شهدت منطقة "كيكو" التابعة ترابيا لإقليم بولمان، في الأيام الأخيرة، أمطارًا رعدية قوية تحولت سريعًا إلى سيول جارفة، تسببت في أضرار كبيرة للفلاحين بعد أن أغرقت محاصيلهم الزراعية، خصوصًا محصول البصل، الذي يشكل مصدر رزق أساسي لمئات الأسر، خاصة في دوار أعيون ودوار آيت بمسري ودواوير أخرى. وتعد هذه الخسائر الجديدة إضافة لمعاناة الفلاحين الذين يواجهون ظروفًا صعبة منذ سنوات نتيجة توالي سنوات الجفاف.

وفي هذا الصدد، وجه البرلماني "رشيد حموني"، رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، سؤالًا كتابيًا إلى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، طالب فيه بـ"ضرورة دعم الفلاحين المتضررين وتعويضهم عن الخسائر التي لحقت محاصيلهم الزراعية".

في سياق متصل، أشار "حموني" في مراسلته إلى أن الأمطار الرعدية، وبعد انتظار طويل وبفارغ الصبر، تحولت بسرعة إلى سيول جارفة اجتاحت الحقول، ما جعل محصول البصل في الدواوير المتضررة مجرد خسائر جسيمة إضافية إلى تدهور المعيشة اليومية للفلاحين.

وأكد البرلماني أن المعطيات المستقاة من عين المكان تشير إلى أن عشرات الهكتارات من حقول البصل تعرضت للإتلاف، وهو ما يعد خسارة فادحة للمزارعين الذين كان أملهم الوحيد هو هذا المحصول، وهم يعيلون عشرات العائلات التي تعتمد على هذه الزراعة لتأمين قوتها اليومي.

وشدد "حموني" على أن هذه الظواهر المناخية تتكرر سنويًا، ما يستدعي ضرورة التدخل العاجل لدعم فلاحي دوار أعيون ودوار آيت بمسري المتضررين، وجبر أضرارهم، ومساعدتهم على الاستقرار في أراضيهم الزراعية، خاصة وأن بعض المنازل غمرتها المياه بفعل الفيضانات الأخيرة.

وختم البرلماني مراسلته بالتساؤل حول التدابير التي ستتخذها الوزارة، على وجه الاستعجال وبالفعالية اللازمة، من أجل الاستجابة لنداءات المزارعين ومساعدتهم على تجاوز الظروف الصعبة والقاهرة الناجمة عن السيول والفيضانات الأخيرة.

يشار إلى أن حوض كيكو بإقليم بولمان، شهد خلال الأيام الماضية فيضانات شاملة نتيجة هطول أمطار غزيرة، غمرت الطرق الوطنية والإقليمية، وحقول البصل والبطاطس، إضافة إلى مساكن الأهالي، مسببة خسائر مادية ومعنوية جسيمة. 

فلاحو المنطقة طالبوا بضرورة فتح تحقيق عاجل لتقييم الأضرار وتعويض الفلاحين، مع اقتراح حلول وتدابير وقائية تشمل بناء سدود تلية، إعادة تشجير الغابات، إنشاء مدرجات حافظة للفرشة النباتية والمائية، وإعادة هيكلة السلسلة الغذائية، بالإضافة إلى التنسيق بين القطاعات المعنية لإطلاق برنامج متكامل لإعادة استقرار حوض كيكو وحماية الطبيعة من الكوارث المستقبلية.