كيف يتساوى العدل مع القتل فلسطين شاهدة الاعتراف في الدولة الفلسطينية - تليجراف الخليج

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: كيف يتساوى العدل مع القتل فلسطين شاهدة الاعتراف في الدولة الفلسطينية - تليجراف الخليج اليوم الثلاثاء الموافق 23 سبتمبر 2025 10:09 صباحاً

 جاء هذا البيان الجاثم على صدورنا وهي دولة حرة أبية فلم يولد وجودها من توقيع على ورق ولا من كلمة في محفل دولي بل ولدت من الدم الذي سال على ترابها ومن أرواح الشهداء التي صعدت إلى السماء وهي تردد إننا هنا باقون

فلسطين لم تكن يوما مجرد أرض متنازع عليها فهي روح تسكن فينا جميعا هي قدس تصلي في القلوب وهي زيتونة تتحدى عواصف الريح وهي بيت ينهض من بين الركام ليقول للعالم إن الدمار لا يقتل الحياة بل يولدها من جديد

مرت عليها المجازر مرت عليها السجون مرت عليها الجدران العالية والحصار الطويل لكنها في كل مرة تنفض غبارها وتقوم لأنها تعرف أنها أكبر من حدود ضيقة وأوسع من جغرافيا يرسمها الغزاة فلسطين كانت منذ الأزل وستبقى إلى الأبد دولة حرة أبية

الاعتراف على أوراق السياسة لا يضيف لفلسطين شيئا فهي معترف بها في ذاكرة التاريخ وفي قلوب الملايين في كل بيت عربي وفي كل ضمير إنساني حمل هم الحرية والكرامة الاعتراف الحقيقي هو دم الشهيد الذي كتب اسمه على الجدار هو دموع الأم التي ودعت ابنها وهي ترفع رأسها للسماء هو صمود طفل حمل حجرا في وجه دبابة عملاقة

وهنا يطرح السؤال ما المقصود في كلمات التخدير تلك التي يسمعها الناس كل يوم هل هي وعود كاذبة أم خطب منمقة أم بيانات عابرة ما المقصود بهذا الكلام الذي يحاول أن يغطي على الجرح النازف هل بدأ الضمير العربي ينهض حقا من سباته الطويل أم أن العروبة ما زالت غارقة في تابوت الموت الذي لا يشرف تاريخنا الإسلامي ولا حاضرنا الإنساني

ويزيد السؤال إلحاحا كيف يتساوى العدل مع القتل كيف يمكن أن يزين الباطل نفسه على أنه عدل وهو يدفن الأطفال تحت الركام ويهدم البيوت فوق أصحابها أي عدل هذا الذي يرفع شعارات الحرية بينما يقيد شعبا بأكمله خلف الأسوار وأي عدل هذا الذي يشرع القتل ليبقى الاحتلال قائما

كيف يتساوى القتل مع العدل والله ما زلتم بعيدين كل البعد أيها الأوغاد الخونة كلام فارغ ومسرحيات لا تنتهي كيف سأحمل الحرية بعدما بترت كل مفاصلي

كل جدار وكل رصاصة وكل هدم وكل سجن يشهد على ظلمكم لكن رغم ذلك لن يمت النور لن يموت الحق لن تموت فلسطين لأنها في القلب وفي الذاكرة وفي روح كل من آمن بالحرية

إنه صراع بين الباطل والحق بين الظلام والنور بين من يحاول أن يقتل الروح ومن يعرف أن الحق أقوى من كل سلاح

وها أنا أقف رغم كل شيء أرفع صوتي أصرخ بكلمة الحق أؤكد أن القهر لن يثنينا وأن الحرية باقية رغم كل الجراح

وهنا يشرق نور القرآن الكريم ليطمئن القلوب بقوله تعالى يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون هذا الوعد الرباني يختصر الحكاية كلها فكل من حاول إخماد هذا النور عبر التاريخ لم يزد النور إلا اشتعالا ولم يزد الكلمة إلا رسوخا وما يجري على أرض فلسطين اليوم هو شاهد على أن إرادة الله أكبر من كل طغيان وأن نور الحق ماض إلى تمامه ولو كره الظالمون

فلسطين ليست قضية عابرة ولا صرخة في زمن قصير هي الامتحان الأكبر للإنسانية هي المرآة التي تكشف صدق الشعارات وتفضح الزيف هي الدليل على أن الحق قد يطول عليه الليل لكنه لا يموت وأن الظلم مهما اشتد فلن يكون قدرا أبديا

منذ الأزل وفلسطين تقف في الوعي العربي وفي صميم الذاكرة الإنسانية فهي لم تسقط بالتآمر ولم تذُب تحت وطأة الاحتلال لأنها فكرة والأفكار لا تُقتل ولأنها روح والأرواح لا تُؤسر ولأنها وعد من الله لا يبطله باطل

فلسطين ستبقى رغم كل موت رغم كل دمار رغم كل اعتراف جاثم على صدورنا لأنها ببساطة هي الحق والحق لا يموت

نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.