حكم الكلام الب*ذئ بين الزوجين - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: حكم الكلام الب*ذئ بين الزوجين - تليجراف الخليج اليوم الأحد 10 أغسطس 2025 08:11 مساءً

الأحد ، 10 أغسطس 2025 الساعة 07:30 (تليجراف الخليج - بسمة أحمد)

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

 

للخبر بقية في الأسفل.. ومن أخبارنا أيضاً:

أولاً:

 

إن من أعظم مقاصد النكاح هو أن يع.ف الرجل نفسه ، وأن تع.ف المرأة نفسها ، وهو ما يحصل بالج.ماع بين الزوجين ، وبه تكتمل صورة العفاف في الزوجين ، من غض البصر ، وحفظ الفر.ج ، بل وحفظ الأع.ضاء جميعها من الوقوع في الز.نا ، فكما أن العين تز.ني : فإن الأذن تز.ني ، واليد تز.ني ، والرجل تز.ني ، كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم .

 

قال ابن القيم – رحمه الله – :

 

وفضلاء الأطباء يروْن أن الجماع من أحد أسباب حفظ الصحة .

 

وقال :

 

ومن منافعه – أي : الج.ماع : غض البصر ، وكف النفس ، والقدرة على العفة عن الحرام ، وتحصيل ذلك للمرأة ، فهو ينفع نفسه في دنياه وأخراه ، وينفع المرأة ، ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعاهده ويحبه ، ويقول : ( حبِّب إليَّ مِن دنياكم : النساء والطيب ) .

 

” زاد المعاد ” ( 4 / 228 ) .

ولم تقيِّد الشريعة الزوجَ بطريقة معينة يأتي بها امرأته ، بل قد نهي عن جماعها في زمن الحي.ض والن.فاس ، ونهي عن جماعها في الد.بر .

 

ثانياً:

 

الكلام بين الزوجين عند الج.ماع بما يعينهما على قضاء الو.طر ، وكمال الل.ذة المشروعة : مب.اح ، وربما طلب منه ـ في تلك الحال ـ ما يكون فيه من التعبير عن الح.ب ، والعش.ق ، والغر.ام بينهما ، فهو أدعى للألفة والمودة بينهما ، وهو يه.يِّج الطرفين للج.ماع ليع.ف كل واحد منهما نفسه ، وي.عف زوجه .

ومقدمات الج.ماع من التق.بيل والكلام الذي يكون بين الزوجين هو ” الر.فث ” – على أحد الأق.وال – وإنما ينهى عنه المح.رم حال إح.رامه ، وفيه الإشارة إلى حلِّه في غير هذه الحال ، وهو الثابت المعلوم من حال خير القر.ون ومن بعدهم ، وهو المذكور في كتب الفقه أنه من آداب الج.ماع ، ومما يزيد الم.حبة بين الزوجين .

قال تعالى : ( الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ) البقرة/ من الآية 197 .

قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي – رحمه الله – :

والأظهر في معنى الرفث في الآية أنه شامل لأمرين :

أحدهما : مباشرة النساء بالج.ماع ، ومقدماته .

والثاني : الكلام بذلك ، كأن يقول المح.رم لامرأته : إن أحللنا من إحرامنا فعلنا كذا وكذا .

ومن إطلاق الر.فث على مباشرة المرأة كجم.اعها قوله تعالى : ( أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ ) البقرة/ 187 ، فالمراد بالر.فث في الآية : المباشرة بالجماع ، ومقدماته .

” أضواء البيان ” ( 5 / 13 ) .

ولا حرج أن يذكر الزوجان ما يه.يج شه.وتهما من الكلام ، ولو كان بذكر ألفاظ الع.ورة باسمها الع.رفي ، وقد بينا جواز ذلك في جواب السؤال رقم : ( 45597 ) ، وليس في ذكر كلمات الغ.رام والعش.ق بين الزو.جين حر.ج ، وليس في ذكر ال.عورة باسمها الصريح أو العر.في حرج إذا كان هذا ي.هيج الش.هوة بينهما ، ولله در الإمام ابن قتيبة حيث لفت النظر إلى أن ذكر الأع.ضاء باسمها ليس فيه إثم ، إنما الإثم في قذ.ف الأعراض ، وجعل تلك الألف.اظ ديدناً .

قال ابن قتيبة – رحمه الله – :

وإذا مرّ حديث فيه إفص.اح بذِكر عور.ة ، أو ف.رج ، أو وصف فاحشة : فلا يحملنك الخشوع ، أو التخاشع على أن تُصَعِّرَ خدك ، وتُعرض بوجهك ؛ فإن أسماء الأع.ضاء لا تؤ.ثم ، وإنما المأ.ثم في شتم الأعراض ، وقول الزور ، والكذب ، وأكل لحوم الناس بالغيب .

” عيون الأخبار ” ( 1 / المقدمة صفحة ل ) .

وقال – رحمه الله – :

لم أترخص لك في إرسال اللسان بالرفث على أن تجعله هِِجّيراك [ يعني : عادتك ] على كل حال ، وديدنك في كل مقال ، بل الترخص مني فيه عند حكاية تحكيها ، أو رواية ترويها تنقصها الكناية ، ويذهب بحلاوتها التعريض .

” عيون الأخبار ” ( 1 / المقدمة صفحة م ) .

وهذه الإبا.حة بين الزوجين في الكلام عند الج.ماع لا ينبغي أن تتحول إلى سب وقذف بالمح.رم والفحش ، حتى ولو لم يكن يريد حقيقة السب ، وإنما يريد التصريح بذلك الكلام ، فليس من عادة المؤمن أن يعود لسانه السب والقذف .

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَعَّانِ وَلَا الَلَّعَّانِ وَلَا الْفَاحِشِ وَلاَ الْبَذِيءِ ) .

رواه الترمذي ( 1977 ) وصححه الألباني في ” صحيح الترمذي ” .

وفي هذه الأفعال مشابهة لأهل الفساد من الزواني والزانيات ، ولا يليق بالمسلم أن يجعل فراش الزوجية الطاهر كحال ما يحدث في بيوت ال.

دع.ارة بين الساقطين والساقطات ، فهم أحق بتلك الألفاظ ، وأهل لها ، لا امرأته العفيفة الطاهرة .

ثم إنه يُخشى من اعتياد الزوجين على هذه الكلمات ، فتصبح علاقتهما من غيرها باردة ، وجافة ، أو تصبح عادة لهما في حياتهما في غير وقت الجماع ، خاصة إذا حدث شجار ، أو تقلبت النفوس والقلوب ؛ وفي ذلك من المفاسد ما لا يخفى على متأمل .

على أن الذي أفزعنا في سؤالك حقا ، يا عبد الله ، هو حديثك مع خطيبتك في هذه الأمور ، وبهذه الصراحة ، وهي جرأة منكما لا تحمدان عليها ، بل تذمان بها كل الذ.م ؛ فكيف تسمح لنفسك بالكلام في ذلك مع خطيبتك ، وهي امرأة أجنبية عنك ، وكيف تسمح ـ هي أيضا ـ بالكلام في ذلك ، وبكل هذه الصراحة معك ، وأنت رجل أجنبي عنها ، ثم كيف تتاح لكما فرصة الخلوة التي تتمكنان فيها من هذا الحديث الذي يستحيل أن يذكر ، ولو بالتلميح أمام غيركما .

إن هذا السؤال يدل على أنكما تساهلتما كثيرا في طبيعة العلاقة بينكما ، وتعديتما حدود الله تعالى فيما بينكما ، فألقى الشيطان في قلوبكما من جمار الش.هوة ما تظنان أنها لا يطفئها شيء مما اعتاد الناس ، فرحتما تبحثان عن كل غريب ، ولو شاذا !!

فالواجب عليكما أن تضعا حدا لهذه المخالفات ، وتتوبا إلى الله عز وجل من ذلك التعدي الذي وقعتما فيه ؛ ولتعلما أن ما بقي أمامكما شيء يسير ، فاصبرا حتى يجمع الله بينكما على ما يحب ويرضى من الحلال الطيب ، وساعتها سوف تعلمان أن أمر العفة وقضاء الوطر الحلال ، لا يحتاج إلى كل ذلك : ” وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ ” .

وانظر حول العلاقة بالمخطوبة جواب السؤال رقم (2572) .

والله أعلم

للبقاء على اطلاع بأهم التطورات حول حكم الكلام الب*ذئ بين الزوجين، تابعوا موقعنا دائمًا.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق