"فورين بوليسي": فك الارتباط بقطاع الرقائق الالكترونية مع بكين أكثر ضررا لواشنطن - تليجراف الخليج

شكرًا لمتابعتكم، سنوافيكم بالمزيد من التفاصيل والتحديثات الاقتصادية في المقال القادم: "فورين بوليسي": فك الارتباط بقطاع الرقائق الالكترونية مع بكين أكثر ضررا لواشنطن - تليجراف الخليج ليوم السبت 20 سبتمبر 2025 03:02 مساءً

تليجراف الخليج: ذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، أنه في مشهد غير معتاد، يجد “الصقور” في كل من واشنطن وبكين أنفسهم متفقين على أمر واحد، وهو وقف بيع شرائح الذكاء الاصطناعي الأمريكية إلى الصين .

فبينما ضغطت دوائر الأمن القومي الأمريكية لمنع شركة إنفيديا من بيع نسخ من شرائحها H20 الأقل تقدما والتي تستخدم لتسريع وتسهيل عمليات الذكاء الاصطناعي، صعدت السلطات الصينية تحذيراتها لشركاتها المحلية من شراء هذه الشرائح (الرقائق)، خشية اعتماد الشركات الصينية بصورة كاملة على البنية التكنولوجية الأمريكية، وفقا لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم السبت.

ورغم أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفعت الحظر الذي فرضته في أبريل الماضي، إلا أن إنفيديا أوقفت إنتاج شريحة H20، وتستعد حاليا لطرح نسخة محسنة مخصصة للسوق الصينية.

وأوضحت المجلة، أن المعضلة التي تواجه الجانبين تتمثل في أن بكين، من جانبها، ترغب بقوة في الاعتماد على رقائق محلية، فيما ترغب واشنطن في تقليل اعتمادها على المعادن النادرة الصينية. غير أن أيا من الجانبين لم ينجح في توفير بديل محلي منافس من حيث الجودة والسعر، وهو ما جعل الاعتمادية المتبادلة أحد عناصر الاستقرار في العلاقة بين القوتين .

وأشارت المجلة إلى أنه رغم ذلك، فإن أصواتا أمريكية متشددة تدعو إلى فرض حصار كامل على رقائق الذكاء الاصطناعي ومعدات تصنيعها، سعيا لتكريس فجوة واسعة ودائمة في القدرات الحاسوبية مع الصين، انطلاقا من أن بيع الرقائق للصين لن يعيق اندفاعها نحو الاكتفاء الذاتي، وبالتالي لا جدوى من التساهل معها.

وترى "فورين بوليسي"، أن الجدل يدور حاليا حول سؤال محوري: هل من الأفضل السماح للصين بالحصول على رقائق أمريكية أقل تقدما، ما يمنح واشنطن ورقة ضغط طويلة المدى؟ أم أن ذلك يسرع تطوير القدرات الصينية ويدفع بكين لتسريع جهودها نحو الاستقلال التكنولوجي بشكل كامل؟.

وبينت المجلة، أن ما يتجاهله دعاة فرض القيود والحصار أن الصين، وفي ضوء الإجراءات الأمريكية، طورت بدورها منظومة متكاملة للرقابة على الصادرات، وأبدت استعدادا لاستخدامها كورقة ردع، خصوصا في مجالات المعادن الحيوية (النادرة) التي تعتمد عليها الصناعات العسكرية الأمريكية، ما يعني أن أي حصار أمريكي شامل قد يفقد واشنطن أحد مصادر نفوذها القليلة على بكين، من دون ضمان إلحاق ضرر قاتل بالمنافس.

ومنذ فرض القيود الأمريكية على الشرائح في أكتوبر 2022، لم تتمكن الشركات الصينية من شراء الشرائح الأكثر تقدما، وهو ما دفعها للاعتماد على نسخ أضعف من الرقائق. 

ورغم أن إنفيديا باعت نحو مليون شريحة H20 إلى الصين العام الماضي، إلا أن الولايات المتحدة عززت تفوقها بشكل كبير في القدرة الحاسوبية، مع دخول ملايين الشرائح المتطورة إلى مراكز بياناتها.

ولكن هذا التفوق لم يترجم إلى فجوة كبيرة، فشركات مثل "ديب سيك" للذكاء الاصطناعي الصينية أطلقت نماذج متقدمة بفارق أشهر فقط عن نظيراتها الأمريكية، فيما قدمت شركات مثل "علي بابا" و"تشيبو" نماذج تنافسية.

ويعود ذلك -في رأي المجلة- إلى عوامل عدة، تتمثل في: التخزين المسبق للرقائق، التهريب، استئجار قدرات حوسبة خارجية، تحسين البرمجيات، توافر الطاقة ورأس المال البشري في الصين.

وبالتالي، يمكن هنا القول إن القيود الأمريكية لم تفشل تماما فقط، بل لم تحقق أيضا التفوق الحاسم الذي رغب به داعموها.

ولفتت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية إلى أن الصين تواصل استثمار موارد ضخمة في جميع مراحل صناعة الرقائق، بدءا من التصميم وصولا إلى معدات التصنيع. وبرغم أن شركاتها لم تنجح بعد في إنتاج شرائح تضاهي الأمريكية، إلا أنها حققت تقدما في بعض معدات التصنيع، بل إن بعضها تم بالفعل دمجه في خطوط إنتاج شركات رائدة مثل "تي إس إم سي".

إلى جانب ذلك، تدرك واشنطن أن فرض حظر شامل يحتاج إلى تعاون الحلفاء مثل طوكيو ولاهاي، إلا أن هؤلاء الحلفاء باتوا أكثر ترددا بعدما رأوا الشركات الأمريكية تحصل على استثناءات للحظر، بينما يدفعون وحدهم ثمن الرد الصيني.

ويرى مسؤولون أمريكيون، أن القيود الحالية لا تتجاوز كونها "معطلة" بشكل مؤقت للصين، والمبالغة في تشديدها قد تدفع الشركات الصينية إلى الإسراع في بناء منظومة مستقلة كليا، ما يقلص النفوذ الأمريكي ويعجل بتراجع الاعتماد على التكنولوجيا الغربية داخل الصين.

لذا، فإن الاستراتيجية الأكثر واقعية -في رأي المجلة- قد تكون في الحفاظ على فجوة واسعة في هذه التكنولوجيا الحساسة دون الوصول إلى القطيعة الكاملة، بما يسمح لواشنطن بالاحتفاظ بأوراق ضغط على المدى البعيد، بدلا من دفع بكين إلى تسريع فك الارتباط.

 

حمل تطبيق معلومات تليجراف الخليج الآن ليصلك كل جديد من خلال أبل ستور أو جوجل بلاي

للتداول والاستثمار في البورصة المصرية اضغط هنا

تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام

لمتابعة قناتنا الرسمية على يوتيوب اضغط هنا

لمتابعة آخر أخبار البنوك السعودية.. تابع تليجراف الخليج بنوك السعودية.. اضغط هنا

لمتابعة آخر أخبار البنوك المصرية.. تابع تليجراف الخليج بنوك مصر.. اضغط هنا

ترشيحات

مدبولي يفتتح مصنع "إروجلو جارمنت" التركي للملابس باستثمارات 40 مليون دولار