كشفت مركبة ناسا "بيرسيفيرانس" عن تاريخ ديناميكي للمياه على المريخ، مع أدلة على أن حفرة جيزيرو شهدت بيئات قد تكون صالحة للحياة في أكثر من مرحلة زمنية.

وحلّل العلماء أكثر من عشرين نوعا من المعادن التي تظهر تفاعل الصخور البركانية مع المياه السائلة، وكشفت النتائج عن ثلاث مراحل متميزة لنشاط السوائل:

1. مرحلة حمضية ساخنة:مياه محصورة في قاع الحفرة، تشكلت في ظروف قاسية غير ملائمة للحياة.

2. مرحلة معتدلة وحيادية:مياه أكثر اعتدالا ودرجة حموضة قريبة من الحياد، خلقت بيئات أوسع وأكثر ملاءمة للحياة.

3. مرحلة قلويّة باردة:مياه منتشرة على نطاق واسع وبيئة مناسبة للغاية للحياة.

وقالت إيلينور مورلاند، الباحثة الرئيسية في الدراسة: "تؤكد المعادن في حفرة جيزيرو أن الصخور البركانية تفاعلت مع المياه السائلة في عدة مناسبات، ما جعل المنطقة موطنا لبيئات صالحة للحياة أكثر من مرة".

تستمر المركبة في دراسة الحفرة التي يبلغ قطرها 45 كيلومترا منذ هبوطها في فبراير 2021، بحثا عن آثار الحياة القديمة. واستخدم الفريق خوارزمية MIST لتحديد المعادن إلى جانب جهاز PIXL لقياس التركيب الكيميائي بالأشعة السينية، ما ساعد على تحديد المعادن ومقارنتها بالمعادن المعروفة بدقة عالية.

المعادن وتفسير البيئات القديمة

• المجموعة الأولى:"غريناليتا" و"هيسينجيريت" و"فيرو ألومينوسيلادونيت"، تشكلت في مياه ساخنة وحمضية وظروف قاسية وغير ملائمة للحياة.

• المجموعة الثانية:"مينيسوتايت" و"كلينوبتيلولايت"، تشكلت في مياه معتدلة وحيادية وبيئات أكثر ملاءمة للحياة.

• المجموعة الثالثة:"سيبيولايت"، تشكلت في مياه قلويّة وباردة، وانتشرت على نطاق واسع، مؤشرا على ظروف مواتية للحياة.

وأوضحت كريستين سيباخ، أستاذة مشاركة في علوم الأرض: "حتى الظروف الحارة والحمضية قد تسمح بوجود حياة، كما نرى على الأرض في البحيرات الحمضية، لذلك لا يمكن استبعاد إمكانية الحياة على المريخ".

ولتقليل الأخطاء الناتجة عن قياس المعادن على المريخ، استخدم الفريق نموذجا إحصائيا لتحديد مستوى الثقة في كل نوع من المعادن، وإنشاء أرشيف قيم يمكن استخدامه عند عودة العينات إلى الأرض.

وتوضح النتائج أن حفرة جيزيرو شهدت تاريخا معقدا وديناميكيا لنشاط المياه، وأن اكتشاف المعادن يساعد العلماء على فهم مدى احتمالية وجود الحياة على المريخ وتوجيه مركبة "بيرسيفيرانس" في اختيار العينات المستقبلية.

المصدر: ديلي ميل