أمريكا تعيد سد النهضة للواجهة - تليجراف الخليج

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: أمريكا تعيد سد النهضة للواجهة - تليجراف الخليج اليوم الأحد 21 سبتمبر 2025 04:30 صباحاً

متابعات- تليجراف الخليج

أكد مستشار الرئيس الأمريكي للشؤون الأفريقية، مسعد بولس، أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “مستعدة لبذل كل الجهود الممكنة لدعم حلول سلمية وعادلة” في ملف سد النهضة الإثيوبي، مشيراً إلى أن بلاده تسعى إلى اتفاق طويل الأمد يحقق التوازن بين مصالح جميع الأطراف.

تصريحات مسعد بولس حول الموقف الأمريكي

قال بولس في مقابلة مع قناة الجزيرة القطرية، إن الولايات المتحدة تنظر إلى الخلافات بين مصر والسودان وإثيوبيا بشأن السد باعتبارها قضية محورية تمس أمن واستقرار المنطقة. وأوضح أن الإدارة الأمريكية “لن تدّخر وسعاً في تقريب وجهات النظر وتعزيز الحوار البنّاء بين الأطراف الثلاثة”. وأضاف أن بلاده تدرك “حساسية الملف وتعقيداته التاريخية والسياسية والفنية”، لكنها ترى أن الحلول التفاوضية المبنية على التعاون الإقليمي تظل الخيار الأمثل لتفادي التصعيد.

خلفية عن سد النهضة وأبعاده الإقليمية

سد النهضة الذي شرعت إثيوبيا في تشييده عام 2011 على النيل الأزرق، وافتتح رسمياً في 10 سبتمبر الجاري، يُعد الأكبر من نوعه في أفريقيا لتوليد الطاقة الكهرومائية. ورغم ما يحمله من وعود تنموية لأديس أبابا، فقد شكّل منذ البداية محور خلافات حادة مع القاهرة والخرطوم.

مصر تخشى من تقليص حصتها التاريخية من مياه النيل، بينما تؤكد إثيوبيا أن السد مشروع سيادي وتنموي يهدف إلى توفير احتياجاتها من الطاقة الكهربائية وتحقيق نهضة اقتصادية. أما السودان فيقف في موقع وسط بين الطرفين، إذ يبدي مخاوف من تأثيرات السد على تدفق المياه وسلامة السدود السودانية، لكنه يرى أيضاً فوائد محتملة في تنظيم جريان النيل الأزرق وتقليل مخاطر الفيضانات.

المفاوضات السابقة والدور الأمريكي

خلال الفترة بين 2019 و2020، لعبت واشنطن دوراً محورياً في استضافة محادثات جمعت وزراء الخارجية والري من مصر والسودان وإثيوبيا، بمشاركة البنك الدولي. ورغم الزخم الذي أحاط بهذه الجولة، إلا أن المفاوضات لم تنتهِ إلى اتفاق نهائي بسبب خلافات جوهرية حول آلية ملء السد وقواعد تشغيله في أوقات الجفاف.

بولس شدد في تصريحاته الأخيرة على أن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بدورها كوسيط دولي، معتبرًا أن استمرار الخلاف من دون اتفاق مُلزم قد يقود إلى توترات سياسية وربما نزاعات إقليمية أوسع تهدد استقرار المنطقة بأكملها.

أهمية التصريحات في هذا التوقيت

تأتي تصريحات مستشار الرئيس الأمريكي في وقت حساس عقب افتتاح السد رسمياً، وهو ما يعكس رغبة واشنطن في إعادة تفعيل حضورها الدبلوماسي في الأزمة، خصوصاً أن الأطراف الثلاثة لم تتوصل حتى الآن إلى تفاهمات ملزمة. ويرى محللون أن الموقف الأمريكي يسعى إلى موازنة مصالح الأطراف مع الحفاظ على نفوذ واشنطن في ملف استراتيجي يهم الأمن الإقليمي والدولي.

إتبعنا

نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.