نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: أوهام إسرائيل الكبرى بين حسابات الحقل وامكانيات البيدر #عاجل - تليجراف الخليج اليوم الاثنين الموافق 22 سبتمبر 2025 12:49 مساءً
كتب أ. د أحمد القطامين *
الدولة، أية دولة قد تمتلك أدوات الحرب الجوية الفتاكة، تغير وتدمر وتقتل فارضة سيادة جوية مطلقة على اجواء بلاد أضعفها الفساد والحكم غير الرشيد والمؤمرات الدولية الممتدة عبر قرن كامل من الزمان. لكن ماذا لو اضطرت هذه الدولة ان تنزل إلى الارض لترجمة السيادة الجوية إلى احتلال دائم.
إسرائيل دولة مدججة بالسلاح والإمكانيات الغربية غير المحدودة، لذلك تستطيح تسيد الاجواء كما تشاء لكنها غير قادرة على ترجمةهذه السيادة الجوية إلى سيادة على الارض كما تتوهم، فهي لم تكن قادرة على احتلال قطاع غزة الذي يكاد ان يكون اكثر بقعة على وجه المعمورة تعاني من نقص الإمكانيات بسبب الحصار الطويل الذي دام اكثر من ربع قرن.
بعد أيام تمر الذكرى الثانية لبدء المعركة بين القطاع وإسرائيل ولا زال الفشل الاسرائيلي يتسيد الحالة.. اذن كيف لدولة فاشلة في فرض سيطرتها على بقعة جغرافية صغيرة وبلا امكانيات للحرب والصمود ان تحتل المنطقة من ضفاف النيل إلى تخوم الفرات؟
في العقل الاسرائيلي الجمعي خوف دائم ومتأصل من مناطق التجمعات العربية المكتظة بالسكان كغزة ودمشق وبغداد والقاهرة مثلا، هذا الخوف يفسر السر وراء تركيزها الكبير على سلاح الجو والعمليات الاستخبارية وتجنبها المواجهة الميدانية وجها لوجه وهذه المواجهة من غير الممكن ممارستها او نجاحها اذا ارادت اسرائيل ان تحقق وهم اسرائل الكبرى.
هناك ثلاثة سيناريوهات لعملية تنفيذ فكرة إسرائيل الكبرى:
* السيناريو الاول: ان تقوم الأداة العسكرية الاسرائيلية بتقسيم الدول العربية التي ستسيطر عليها إلى تجمعات سكانية منفصلة وشبه مستقلة على أسس عرقية او مذهبية وتضع على رأس كل منها حاكم يتم ادارته بالكامل من المخابرات الاسرائيلية، وهذا لا يتطلب منها تواجدا على الارض فالحاكم وزمرته يقومون بالوظيفة، ولكن الى حين.
* السيناريو الثاني: ان تقوم إسرائيل باحتلال هذه الدول عسكريا وطرد سكانها منها واستقدام مرتزقة من مختلف انحاء العالم ليكونو سكان هذه الارض بدلا من سكانها الحاليين العرب.
* السيناريو الثالث : الإحلال التدريجي لمهاجرين يهود وغير يهود بدل السكان العرب في المنطقة التي تضمها اسرائيل وتزويدهم بالدعم والإمكانيات المختلفة ليحلوا تدريجيا محل السكان الأصليين الذين سيضطرون تحت الضغط للهجرة إلى اماكن جديدة خارج المناطق التي تضمها إسرائيل ضمن مشروع اسرائيل الكبرى.
هذه السيناريوهات الثلاثة غير قابلة عمليا للتطبيق في ظل محدودية العنصر البشري لدى الكيان وامكانية نشوء مقاومة شرسة في المناطق التي سيتم احتلالها، وهذه المقاومة تتطلب جيشا ضخما بقوى بشرية كبيرة للتعامل معها، وهذا غير متاح لدى الكيان لا الان ولا في المسيقبل.
خلاصة الحديث ان زمرة الحكم المتطرف في الكيان غير قادرة على تحقيق حلمها باسرائيل الكبرى وان ما تبقى من اشهر في هذا العام ستكون فترة حبلى بالاحداث الجسام في المنطقة التي ستثبت فشل تقديرات هذه الزمرة.
* qatamin8@hoail.com
*اكاديمي ومحلل سياسي اردني
نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.