نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: تأثير التغيرات المناخية على الأردن: تحديات بيئية وأمن غذائي في خطر - تليجراف الخليج اليوم السبت الموافق 16 أغسطس 2025 03:31 مساءً
مالك عبيدات _لم تعد التغيرات المناخية ترفًا نظريًا أو نقاشًا بيئيًا محصورًا في الأوساط العلمية، بل تحولت إلى أزمة تمس حياة الشعوب بشكل مباشر، خصوصًا في الدول التي تعاني أصلًا من شح الموارد الطبيعية، كالأردن. ومع التزايد الملحوظ في درجات الحرارة، وتراجع معدلات الهطول المطري، وتواتر الظواهر الجوية القاسية، أصبح من الضروري دق ناقوس الخطر، ووضع خطط واقعية للتعامل مع هذه التحولات المناخية.
أولاً: التغير المناخي لم يعد شأناً محلياً
بحسب رئيس مجلس إدارة جمعية إدامة للطاقة والمياه والبيئة، د. دريد محاسنة، فإن آثار التغير المناخي لم تعد مقتصرة على الأردن، بل باتت أزمة عالمية. إلا أن خصوصية الأردن الجغرافية والمناخية تجعله أكثر هشاشة أمام هذه التغيرات، خاصة مع التوسع العمراني العشوائي، وتراجع الغطاء الحرجي، وارتفاع انبعاثات غازات الدفيئة، ما يسهم في زيادة متسارعة لدرجات الحرارة.
ثانيًا: تحديات في مواجهة الظواهر المناخية
يواجه الأردن ظواهر متعددة ناجمة عن التغير المناخي، أبرزها:
موجات الحر الشديدة التي تؤثر على صحة الإنسان وإنتاجية المحاصيل.
العواصف الغبارية المتكررة، والتي تزيد من تلوث الهواء وتؤثر على الصحة العامة.
تراجع الهطول المطري الذي يهدد الأمن المائي ويؤثر على مخزون السدود والمياه الجوفية.
ويرى خبراء أن الأردن لم يتبنَّ بعد مشاريع كبرى في الطاقة المتجددة بشكل يُحدث تحولًا فعليًا في قطاع الطاقة، بسبب القيود المالية وكُلفة الرسوم على الطاقة التقليدية.
ثالثًا: الزراعة في عين العاصفة المناخية
تشكل الزراعة أحد أبرز القطاعات المتأثرة بالتغير المناخي. إذ أكد المهندس محمود العوران، مدير الاتحاد العام للمزارعين الأردنيين، أن موجات الحر تتطلب تطوير أصناف زراعية جديدة تتحمل درجات الحرارة العالية، فيما تتطلب العواصف الغبارية حلولاً ميكانيكية مكلفة، كرش المياه لتخفيف آثارها.
كما تؤثر التغيرات المناخية على الخصائص الفيزيائية والكيميائية للتربة، وتخلق بيئة مناسبة لانتشار الآفات الزراعية والحيوانية، ما يشكل تهديدًا مباشرًا للإنتاج الزراعي المحلي.
رابعًا: الاستجابة الوطنية... طموحات وتحديات
بحسب رئيس اتحاد الجمعيات البيئية، عمر الشوشان، فإن البلاغ الوطني الرابع وخطة التكيف الوطنية يشيران إلى توقعات بارتفاع درجات الحرارة بمعدل 2-4 درجات مئوية بنهاية القرن، مما سيتسبب في انخفاض إنتاجية المحاصيل وزيادة الطلب على المياه.
ويشير إلى أن الحلول تتضمن:
تعديل مواسم الزراعة.
تطوير أنظمة ري حديثة.
التوسع في استخدام الأصناف المقاومة للجفاف.
دعم برامج الإرشاد الزراعي.
تعزيز شبكات الإنذار المبكر والتنبؤ بالمخاطر.
خامسًا: التمويل والبحث العلمي في صلب الحل
الاستراتيجية الوطنية للتغير المناخي في الأردن تدعو إلى تعبئة الموارد المالية من الموازنة العامة، والاستفادة من صناديق المناخ الدولية، وتشجيع الاستثمار الأخضر. كما تركز على ضرورة دعم البحث العلمي لإنتاج أصناف زراعية محلية أكثر تحملاً للظروف المناخية، والتحول إلى زراعات أقل استهلاكًا للمياه مثل الزيتون والرمان والنباتات الطبية والعطرية.
من جانبه قال مدير عام دائرة الارصاد الجوية رائد رافد أل خطاب "نحن حالياً نتأثر بموجة حر شديدة تُعد من النوع متوسط المدى، وهذا النوع من الموجات ليس جديداً على المملكة. فقد شهدنا في شهر آب من عام 2023 واحدة من أطول موجات الحر التي أثّرت علينا، حيث استمرت لنحو أسبوعين.
واضاف أل خطاب ل الاردن ٢٤ من المهم أن نُدرك أن هذه الظواهر باتت تتكرر بوتيرة أعلى، وتزداد حدّتها عاماً بعد عام، نتيجة التغيرات المناخية التي يشهدها العالم.
وأكد ال خطاب ان هذه التغيرات لا تقتصر فقط على ارتفاع درجات الحرارة، بل تشمل أيضاً زيادة في عدد الظواهر الجوية المتطرفة، ومن أبرزها موجات الحر التي أصبحت أكثر قوة وتأثيراً على مختلف القطاعات."
خاتمة
أصبح التكيف مع التغيرات المناخية ضرورة وطنية لا تحتمل التأجيل. فالأردن، بما يواجهه من شح المياه وتهديدات للأمن الغذائي، يحتاج إلى إعادة هيكلة شاملة في سياساته المناخية والزراعية. وتبقى الإرادة السياسية، وتوفير التمويل، وتعزيز الوعي المجتمعي، مفاتيح أساسية لضمان مستقبل مستدام في ظل التحديات البيئية المتصاعدة.
نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.