د. الطراونة يؤكد خطورة التشخيص الطبي عبر السوشيال ميديا: "يعرض الطبيب للمساءلة القانونية" - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: د. الطراونة يؤكد خطورة التشخيص الطبي عبر السوشيال ميديا: "يعرض الطبيب للمساءلة القانونية" - تليجراف الخليج اليوم الأربعاء الموافق 24 سبتمبر 2025 11:43 صباحاً

 

عمّان – أكد الدكتور محمد حسن الطراونة، استشاري الأمراض الصدرية وعضو مجلس نقابة الأطباء الأردنية، على الخطورة البالغة للجوء الأطباء والمرضى إلى منصات التواصل الاجتماعي لتبادل التشخيص أو تقديم الاستشارات العلاجية الفردية. وشدد الدكتور الطراونة على أن هذه الممارسة تشكل خرقاً واضحاً للمعايير المهنية، وتضع مقدم الرعاية الصحية تحت طائلة المسؤولية القانونية والمساءلة التأديبية.

الأركان الثلاثة الناقصة للتشخيص السليم

أوضح الدكتور الطراونة أن أي تشخيص يتم تقديمه عبر الفضاء الافتراضي هو "تشخيص ناقص" يفتقر إلى أركان الطب الأساسية، والتي لا يمكن استبدالها برسالة نصية أو صورة عابرة:

اولاً: السيرة المرضية المفصلة: "لا يمكن بناء قرار طبي سليم دون أخذ تاريخ مرضي شامل ومطوّل، يغوص في تفاصيل الأعراض وتطورها والسجل الصحي السابق للمريض. هذه المعلومات الحيوية لا يمكن استخلاصها من تعليق سريع على 'فيسبوك' أو 'إكس' (تويتر سابقاً)."

ثانياً:الفحص السريري: "يظل الفحص السريري هو حجر الزاوية في الطب. تقييم العلامات الحيوية، والاستماع إلى الصدر، وتفحص الجلد، وتحديد مواضع الألم يدوياً، كلها أمور مستحيلة عن بعد. غياب الفحص يعني تزايد احتمالية الخطأ التشخيصي."

ثالثاً:الاطلاع الموثق على النتائج: "حتى عند إرسال صور التحاليل أو الأشعة، فإننا نفتقد القدرة على رؤية السياق الطبي الكامل للمريض، والتحقق من موثوقية هذه النتائج، أو ربطها بنتائج سابقة، مما يعيق عملية اتخاذ القرار الدقيقة والمحترفة."

التسرع يؤدي إلى قرارات علاجية خاطئة

أفاد عضو مجلس نقابة الأطباء أن طبيعة منصات التواصل الاجتماعي التي تميل إلى السرعة وعدم التوثيق تدفع إلى التسرع في الإجابة، ما يترتب عليه نتائج وخيمة.

وأضاف الطراونة: "هذا التسرع ينتج عنه قرارات علاجية خاطئة أو توصيات غير مناسبة، ما قد يعرّض المريض للخطر الشديد. قد يتم تفويت تشخيص حالة طارئة وحرجة تتطلب تدخلاً فورياً في المستشفى، أو صرف دواء دون مراعاة لحساسيات المريض أو تداخلاته الدوائية الأخرى."

المسؤولية القانونية: واجب الرعاية والمساءلة

شدد الدكتور الطراونة على أن الطبيب الذي يقدم استشارة فردية أو تشخيصاً عبر منصة عامة يضع نفسه في موقف قانوني حرج، مؤكداً على أن:

بمجرد تقديم الطبيب لاستشارة موجهة لشخص بعينه، قد يعتبر ذلك تأسيسًا لعلاقة الطبيب والمريض، مما يوجب عليه واجب الرعاية الكامل. وبما أن هذا التشخيص قد بُني على معلومات غير مكتملة، فهو يعد إخلالاً بمعايير الرعاية المهنية."

وختم الدكتور الطراونة تصريحاته بالدعوة إلى الالتزام بأخلاقيات المهنة والحذر الشديد: "يجب على زملائنا الأطباء الاقتصار على نشر التوعية العامة والمعلومات الصحية الموثقة عبر السوشيال ميديا، وتوجيه المرضى دائماً إلى العيادات والمراكز الصحية لإجراء الفحص السريري اللازم. إن صحة المريض وسرية معلوماته هي مسؤولية مقدسة، والإهمال فيها يقود حتماً إلى المساءلة القانونية والتأديبية."

نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق