متى بدأت الألعاب النارية.. وأين ظهرت المرة الأولى؟ - تليجراف الخليج

تعود أصول الألعاب النارية إلى الصين القديمة قبل أكثر من ألفي عام، حيث كان السكان المحليون يلقون عيدان الخيزران في النار، فتحدث فرقعة عالية بسبب تمدد الهواء داخلها، وكان يُعتقد أن هذا الصوت يطرد الأرواح الشريرة.
وفي الفترة ما بين 600 و900 ميلادي، ابتكر الكيميائيون الصينيون «البارود» عبر خلط الفحم والكبريت ونترات البوتاسيوم، ما مهّد الطريق لصناعة أول أشكال الألعاب النارية كما تعرف في عصرنا الجاري.
وخلال «960ـ1279م»، أصبحت الألعاب النارية جزءًا رسميًّا من الاحتفالات العامة، خاصة رأس السنة الصينية والمناسبات الإمبراطورية، وفق موقع «IFL Science» العالمي، المختص بتاريخ الاكتشافات العلمية.
ومن طُرق التجارة القديمة، انتقلت تقنية البارود وصناعة الألعاب النارية إلى العالم الإسلامي، وبدأ استخدامها في مناسبات مثل عيد الفطر، عيد الأضحى، والأعراس، ثم إلى أوروبا خلال العصور الوسطى.
وبحلول القرنين الـ 14 والـ 15، بدأت الألعاب النارية تظهر في الاحتفالات الملكية الأوروبية، خاصة في إيطاليا وألمانيا وفرنسا، إضافة إلى استخدامها في حفلات الزفاف وتتويج الملوك، حسبما أكد موقع «هيستوري»، المتخصص في دراسة التاريخ.
وفي زمننا الجاري، ارتبطت الألعاب النارية بشكل مباشر بتاريخ استقلال وتوحيد الدول، إذ نظّمت فيلادلفيا، المدينة الواقعة في ولاية بنسلفانيا الأمريكية، أول عرض رسمي للألعاب النارية، احتفالًا بمناسبة إعلان الاستقلال، ومنذ ذلك الحين أصبح 4 يوليو من كُل عام يُعد «يوم الاستقلال» في الولايات المتحدة الأمريكية، وتطلق فيه الألعاب النارية احتفالًا رسميًّا.
من الصين مرورًا بالدول العربية، وصولًا إلى أوروبا، ومن حفلات القصور إلى الساحات العامة، تحوَّلت الألعاب النارية من أداة بسيطة لإخافة الأرواح الشريرة إلى عنصر أساسي في الاحتفالات الرسمية حول العالم، لتبقى عروضها مشهدًا بصريًا يختصر البهجة والفخر والتاريخ.
لا يكاد يخلو احتفال وطني أو مناسبة كُبرى حول العالم من عروض الألعاب النارية، التي تملأ السماء بالألوان والأصوات، فتُبهج القلوب وتثير الإعجاب، وتُعدُّ رمزًا عالميًّا للفرح والانتماء والاعتزاز بالهوية.
ويحتفل السعوديون في 23 سبتمبر من كل عام بـ«اليوم الوطني»، من خلال عروض ألعاب نارية تُنظم في 14 منطقة مختلفة، لتُضيء سماء الوطن فرحًا بذكرى توحيد البلاد على يد جلالة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود «رحمه الله».