نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: لن تصدق.. ماذا يفعل مخك في نفسه وأنت نائم؟ - تليجراف الخليج اليوم الثلاثاء 9 سبتمبر 2025 10:22 مساءً
متابعات- تليجراف الخليج
على مدى عقود طويلة، ظل العلماء يبحثون عن سر تخلص مخ الإنسان من النفايات التي يفرزها بشكل يومي أثناء التفكير والعمل العقلي، وهي فضلات تشمل بروتينات وجزيئات زائدة قد تتحول إلى مواد سامة إذا لم يتم التخلص منها، مثل بروتينات الأميلويد بيتا وتاو المرتبطة بشكل مباشر بمرض الزهايمر.
لماذا تختلف آلية المخ عن باقي أعضاء الجسم؟
بينما يتولى الجهاز الليمفاوي تنظيف أعضاء الجسم الأخرى عبر تصريف السوائل الزائدة نحو الطحال والعقد الليمفاوية قبل التخلص منها في مجرى الدم، فإن المخ يواجه عائقًا مهمًا يتمثل في الحاجز الدموي الدماغي، وهو غلاف واقٍ يمنع العدوى لكنه في الوقت ذاته يمنع مرور الفضلات إلى خارج المخ بنفس الطريقة.
اكتشاف النظام الجليمفاوي
عام 2012، نجح فريق بحثي من جامعة روشستر الأميركية بقيادة الطبيبة مايكن نيدرغارد في اكتشاف نظام دوري غير معروف سابقًا يُطلق عليه “الجليمفاوي”، يعمل على طرد السموم من المخ. فقد أظهرت أبحاث على فئران التجارب تدفق السائل النخاعي عبر أنفاق تحيط بالأوعية الدموية، حيث يختلط بالسوائل الخلالية ويقوم بجمع الفضلات وحملها خارج المخ.
النظرية تتحول إلى حقيقة
في عام 2013، نشرت نيدرغارد دراسة مهمة أثبتت أن عملية التنظيف هذه تنشط بقوة أثناء النوم. وفسّرت الأمر بأن المخ خلال اليقظة يكون مشغولًا بمعالجة المدخلات الخارجية ولا يستطيع القيام بعملية الاغتسال في الوقت نفسه. وهو ما يفسر شعور الإنسان بالانتعاش بعد نوم هادئ يشبه “إعادة ضبط” المخ.
الجدل بين القبول والرفض
رغم أهمية هذا الاكتشاف، واجهت النظرية في بدايتها رفضًا من بعض العلماء، إذ تم التوصل إليها عبر أبحاث على الفئران، التي تختلف طبيعة نومها عن الإنسان. لكن خلال السنوات العشر الماضية، واصلت الدراسات العمل لإثبات وجود هذه الآلية لدى البشر، حتى جاء الدليل المؤكد أن المخ البشري أيضًا يغتسل أثناء النوم من خلال تدفق السائل النخاعي بدفع من الموجات الكهربائية العصبية.
دور النظام الجليمفاوي في الوقاية من الأمراض
بحسب جيفري إيليف، أستاذ طب النفس والأعصاب بجامعة واشنطن، فإن تعطّل النظام الجليمفاوي يؤدي غالبًا إلى تراكم البروتينات السامة، مما يرفع احتمالية الإصابة بأمراض عصبية ونفسية، وعلى رأسها الزهايمر. ويرى أن فهم هذا النظام يفتح الباب أمام تفسيرات جديدة لاضطرابات الشيخوخة والذاكرة.
أبحاث على البشر تؤكد الحقيقة
في دراسة نرويجية حديثة عام 2021، أجرى جراح الأعصاب بيير كريستيان إيدي تجربة على متطوعين باستخدام متتبعات فلورية لمراقبة حركة السائل النخاعي بالرنين المغناطيسي. وكشفت النتائج أن الأشخاص الذين حُرموا من النوم طوال الليل انخفض لديهم تدفق السوائل بشكل كبير، وحتى بعد السماح لهم بالنوم في الليلة التالية لم تعُد الحركة إلى مستواها الطبيعي، مما يثبت أن آثار الحرمان من النوم لا تعوض بسهولة.
النوم ليس للراحة فقط
تؤكد هذه الأبحاث أن النوم لا يقتصر على الراحة واختزان الذكريات، بل يمثل عملية تنظيف حيوية للمخ. فالجسم البشري ينتج ثلاثة إلى أربعة أضعاف مخزونه من السائل النخاعي يوميًا، والنوم هو المفتاح الأساسي لإدارته بكفاءة وطرد الفضلات السامة.
أهمية النتائج
تكشف هذه الدراسات أن الحفاظ على نمط نوم صحي ليس رفاهية، بل ضرورة لحماية الدماغ من تراكم السموم وللوقاية من أمراض خطيرة قد تظهر على المدى الطويل.
نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.
0 تعليق