في موقف يعكس عمق العلاقات الأخوية والتنسيق المستمر بين القاهرة والدوحة، أصدرت رئاسة الجمهورية المصرية بيانًا شديد اللهجة، أدانت فيه بأقوى العبارات الاعتداء الإسرائيلي الذي استهدف العاصمة القطرية الدوحة، واعتبرته انتهاكًا غير مسبوق لسيادة دولة عربية شقيقة، وتقويضًا لجهود السلام المبذولة في المنطقة.

الاعتداء يمثل سابقة خطيرة وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي

102.165.1.96

وجاء في البيان أن قوات الاحتلال الإسرائيلي نفذت عملًا عدوانيًا ضد اجتماع لقيادات فلسطينية في الدوحة، كان مخصصًا لمناقشة سبل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وأكدت مصر أن هذا الهجوم يمثل خرقًا واضحًا للقانون الدولي، ولأعراف احترام سيادة الدول وحرمة أراضيها، وهو ما وصفته بـ "سابقة خطيرة وتطور مرفوض".

تضامن مصري كامل مع قطر

شددت الرئاسة المصرية على أن هذا الاعتداء ليس مجرد تجاوز سياسي أو عسكري، بل اعتداء مباشر على سيادة دولة قطر، التي تقوم بدور مهم في جهود الوساطة لوقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، وأعرب البيان عن تضامن مصر الكامل مع دولة قطر، قيادةً وشعبًا، مؤكدًا أن القاهرة تقف إلى جانب الدوحة في مواجهة هذا الانتهاك السافر.

وأضافت أن الاعتداء الأخير يعرقل الجهود الدولية الهادفة إلى التهدئة، ويهدد بتفجير الأوضاع مجددًا في المنطقة، بما ينعكس سلبًا على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.

تحذير من تداعيات التصعيد

اعتبرت مصر أن استمرار السياسات الإسرائيلية القائمة على التصعيد والإفلات من العقاب يضع المنطقة أمام منعطف خطير، ويقوض أي فرص لإحياء مسار المفاوضات أو تثبيت التهدئة، وأشارت إلى أن الاعتداء على قطر، الدولة التي تحتضن جهود الوساطة وتدعم جهود وقف إطلاق النار، يعكس رغبة إسرائيل في إفشال أي مساعٍ سلمية أو حلول سياسية.

وأكد البيان أن القاهرة ترى في هذا السلوك تصعيدًا متعمدًا من شأنه أن يزيد من حالة الاحتقان في المنطقة، ويضاعف من معاناة المدنيين الفلسطينيين، فضلًا عن تقويض ثقة الأطراف الدولية في إمكانية التوصل إلى حلول دبلوماسية.

دعوة المجتمع الدولي للتدخل

دعت مصر، عبر بيان رئاسة الجمهورية، المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، والعمل الفوري على وقف الاعتداءات الإسرائيلية ومحاسبة المسؤولين عنها، وأكدت أن استمرار التغاضي عن هذه الممارسات يعزز منطق الإفلات من العقاب، ويمنح إسرائيل غطاءً لمزيد من الانتهاكات بحق الشعوب والدول في المنطقة.

وطالبت القاهرة المنظمات الدولية والإقليمية باتخاذ خطوات عملية، وعدم الاكتفاء ببيانات الشجب والإدانة، مشيرة إلى أن حماية سيادة الدول العربية وحرمة أراضيها مسؤولية جماعية لا يمكن التهاون فيها.

المشهد الأخير

بموقفها الواضح والصريح، تؤكد مصر أن الاعتداء الإسرائيلي على قطر تجاوز خطير يمس استقرار المنطقة بأسرها، وليس مجرد حادث منفصل. وبينما جددت القاهرة تضامنها مع الدوحة، فإنها وضعت الكرة في ملعب المجتمع الدولي، مطالبة بتحرك عاجل يوقف العدوان ويحاسب المسؤولين عنه، وبهذا، ترسم مصر ملامح رؤية واضحة، لا سلام حقيقي ولا استقرار إقليمي ما لم يتم احترام سيادة الدول وإنهاء سياسة الإفلات من العقاب.