هجوم لاذع وغير مباشر على عيدروس.. اللواء بن... - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: هجوم لاذع وغير مباشر على عيدروس.. اللواء بن... - تليجراف الخليج اليوم الأحد 21 سبتمبر 2025 11:12 مساءً

وجّه اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك، نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، انتقادات حادة إلى قيادة المجلس، في مقال سياسي ، بدا - وفقا لناشطين محسوبين على الانتقالي - كإشارات مباشرة إلى رئيس المجلس عيدروس الزبيدي، داعيًا إلى مراجعة جذرية لطريقة إدارة المرحلة، وتجاوز ما وصفه بـ"الشخصنة" و"المراهقة السياسية" في صناعة القرار.

بن بريك شدد على أن الجنوب يقف عند مفترق طرق مصيري، وأن عبور هذه المرحلة يتطلب قيادة تتجاوز الحسابات الشخصية إلى مستوى المشروع الوطني الجامع، مشيرًا إلى أن صانع القرار يجب أن يتحرر من دوائر الضجيج السياسي المحيطة به، ويستبدل الأصوات المرتجلة بعناصر قوية وراسخة في مجتمعها، قادرة على صناعة التوازن والمشاركة الفاعلة.

واعتبر نائب رئيس المجلس أن المرحلة القادمة تمثل اختبارًا حقيقيًا لقدرة القيادة على أن تحيط نفسها بمن يمتلكون الخبرة والوعي، لا بمن يبحثون عن دور عابر، مؤكداً أن زمن الارتجال قد مضى، وأن المرحلة تقتضي وعيًا عقلانيًا يضع كل الاحتمالات في الحسبان، ويقدم مشروعًا مقبولًا إقليميًا ودوليًا، بعيدًا عن "الشطحات" التي تُفقد القضايا الكبرى وزنها وهيبتها.

وفي نقد واضح لغياب الرؤية المؤسسية، قال بن بريك إن تغيير الشعارات لا يكفي، بل يجب إرساء منظومة إدارية رشيدة، وعقيدة عسكرية حديثة منسجمة مع متطلبات الدولة المنشودة، مشددًا على أن بناء مستقبل الجنوب لا يمكن أن يتم دون رؤية اقتصادية واضحة تعالج حاجات المجتمع وتؤسس لنمو مستدام.

وأضاف أن الفرد الجنوبي لن يشعر بقيمة الدولة ما لم يلمس تحسنًا في مستوى دخله ومعيشته، بما يوازي تطلعاته ومحيطه الإقليمي، داعيًا إلى تبني خطاب إعلامي عقلاني يبعث الطمأنينة إلى الداخل، ويقدم صورة متزنة للخارج، لا تثير مخاوف الجوار، بل تفتح جسور الثقة مع الإقليم والعالم، وتؤكد أن الجنوب يتجه نحو دولة مسؤولة تحترم التوازنات وتدرك تعقيدات المرحلة.

وفي ختام مقاله، وجّه بن بريك رسالة مباشرة إلى قيادة المجلس، قائلاً إن الحوار سيبقى هو الأساس، ولا يمكن لأي مشروع وطني أن ينجح دون إشراك المكونات السياسية والاجتماعية كافة. وأضاف: "من يظن أنه قادر على صناعة التاريخ منفردًا إنما يحكم على نفسه بالزوال، أما من يتواضع أمام تعقيدات الواقع ويبني مشروعًا مؤسسيًا جامعًا، فهو من يكتب صفحة جديدة في تاريخ الجنوب، بحجم التضحيات وبقدر طموح الأجيال القادمة".

ويأتي هذا المقال في وقت تتصاعد فيه الدعوات داخل المجلس الانتقالي لإعادة تقييم الأداء القيادي، وسط حالة من التململ السياسي والشعبي تجاه غياب الرؤية الواضحة، وتراجع مستوى الخدمات، وتضارب الخطاب الإعلامي، ما يجعل رسالة بن بريك بمثابة جرس إنذار للقيادة العليا في المجلس.

46.3.49.207

نص المقال:

مستقبل الجنوب في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية الحالية

إن الجنوب اليوم يقف عند مفترق طرق مصيري ، حيث تتزاحم المتغيرات الإقليمية والدولية لترسم ملامح مرحلة جديدة لا يمكن عبورها إلا برؤية واقعية ، وبإرادة سياسية متينة ، وبقيادة تتجاوز الشخصنة إلى مستوى المشروع الوطني الجامع.

إن أولى الخطوات في هذا الطريق تبدأ حين يتحرر صانع القرار من دوائر الضجيج السياسي ومن حوله ، ويستبدل الأصوات المرتجلة بعناصر قوية وراسخة في مجتمعها قادرة على صناعة التوازن والمشاركة الفاعلة. فالمرحلة المقبلة ليست ميداناً للمراهقة السياسية ، بل اختباراً حقيقياً لقدرة القيادة على أن تحيط نفسها بمن يمتلكون الخبرة والوعي ، لا بمن يبحثون عن دور عابر.

وثاني الخطوات أن تُبنى استراتيجية جديدة تستند إلى قراءة دقيقة للواقع الدولي والإقليمي. فزمن الارتجال قد مضى ، والمرحلة تقتضي وعياً عقلانياً يضع كل الاحتمالات في الحسبان ، ويقدم مشروعاً مقبولاً إقليمياً ودولياً ، بعيداً عن الشطحات التي تُفقد القضايا الكبرى وزنها وهيبتها.

أما ثالثاً ، فإن آلية الحوكمة الحالية تحتاج إلى مراجعة شاملة ، بحيث تعكس روح المرحلة المقبلة. فلا يكفي أن تتغير الشعارات ، بل لابد من إرساء منظومة إدارية رشيدة ، وعقيدة عسكرية حديثة منسجمة مع تلك المنظومة قادرة على حماية الاستقرار ورسم صورة الدولة المنشودة.

ورابعاً ، إن بناء مستقبل الجنوب لا يقوم بلا رؤية اقتصادية واضحة تعالج حاجات المجتمع في المدى القريب وتؤسس لنمو متصاعد في المدى البعيد. فالفرد الجنوبي لن يشعر بقيمة الدولة مالم يلمس تحسناً في مستوى دخله ومعيشته ، بما يوازي محيطه الإقليمي الذي يتطلع إليه.

خامساً ، لابد من خطاب إعلامي عقلاني يبعث الطمأنينة إلى الداخل ، ويقدم صورة متزنة للخارج.
خطاب لا يثير مخاوف الجوار ، بل يفتح جسور الثقة مع الإقليم والعالم ، ويؤكد أن الجنوب يتجه نحو دولة مسؤولة تحترم التوازنات وتدرك تعقيدات المرحلة.

وأخيراً ، فإن الحوار سيبقى هو الأساس ، إذ لا يمكن لمشروع وطني أن ينجح من دون إشراك المكونات السياسية والاجتماعية كافة ، فالتوسع في الشراكة وفتح الباب أمام التفاهمات ، يضمن أن يتحول الحلم الجنوبي إلى مشروع جامع لا إلى مغامرة فردية.

إن مستقبل الجنوب مرهون بقدرته على اجتياز هذه المرحلة بعقلانية ورؤية شاملة.
فمن يظن أن بوسعه أن يصنع التاريخ منفرداً إنما يحكم على نفسه بالزوال ، أما من يتواضع أمام تعقيدات الواقع ويبني مشروعاً مؤسسياً جامعاً فذلك هو الذي يكتب صفحة جديدة في تاريخ الجنوب ، صفحة بحجم التضحيات وبقدر طموح الأجيال القادمة.

اللواء الركن/أحمد سعيد بن بريك
نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي
محافظ محافظة حضرموت الأسبق".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق