متابعات – تليجراف الخليج

في كل عام، تُسجّل نحو 10 ملايين حالة جديدة من الخرف على مستوى العالم، إلا أن تنوّع الأعراض وتشابهها مع أمراض أخرى، يعقّدان مهمة التشخيص والعلاج المبكر.

لكن وفق ما نقلته صحيفة “التلغراف” البريطانية، فإن هناك علامات خفية وغير تقليدية قد تشير إلى بداية الإصابة بالخرف، وغالباً ما يتم تجاهلها أو اعتبارها طبيعية.

عادات الأكل تتغير فجأة

تقول هيلين ميتكالف، وهي إحدى الممرضات في “جمعية الخرف البريطانية”، إن بعض مرضى الخرف يبدؤون بتفضيل أطعمة لم يكونوا يحبونها من قبل، أو على العكس، ينفرون فجأة من أطعمة كانت مفضلة لديهم.

وفي حالات أخرى، يظهر النفور من ألوان أو روائح أو قوام أطعمة محددة، وقد يُبلِغ البعض عن “طَعم معدني” غريب أثناء الأكل.

من جانب آخر، يؤكد الدكتور جوناثان شوت من “مركز أبحاث الزهايمر” أن الرغبة المفاجئة والشديدة في تناول السكريات قد تكون أيضاً مؤشراً مبكراً.

صعوبة في استخدام أدوات المائدة

في بعض الأنواع من الخرف، يعاني المريض من مشاكل في المهارات الحركية الدقيقة، مما يصعّب عليه استخدام الشوكة أو الملعقة، ويؤدي ذلك إلى إحراج أو إحباط خلال تناول الطعام.

كوابيس وأحلام مزعجة… مؤشر مبكر

دراسة علمية نُشرت عام 2022، كشفت أن الأحلام المزعجة المتكررة قد تكون دلالة مبكرة على التدهور المعرفي والخرف، وخصوصاً عند الرجال في منتصف العمر وكبار السن.

تصرفات غريبة وغير معتادة

من السلوكيات المقلقة التي قد تظهر في المراحل المبكرة:

تناول الطعام من طبق الغير

ارتداء ملابس غير لائقة

إطلاق عبارات محرجة أو غير لائقة في الأماكن العامة

هذه التصرفات قد تُفهم أحياناً على أنها “وقاحة” أو “مزاجية”، لكنها في الواقع إشارات تحذيرية على تدهور معرفي.

اختفاء التعاطف وحس الدعابة

يشير الخبراء إلى أن فقدان التعاطف والميل للامبالاة أو غياب حس الفكاهة، يمكن أن تكون علامات مبكرة للخرف، حتى قبل تشخيص المرض.

لكنهم ينصحون بالتمييز بين هذه الأعراض وبين الاكتئاب، والتوجّه للطبيب إذا ظهرت بشكل مفاجئ.

مشاكل بصرية رغم سلامة النظر

الخرف لا يؤثر فقط على الذاكرة، بل يمتد أيضاً إلى الرؤية. بعض المرضى يواجهون صعوبة في رؤية الطريق أثناء القيادة أو تحديد موقع الأشياء وسط الفوضى.

ويرتبط ذلك بمتلازمة تُعرف بـ ضمور القشرة الخلفية، وهي حالة نادرة من الخرف تصيب الأشخاص في الخمسينات أو الستينات.

الهلوسة… رؤية أشياء غير موجودة

قد تظهر لدى المريض هلوسات بصرية هادئة، كأن يرى فتاتاً غير موجود على الأرض، أو أشكالاً غير حقيقية.

ويحذر الخبراء من أن الجدران أو الأرضيات المزخرفة قد تُفاقم هذه الحالة، ما يجعل البيئة المحيطة عاملاً مؤثراً.

مشاكل في اللغة والتواصل

من أبرز المؤشرات أيضاً: صعوبة في إيجاد الكلمات الصحيحة، أو الحديث بشكل متقطع وغير مترابط.

ويشبّه الدكتور شوت الحالة بـ: “كأن الشخص فقد قاموسه الخاص، لا يستطيع التعبير بدقة، ويبدو تواصله مشوّشاً”.