رغم أن البعض قد يستغرب من الشعور بالراحة عند مشاهدة مسلسل قديم للمرة العاشرة، إلا أن علماء النفس يؤكدون أن إعادة مشاهدة الأعمال الدرامية المألوفة ليست مجرد تسلية، بل وسيلة فعّالة لخفض التوتر وتعزيز الصحة النفسية.

45.89.241.160

وبحسب موقع Very Well Mind، توضح عالمة السلوك كلاريسا سيلفا أن المسلسلات التي تثير الحنين إلى الماضي تمنح العقل المتعب متنفسًا طبيعيًا، وتعيد شعورًا بالطمأنينة وسط ضغوط الحياة اليومية.

الجانب النفسي وراء إعادة المشاهدة

هناك عدة أسباب تجعلنا نلجأ باستمرار إلى مسلسلاتنا القديمة بدلًا من متابعة أعمال جديدة:

1- الاسترخاء بلا جهد

عند متابعة مسلسل جديد، يحتاج العقل إلى بذل جهد في التعرف على الشخصيات وفهم الأحداث. أما مع الأعمال القديمة، فكل شيء مألوف، مما يخفف الضغط الذهني ويساعد على الاسترخاء وتحسين المزاج.

2- الراحة والقدرة على التنبؤ

في حياة مليئة بالمفاجآت والتوتر، تمنحنا الأعمال التي نعرف أحداثها مسبقًا شعورًا بالأمان، لعدم وجود نهايات غير متوقعة أو أحداث مأساوية.

3- الحنين إلى الماضي

المسلسلات القديمة تُعيدنا إلى أوقات أبسط وأكثر سعادة، مثل فترة الطفولة أو الشباب، وتثير مشاعر النوستالجيا التي تعزز الراحة النفسية.

4- الارتباط العاطفي بالشخصيات

العلاقات الاجتماعية الفوقية (الارتباط بشخصيات خيالية) تجعلنا نشعر وكأننا نقضي وقتًا مع أصدقاء قدامى، ما يمنحنا شعورًا بالرفقة والانتماء.

5- الصداقة المستمرة

الشخصيات المألوفة ثابتة دائمًا وتتصرف بنفس الطريقة، وهو ما يجعلها أكثر "موثوقية" من العلاقات الإنسانية المتغيرة.

6- الضوضاء المألوفة في الخلفية

إعادة مشاهدة المسلسلات لا تعني دائمًا المتابعة الدقيقة، بل أحيانًا مجرد الاستماع إليها أثناء القيام بمهام أخرى كتنظيف المنزل أو الطهي.

7- العناية بالنفس

تخصيص وقت لإعادة مشاهدة مسلسل محبب يُعتبر شكلًا من الرعاية الذاتية وتجديد الطاقة.

8- اكتشاف تفاصيل جديدة

حتى في الأعمال القديمة، يمكن أن نلاحظ مشهدًا مختلفًا أو جملة ذكية فاتتنا سابقًا، ما يضيف متعة جديدة للتجربة.

9- الثقافة المشتركة

مناقشة الحلقات مع الأصدقاء أو تبادل الاقتباسات يعزز الشعور بالانتماء إلى مجتمع من المعجبين.

إعادة مشاهدة المسلسلات القديمة ليست مجرد مضيعة للوقت، بل وسيلة نفسية للتخفيف من التوتر، وتعزيز الأمان العاطفي، والشعور بالراحة، هي طريقتنا البسيطة للهروب من ضغوط اليوم وممارسة العناية بالنفس عبر لحظات مألوفة وممتعة.