في ذكرى ميلاد صاحب الرسالة.. - تليجراف الخليج

0 تعليق ارسل طباعة

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: في ذكرى ميلاد صاحب الرسالة.. - تليجراف الخليج اليوم الخميس الموافق 4 سبتمبر 2025 02:50 مساءً

كتب د. نبيل الكوفحي - 

يحتفل المسلمون اليوم بذكرى ميلاد رسول البشرية محمد صلى الله عليه وسلم، في هذه المناسبة سنركز على مفهوم الرسالة التي حملها وغيرت مسار البشرية. كان جوهر دعوته هو توحيد الله تعالى ونبذ الشرك بجميع أشكاله، والتحرر من عبودية الأهواء والاشخاص. جاءت هذه الرسالة لتصحيح مسار الإنسانية التي كانت غارقة في الجهل والظلم والفساد. كانت الرسالة لإقامة نظام اجتماعي واقتصادي وسياسي يسوده احترام الانسان والعدل والحرية والإصلاح .

ملخص الرسالة؛ الشهادة على الحق بتحقيق القيم الإنسانية السامية ، والتبشير بالجنة، والإنذار من عذابه، قال الله تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا”. وهذا ما عبّر عنه القرآن في موضع آخر : ﴿فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ﴾. الرسالة لم تكن موجهة لقوم دون آخرين، بل كانت رحمة للعالمين "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ”. فقد خاطبت الإنسان كل إنسان، بغض النظر عن لونه أو جنسه او لغته أو عرقه ومكان سكناه.

من اعظم سمات الرسالة هي "تحقيق الحرية" وهو ما عبر الله عنه بقوله (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ). وهذا ما فهمه الصحابة الكرام، وعبر عنه ربعي بن عامر، رضي الله عنه يوم القادسية في لقائه رستم حين سأله ما الذي جاء بكم؟ قال: "جئنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام”. حتى الدخول بهذا الدين فيه حرية (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ). ولتحقيق قيمة الحرية فقد اعتبر النبي، صلى الله عليه وسلم، المجاهر بكلمة الحق والعدل من أعظم الجهاد حيث قال: "إن من أعظم الجهاد كلمة عدل -وفي رواية: حق- عند سلطان جائر” .

كانت الغاية من الجهاد في سبيل الله في احد اشكاله هو الدفع كما في قول تعالى: ﴿وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ). وأما الغاية الثانية فهي رفع الظلم والفتنة عن المؤمنين وعن الناس جميعا، كما في قوله الله تعالى ( وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا ).

في ذكرى ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم، يتعين علينا أن نفكر في كيفية رفع الظلم عن اهلنا في غزة وفلسطين عموما، فلا عذر لنا في تركهم وقد بلغ حالهم في الموت والجوع والحصار والفتنة في الدين ما بلغ في الضعف. إن الاحتفال بميلاده ليست مجرد مناسبة تمر للمدائح، بل هي فرصة لتجديد العهد مع الله سبحانه وتعالى. إنها دعوة لكل مسلم لإصلاح نفسه وأسرته ومجتمعه ووطنه وفق ما جاء به النبي الكريم، وأن نعمل على تحقيقها في واقعنا، وبذلك يكون خير احتفال بمولده ﷺ.

نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق