود .

وتعتبر الجندية مساحة تذوب فيها الفوارق الاجتماعية: ابن المدينة يقف جنبًا إلى جنب مع ابن القرية، صاحب الشهادة بجوار من لم يكمل تعليمه، الجميع يرتدون نفس البدلة اللون نفسه ويهتفون للهتاف ذاته. في هذا الذوبان يكمن معنى الوطن الحقيقي: أن يصبح الكلّ واحدًا مهما علت الرتب والمراكز .

ولاشك أن الخدمة العسكرية تُعلّم الإنسان فن الصبر والقدرة على اتخاذ القرار تحت الضغط وتحمل ، وهي صفات لا تقتصر فائدتها على ساحة القتال، بل تمتد إلى ميادين الحياة: العمل، الدراسة، وحتى العلاقات الإنسانية يظن البعض أن الخدمة العسكرية تقيّد الحرية والافعال لدى المنتسب معهم ، لكنها في عمقها تفتح أفقًا آخر للحرية ؛ حرية الانتصار على الخوف، حرية الانضباط الذاتي، وحرية أن تقول لنفسك: "لقد اجتزت ما كان يبدو مستحيلاً".

إنها ليست فقط خدمة للوطن، بل أيضًا خدمة للنفس والروح والجسد، ودرس يتجاوز به الجندى الأردنى سنوات التدريب ليمتد أثره مدى العمر ليورثه ابنائه وأحبابه .

نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق