ستقال دانيال ليفي من رئاسة نادي توتنام الإنجليزي في خطوة مفاجئة، الخميس، بعد حقبة دامت نحو 25 عامًا، شهدت الكثير من التقلبات والشد والجذب مع الجماهير.
وأثارت خطوة الرحيل تكهنات ساخنة حول مستقبل النادي، نظرًا لأن ليفي وعائلته يملكون حصة قدرها 29.4 في المئة من شركة ENIC المالكة للنادي، ورغم أنه ادعى في السابق أنه رفض عروضًا من الخارج للاستحواذ على توتنام، إلا أن المطلعين على المشهد يقولون إن التغيير يهدف إلى تحسين أداء الفريق على أرض الملعب، وليس مرتبطًا بعرض معلق وفقًا لصحيفة «ديلي ميل» الإنجليزية الخميس.
كان ليفي «63 عامًا» القوة الدافعة وراء مشروع ملعب توتنام بتكلفة 1.2 مليار جنيه إسترليني «1.6 مليار دولار»، وكذلك وراء مركز التدريب المتطور. لكنه كان شخصية مثيرة للجدل بين جماهير النادي، حيث نُظمت العديد من الاحتجاجات ضده خلال الفترات الصعبة التي مر بها الفريق الأول لكرة القدم.
ورغم عدم الإعلان عن أي تفاصيل عن راتبه، أعلن توتنام في 2023 أن ليفي، الذي يُعدّ من أقدم رؤساء الأندية في الدوري الإنجليزي، هو الرئيس الأعلى أجرًا لديه، ويعتقد أنه يتقاضى 6.6 مليون جنيه إسترليني، وفقًا للصحيفة.
وتعرض ليفي لانتقادات أكثر من أي وقت مضى خلال المواسم القليلة الماضية. وأثارت سلسلة من التعيينات الفاشلة للمدربين وسياسة الانتقالات في النادي غضب الجماهير، وزادت من حجم الضغوطات عليه ووُجهت إليه اتهامات بأنه يهتم بالأرباح المالية أكثر من تحقيق النجاح داخل الملعب.
وكان الموسم الماضي الأسوأ بالنسبة لتوتنام في الدوري منذ 1976-1977، حيث احتل الفريق المركز السابع عشر قبل أن يعوّض بعض الشيء بإحراز لقب الدوري الأوروبي «يوروبا ليج» ويتأهل للمشاركة في دوري أبطال أوروبا.
إلا أن هذا النجاح الذي أنهى 17 عامًا من القطيعة مع الألقاب، لم يكن كافيًا لتجنيب المدرب الأسترالي أنج بوستيكوجلو قرار الإقالة وتعيين الدنماركي توماس فرانك قادمًا من برنتفورد، خلفًا له.
وقال ليفي في بيان نشر الخميس: «أنا فخور للغاية بالعمل الذي أنجزته مع الفريق التنفيذي وجميع موظفينا. لقد بنينا هذا النادي ليصبح قوة عالمية تنافس في أعلى المستويات.. وأكثر من ذلك، لقد بنينا مجتمعًا. كنت محظوظًا بالعمل مع بعض من أعظم الأشخاص في هذه الرياضة، بدءًا من الفريق في مقر ليليوايت هاوس ومركز هوتسبير واي، وصولًا إلى جميع اللاعبين والمدربين على مر السنين».
وعُيّن فيناي فينكاتيشام مديرًا تنفيذيًا للنادي اللندني في أبريل، في حين انضم بيتر تشارينجتون إلى مجلس الإدارة في مارس، وسيتولى المنصب الجديد الذي تم إنشاؤه أخيرًا وهو رئيس مجلس الإدارة غير التنفيذي.
وقال تشارينجتون في بيان للنادي: «يشرفني للغاية أن أصبح رئيسًا غير تنفيذي لهذا النادي الاستثنائي، وبالنيابة عن مجلس الإدارة، أود أن أشكر دانييل وعائلته على التزامهم وولائهم للنادي على مدار أعوام عديدة».
وأضاف: «هذا عهد جديد من القيادة داخل الملعب وخارجه. نركز الآن كليًا على الاستقرار وتمكين موظفينا الموهوبين في جميع أنحاء النادي، بقيادة فيناي وفريقه التنفيذي».
ومنذ تولي ليفي قيادة النادي في 2001، تأهل الفريق إلى البطولات الأوروبية في 18 موسمًا، وفاز بلقبَين، كأس الرابطة 2008 والدوري الأوروبي الموسم الماضي على حساب مواطنه مانشستر يونايتد. كما عمل معه 16 مدربًا، وعُرف ليفي بقراراته القاسية ضدهم على غرار إقالة أمثال البرتغاليين جوزيه مورينيو ونون وسانتو، الإيطالي أنتونيو كونتي، والأرجنتيني ماوريسيو بوتشينو.
وجاءت الحقبة الأفضل لتوتنام تحت رئاسة ليفي في فترة بوتشينو حيث قاد الأخير الفريق لاحتلال أحد المراكز الثلاثة الأولى في الدوري لثلاثة مواسم متتالية وبلوغ نهائي دوري الأبطال 2019.