سفير أنقرة يثير زوبعة بالجارة الشرقية: 20٪ من الجزائريين من أصول تركية! - تليجراف الخليج

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: سفير أنقرة يثير زوبعة بالجارة الشرقية: 20٪ من الجزائريين من أصول تركية! - تليجراف الخليج اليوم الاثنين 22 سبتمبر 2025 02:08 صباحاً

فجّر تصريح أدلى به السفير التركي بالجزائر، محمد مجاهد كوتشوك يلماز، موجة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي وفي الأوساط الأكاديمية، بعد إشارته إلى أن ما بين 5 و20 بالمائة من الجزائريين ينحدرون من أصول تركية.

وجاء هذا التصريح خلال مقابلة أجراها الدبلوماسي مع وكالة "الأناضول"، أشار فيها إلى "القواسم المشتركة بين الشعبين التركي والجزائري"، موضحا أن التقارب لا يقتصر فقط على التاريخ المشترك في مقاومة الاستعمار، بل يمتد إلى التشابه في العادات والتقاليد، بل وحتى الأسماء العائلية، مثل "قارة"، و"تلجي"، و"صاري"، إلى جانب القائد أحمد باي الذي قال إنه ينحدر من أصول تركية.

وأثار هذا التصريح ردود فعل متباينة، خاصة أن ملف الهوية في الجزائر يعد من المواضيع الحساسة، إذ اعتبر البعض أن الأرقام المذكورة غير دقيقة وتفتقر إلى الأساس العلمي، فيما رأى آخرون أن تصريح السفير يمس بالسردية التاريخية الوطنية.

وأكد المؤرخ عبد الحق شيخي، في تصريح لموقع "العربية.نت"، أن الوجود العثماني في الجزائر لم يكن نتيجة غزو أو استعمار، بل جاء استجابة لنداء استغاثة أطلقه سكان الجزائر ضد التهديد الإسباني، مشيرا إلى أن الأخوين عروج وخير الدين بربروس قادا حملة لطرد الإسبان سنة 1516 ميلادية.

كما أوضح أن العثمانيين لم يفرضوا لغتهم أو مذهبهم على الجزائريين، وأن تواجدهم ساهم في تعزيز الأسطول البحري الجزائري وتحقيق السيادة في البحر الأبيض المتوسط، قبل أن ينتهي هذا الحضور عقب الغزو الفرنسي سنة 1830.

ونفى المتحدث ذاته وجود أية إحصائيات دقيقة تثبت النسبة المزعومة للأصول التركية بين الجزائريين، معتبرا أن الحديث عن نسبة معينة دون دراسات علمية موثوقة لا يعدو أن يكون مجرد تخمين.

ومن جانبه، شدد الباحث الاجتماعي عبد الحفيظ صندوقي على أن التأثير التركي في الجزائر أمر لا يمكن إنكاره، مشيرا إلى أن العادات العائلية، والمأكولات، وحتى الأسماء المتداولة في المجتمع الجزائري، لا تخلو من بصمات عثمانية، مضيفا أن أكلات مثل البقلاوة، والعرايش، والغريبية، وصباع العروسة، تشكل جزءا من الموروث التركي الذي تبنته العائلات الجزائرية، خاصة في العاصمة.

وأبرز صندوقي أن مظاهر هذا التداخل الثقافي تشمل أيضا الموسيقى، وعادات الزواج، وتفاصيل الحياة اليومية، ما يرسخ، بحسب رأيه، روابط اجتماعية وثقافية عميقة بين الشعبين، دون أن يعني ذلك، بالضرورة، أن جذور هذا التقارب تنبع من الانتماء العرقي أو الأصول الإثنية.