تناولت عدة صحف ومراكز بحثية عالمية تطورات الحرب على غزة، محذّرة من أن "الاعتقاد بإمكانية القضاء السريع على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يُعد وهمًا وسذاجة سياسية وعسكرية"، في وقت تتسع فيه دائرة المقاطعة الدولية لـ(إسرائيل)، وتتفاقم الأوضاع الإنسانية داخل القطاع.

استحالة الحسم السريع

صحيفة /نيويورك تايمز/ الأميركية نقلت عن ضباط وخبراء عسكريين "إسرائيليين" قولهم إن "القضاء الكامل على (حماس) أمر غير واقعي في المدى القريب، مشيرين إلى أن "الحركة ما تزال تملك حضورًا قويًا وقدرات قتالية تسمح لها بمواصلة المواجهة لسنوات".

واعتبر هؤلاء أن "الرهان على إنهاء حماس في غضون فترة قصيرة يعكس تبسيطًا مفرطًا لمعادلة معقدة".

خسائر مدنية واسعة

من جانبها، ذكرت صحيفة /الغارديان/ البريطانية أن تقارير ميدانية كشفت عن أن الضربات الجوية "الإسرائيلية" تسببت بسقوط أعداد كبيرة من المدنيين في غزة، بينما تبقى الخسائر في صفوف "حماس" محدودة مقارنة بما تعلنه "إسرائيل" رسميًا.

كما أشارت الصحيفة إلى أن "الحركة تلجأ إلى تكتيكات غير تقليدية مثل الألغام والكمائن، ما يزيد من صعوبة المهمة (الإسرائيلية)".

اتساع المقاطعة الدولية

أما صحيفة /فايننشال تايمز/ البريطانية فأكدت أن "حملات المقاطعة ضد (إسرائيل) تتنامى بشكل غير مسبوق، لتشمل مجالات الرياضة والثقافة والأكاديميا.

وأبرزت الصحيفة حملة دعائية ضخمة في "تايمز سكوير" بمدينة نيويورك، تدعو صراحة إلى مقاطعة "إسرائيل" وتتهمها بارتكاب "إبادة جماعية" في غزة.

وفي السياق ذاته، كشفت صحيفة /إسرائيل هيوم/ العبرية، أن السلطات الإيطالية قررت استبعاد "إسرائيل" من المشاركة في معرض سياحي بمدينة ريميني، بحجة أن وجودها سيكون "غير ملائم" في ظل استمرار الحرب والأزمة الإنسانية.

مأساة إنسانية متفاقمة

على الجانب الإنساني، أفردت صحيفة /هآرتس/ العبرية مساحة واسعة لتوثيق معاناة النساء والفئات الأشد ضعفًا في غزة.

وأشارت إلى ارتفاع حالات الإجهاض، وانتشار سوء التغذية بين الأمهات والرضع، إلى جانب نقص حاد في الخدمات الصحية الأساسية.

كما حذرت من أن النزوح المتكرر وسوء الأوضاع المعيشية يضاعفان من حجم الكارثة الإنسانية.

سيناريوهات المستقبل

وترى التحليلات الدولية أن "حماس "ما تزال قادرة على إعادة تنظيم صفوفها والاعتماد على حرب العصابات وأساليب غير تقليدية تجعل من الصعب حسم المواجهة عسكريًا.

كما رجّحت أن يستمر الصراع لفترة طويلة، مع اتساع الكلفة الإنسانية والسياسية على "إسرائيل"، وتزايد الضغوط الدبلوماسية والحقوقية عليها في المحافل الدولية.

وتواصل قوات الاحتلال منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، بدعم مباشر من الولايات المتحدة ودول غربية، شن حرب مدمرة في غزة، أسفرت حتى اليوم عن استشهاد وإصابة أكثر من 231 ألف فلسطيني، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع.