تليجراف الخليج - لم يعد الهاتف المحمول مجرد وسيلة اتصال، بل أصبح جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، سواء في العمل أو العلاقات الاجتماعية أو الحياة الخاصة. غير أن الإفراط في استخدامه قد يكشف عن دلالات نفسية أعمق، وفق ما يؤكد خبراء علم النفس.

توضح دراسات سلوكية أن التحقق المتكرر من الهاتف قد يكون علامة على الإدمان، حيث يجد الشخص متعة لحظية في متابعة التنبيهات والرسائل وشبكات التواصل الاجتماعي. هذا السلوك قد يرتبط أيضًا بضعف القدرة على تحمل الوحدة، إذ يتحول الهاتف إلى وسيلة للهروب من الشعور بالعزلة، مانحًا نوعًا من المكافأة الفورية.

ويرى علماء النفس أن تكرار النظر إلى الهاتف يعكس أحيانًا حالة من التيقظ المستمر، وكأن صاحبه ينتظر إشعارًا جديدًا في أي لحظة، ما يزيد من توتر الجهاز العصبي ويؤدي إلى القلق والضغط النفسي. كما أن الإشعارات المتكررة تحفّز إفراز الدوبامين في الدماغ، وهو الناقل العصبي المرتبط بالمتعة، مما يخلق حلقة إدمانية تدفع الفرد لاستخدام الهاتف دون توقف.

في حالات أخرى، قد يشير هذا السلوك إلى التسويف وضعف تقدير الذات. كما يرتبط بما يُعرف بمتلازمة FOMO (الخوف من فوات شيء مهم)، حيث يسعى الشخص للبقاء متصلاً باستمرار خوفًا من أن يفوته حدث أو خبر في العالم الرقمي.

لكن خطورة هذه العادة لا تتوقف عند الجانب النفسي، بل قد تمتد إلى اضطرابات النوم بسبب ضوء الشاشة الأزرق، إضافة إلى تراجع التركيز الناتج عن الانقطاع المتكرر، وانخفاض الإنتاجية في مجالات الحياة المختلفة، فضلًا عن تفاقم مستويات التوتر والقلق.