برج إيفل "يتنفس" مع الفصول.. كيف تغيّر الحرارة طوله وتجعله يميل؟ - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: برج إيفل "يتنفس" مع الفصول.. كيف تغيّر الحرارة طوله وتجعله يميل؟ - تليجراف الخليج اليوم الثلاثاء 12 أغسطس 2025 02:06 صباحاً

يُعد برج إيفل، أحد أبرز رموز باريس، تحفة هندسية بارتفاعه الأصلي البالغ 300 متر، شُيّد عام 1884 على يد فريق غوستاف إيفل ليحقق رقماً قياسياً في معرض باريس العالمي عام 1889. ورغم مظهره الثابت، فإن هذا المعلم الشهير يخضع لتغيرات موسمية ملحوظة نتيجة تمدد الحديد بفعل الحرارة.

وفقاً لخبراء الفيزياء والهندسة، يرتفع البرج تدريجياً بمقدار يتراوح بين 12 و15 سنتيمتراً خلال أشهر الصيف الحارة، ثم يتقلص ببطء في فصل الشتاء. ويشرح المهندس المعماري والأستاذ الجامعي فيديريكو دي إيسيدرو غورديخويلا هذه الظاهرة بأنها نتيجة طبيعية لتمدد ذرات المعادن عند تسخينها، إذ يزداد اهتزازها وتبتعد عن بعضها.

ويبلغ معامل التمدد الحراري لحديد البرج نحو 12 × 10⁻⁶ لكل درجة مئوية، ما يعني أن قضيباً بطول متر واحد يتمدد بنحو 12 ميكرومتراً عند ارتفاع حرارته درجة واحدة. ومع تقلب درجات الحرارة في باريس بين –20 درجة مئوية شتاءً و40 درجة مئوية صيفاً، يمكن أن يصل التمدد النظري إلى نحو 36 سنتيمتراً.

ولا يقتصر الأمر على الطول، إذ يؤدي تسخين أحد جانبي البرج أكثر من الآخر إلى ميلانه قليلاً بعيداً عن الشمس أثناء النهار، قبل أن يستعيد استقامته مع برودة المساء. هذا السلوك يحوّل البرج إلى ما يشبه مقياس حرارة عملاق يعكس تغيرات الطقس في العاصمة الفرنسية.

ويمثل برج إيفل مثالاً حيّاً على مبدأ التمدد الحراري الذي يظهر أيضاً في الجسور وخطوط السكك الحديدية، حيث تتفاعل الهياكل المعدنية مع تغيرات الجو على نحو يمكن قياسه بدقة عبر الزمن.

ويذكّرنا هذا الأثر الملموس بأن أبسط القوانين الفيزيائية يمكن أن تتجلى على نطاق ضخم، وأن الحديد العتيق لبرج إيفل لا يقف صامداً فحسب، بل «يتنفس» مع الطبيعة من حوله.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق