أطلقت الفجيرة مشروع أول مزرعة متكاملة لتربية واستزراع الروبيان في المنطقة، تحت اسم «أوشن لايف»، لدعم الصيادين، وسيكون الإنتاج جاهزاً للطرح بالأسواق المحلية في مطلع نوفمبر المقبل.
وقال رئيس جمعية صيادي الفجيرة، محمود حسن سليمان آل علي، لـ«الإمارات اليوم»، إن مشروع «أوشن لايف» نقلة نوعية في قطاع الاستزراع المائي، وإن المشروع، الذي تم افتتاحه في ميناء مربح، مساء أمس، بحضور الشيخ سعيد بن سرور الشرقي، عضو المجلس الوطني الاتحادي، وعدد من المسؤولين، يعد أحد استثمارات جمعية الفجيرة التعاونية لصيادي الأسماك، وهو الأول من نوعه في الإمارة من حيث تربية الروبيان على نطاق تجاري حديث يخدم المجتمع المحلي والدولي.
وأوضح آل علي أن المشروع يضم 12 حوضاً دائرياً بأقطار تراوح بين 12 و20 متراً، صممت وفق أنظمة عالمية متطورة تتيح انتقال اليرقات بين مراحل النمو بشكل ديناميكي حتى بلوغ الحجم التسويقي، إذ إن كل أربعة أحواض تمثل مرحلة إنتاجية تبدأ من اليرقات الصغيرة بطول نصف سنتيمتر، لتصل خلال 25 يوماً إلى ثلاثة سنتيمترات، قبل انتقالها إلى الأحواض النهائية حيث تنمو حتى ستة سنتيمترات، وهي المرحلة التي تطرح فيها في الأسواق.
وأقيم المشروع في ميناء مربح بتوجيهات ومكرمة من صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، نظراً إلى موقعه المثالي القريب من البحر، وتوافر البنية التحتية والطاقة الكهربائية، ما يسهم في خفض تكاليف التشغيل وتسهيل عمليات النقل والتفريغ، ويضمن جودة المنتج تحت إشراف الجهات المختصة.
وبين آل علي أن تصميم الأحواض استند إلى تضاريس المنطقة المرتفعة نسبياً عن سطح البحر، ما أتاح إنشاء نظام حركة مائية دائرية داخل الأحواض، يعزز النمو الصحي لليرقات، واستغرق تنفيذ المشروع نحو 12 شهراً من العمل المتواصل، بالتعاون مع خبراء صينيين ومهندسين محليين، رغم إمكانية إنجازه خلال سبعة أشهر، إلا أن الجمعية حرصت على تحقيق أفضل النتائج العلمية والعملية.
وأشار إلى أن الإنتاج سيكون جاهزاً للطرح في الأسواق المحلية مطلع نوفمبر المقبل، أو قبل ذلك لتلبية الطلب على الأحجام الصغيرة، مؤكداً أن المشروع الذي بدأ كفكرة أصبح اليوم واقعاً ملموساً تحت اسم «أوشن لايف»، بعد دراسة دقيقة لكل تفاصيله لتفادي التحديات التي واجهت مشاريع مماثلة.
وكشف آل علي أن الجمعية استعانت بخبير صيني لدراسة مناخ الفجيرة وملوحة مياهها، وأجرت اختبارات دقيقة بالتعاون مع هيئة الفجيرة للبيئة ووزارة التغير المناخي والبيئة قبل البدء بتشغيل المشروع.
ومن أبرز التحديات التي واجهتها الجمعية لإنجاز المشروع قال آل علي: «بطء نمو اليرقات في فصل الصيف نتيجة ارتفاع درجات الحرارة استدعى إنشاء أحواض حضانة خاصة مزودة بأجهزة أوكسجين ونظم تبريد ومكعبات ثلج، إضافة إلى خلط مياه البحر بمياه الآبار لضبط الملوحة والحرارة، وقد أثبتت التجربة نجاحها في موسمي الصيف والشتاء دون تأثر الإنتاج سلباً».
وبين أن كل دفعة إنتاجية تضم نحو مليون و200 ألف يرقة، يصل منها إلى مرحلة التسويق قرابة مليون يرقة، ما يضمن تغطية السوق المحلية وتوفير فائض للتصدير، بمتوسط إنتاج يومي يتراوح بين 150 و200 كيلوغرام من الروبيان الحي، كما وقعت الجمعية عقوداً مع مطاعم وفنادق في مختلف إمارات الدولة، وتسعى إلى تخصيص ركن لبيع الروبيان الحي في سوق السمك الجديد بالفجيرة بالتعاون مع الجهات المعنية.
وأشار آل علي إلى أن المشروع تم تمويله باستثمارات استراتيجية، عبر شراكات محلية وعالمية، ما ينعكس إيجاباً على الاقتصاد المحلي، ويوفر فرص عمل وتدريب للصيادين الشباب على أحدث تقنيات الاستزراع المائي، ويؤهلهم لإدارة مشاريع مستقبلية مماثلة.
ويرى آل علي أن العوائد المالية للمشروع ستضخ مجدداً في دعم الصيادين وصرف مكافآت تحفيزية لهم، مؤكداً حرص الجمعية على اختيار الروبيان الأبيض لما يتميز به من جودة عالية وقدرة على التكيف مع حرارة المياه المحلية، إذ يبلغ الحجم التسويقي المثالي خلال 55 إلى 60 يوماً، وهو الحجم الأكثر طلباً في الأسواق، بما يسهم في تعزيز الأمن الغذائي وضمان استدامة الثروة السمكية في الفجيرة.
• 12 حوضاً دائرياً بأقطار تراوح بين 12 و20 متراً ضمن المشروع.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: إطلاق أول مشروع لتربية واستزراع الروبيان في الفجيرة - تليجراف الخليج اليوم الثلاثاء 9 سبتمبر 2025 03:28 صباحاً
0 تعليق