متابعات – تليجراف الخليج

في شوارع الخرطوم وبورتسودان، وفي الأسواق التي كانت تعج بالحركة، صار الدولار سيد الموقف بلا منازع. الجنيه السوداني، الذي فقد الكثير من قيمته خلال السنوات الأخيرة، دخل اليوم في معركة خاسرة أمام العملة الأمريكية، ما انعكس مباشرة على أسعار السلع والخدمات، وجعل حياة المواطنين أكثر ضيقًا وقسوة

انهيار بلا فرامل
قفز سعر الدولار في السوق الموازي إلى مستويات غير مسبوقة، متجاوزًا الحواجز النفسية التي كانت تُعتبر خطوطًا حمراء. هذا الارتفاع المتسارع أربك التجار والمستوردين، ودفع كثيرين منهم إلى التوقف عن البيع أو رفع الأسعار بشكل جنوني، تحسبًا لتقلبات جديدة

السلع في قبضة الدولار
من المواد الغذائية إلى الأدوية وقطع الغيار، باتت كل سلعة تقاس بالدولار لا بالجنيه. الأسعار تتغير يوميًا، وأحيانًا في نفس اليوم، ما جعل المواطن السوداني يعيش تحت رحمة مضاربين وتجار عملة لا يتأثرون بانهيار الجنيه بقدر ما يستفيدون منه

الحكومة خارج المعادلة
رغم التصريحات الرسمية عن خطط لإنعاش العملة المحلية، إلا أن السوق الموازي يفرض كلمته في غياب سياسات نقدية حازمة أو تدخلات فعالة من البنك المركزي. ضعف الاحتياطي من النقد الأجنبي، وتراجع الصادرات، واستمرار الحرب، كلها عوامل جعلت الجنيه يقف وحيدًا في ساحة المعركة

المواطن بين المطرقة والسندان
تآكلت القوة الشرائية بشكل غير مسبوق، وأصبح الدخل الشهري لا يكفي سوى لأيام معدودة. الارتفاع الحاد في الأسعار دفع الأسر إلى تقليص استهلاكها، والاستغناء عن كثير من الضروريات، فيما باتت شريحة واسعة من المواطنين تعتمد على تحويلات المغتربين كمصدر وحيد للبقاء

إتبعنا