معاريف: نتنياهو يبيع الوهم وحماس بعيدة عن الاستسلام - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: معاريف: نتنياهو يبيع الوهم وحماس بعيدة عن الاستسلام - تليجراف الخليج اليوم الخميس الموافق 4 سبتمبر 2025 07:45 مساءً

تسلط المراسلة السياسية في صحيفة معاريف آنا براسكي الضوء على خطورة السلوك السياسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي تقول إنه يبيع روايتين متناقضتين للإدارة الأميركية ولإسرائيل.

وأوضحت براسكي أن نتنياهو يقدم للرئيس الأميركي دونالد ترامب صورة هوليودية عن نصر حاسم وسقوط وشيك لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

كما يروّج لجمهوره في الداخل الإسرائيلي أن الحركة تُفكك بالكامل من دون صفقات أو تنازلات، في حين يبعث في الوقت ذاته برسائل مغايرة للوسطاء تفيد بأن إسرائيل منفتحة على صفقة جزئية.

وبحسب براسكي فإن هذه الازدواجية تكشف الفجوة العميقة بين خطاب نتنياهو والواقع العسكري والسياسي الذي يهدد بانهيار صورة إسرائيل على الساحة الدولية.

الفجوة بين الوعود والحقائق

تقول براسكي إن نتنياهو يعد الأميركيين بأن "قلعة حماس" ستسقط خلال أسابيع، بينما يتلقى من الجيش تقديرات تفيد بأن العملية ستستغرق أكثر من 8 أشهر على الأقل، مع احتمالات كبيرة لتداعيات سياسية واقتصادية كارثية.

وأشارت إلى أن هذا التناقض يعكس سياسة نتنياهو المعتادة القائمة على تسويق "حلم غير واقعي" لكسب الوقت وتخفيف الضغط، ثم تحميل الآخرين مسؤولية الفشل لاحقا.

المقال يشير إلى أن ترامب تبنى بسهولة رواية نتنياهو في البداية، إذ تعامل مع الحرب في غزة وكأنها فيلم أكشن قديم، يتوقع فيه ضربة حاسمة ينهي بها "الأخيار" "الأشرار".

لكن مع مرور الوقت، بدأت الحقائق الميدانية تتسرب إلى البيت الأبيض وتكشف لترامب أن قدرات الجيش الإسرائيلي محدودة، معداته مهترئة، وحماس لا تزال بعيدة عن الاستسلام، وهذا يضعف ثقة الإدارة الأميركية في الوعود الإسرائيلية.

وتوضح المراسلة السياسية أن نتنياهو يلعب على جبهتين في الوقت ذاته: للجمهور الإسرائيلي يروج أن حماس يتم تفكيكها بالكامل من دون تنازلات أو صفقات، بينما يرسل عبر الوسطاء القطريين والمصريين إشارات مختلفة، تفيد بأن إسرائيل لا تستبعد التوصل إلى صفقة جزئية بشأن الأسرى والقتال.

هذه الازدواجية ليست تناقضا، بل تكتيك متعمد يتيح له المناورة وتأجيل اتخاذ القرارات الحاسمة.

ولكنها تؤكد في المقابل أن "القوى البشرية للجيش الإسرائيلي محدودة، والأدوات مهترئة، وحماس بعيدة كل البعد عن الاستسلام".

عزلة سياسية تتعمق

ويذكر المقال أن كل يوم يمر يفاقم عزلة إسرائيل السياسية في العالم، وأن الغرب بدأ يتعامل مع سيناريو مأساوي يتمثل بمئات آلاف النازحين في غزة، ومجاعة متفاقمة، وانهيار كامل للمستشفيات.

وتقول إن مثل هذه المشاهد، إن استمرت، ستؤدي إلى عقوبات دولية وتعليق رحلات الطيران إلى إسرائيل، وربما حتى تعليق عضويتها في مؤسسات رياضية دولية.

واستشهدت بموقف وزير الخارجية جدعون ساعر، المعروف بتشدده، الذي حذر من أن احتلال غزة سيجر كارثة لإسرائيل لن يكون بمقدورها تحملها.

وتتطرق براسكي إلى الأزمة مع إيران التي ستعقد المعادلة، إذ ترى أن النظام هناك أكثر استقرارا مما كانت تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية تفترض، كما أن الدعم الصيني يعزز برنامج طهران الصاروخي.

وتشير إلى أن أي مواجهة مباشرة مع طهران ستتطلب من إسرائيل إعادة توزيع قواتها ومواردها، وهو ما يجعل وعود نتنياهو لترامب بشأن "نصر قريب في غزة" مجرد بالونات خطابية لا أكثر.

وتقول إن نتنياهو يملك بالفعل خطابا معدا لأي سيناريو: فإذا توجه إلى صفقة جزئية للإفراج عن بعض الأسرى، سيعرضها كإنجاز شخصي بفضل "حزمه" الذي أدى لانهيار حماس وإعادة الرهائن.

ومن ثم فإن أقواله عن "النصر الوشيك" و"الضربة الساحقة" و"الصفقة غير المتصورة" ما هي إلا جزء من سردية معدة سلفا.

تختم المراسلة السياسية مقالها بالقول إن المشكلة الحقيقية لا تكمن فقط في الصورة غير الواقعية التي يبثها نتنياهو لترامب أو في تضليله للجمهور الإسرائيلي، بل في أن إسرائيل تُسحب إلى جولة جديدة من حرب بلا نهاية، في وقت يفقد العالم صبره ويزداد التآكل داخل المجتمع الإسرائيلي. أما نتنياهو، فتصفه بأنه "عاد إلى مجاله المفضل: تمرير الوقت، تلاشي المسؤولية، وإبقاء كل شيء مفتوحا".

(الجزيرة)

نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق