فغاني.. رفضته الساحرة.. غيّر قارته.. وتسيد الملاعب - تليجراف الخليج

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: فغاني.. رفضته الساحرة.. غيّر قارته.. وتسيد الملاعب - تليجراف الخليج اليوم الجمعة 19 سبتمبر 2025 05:23 مساءً

الساحرة المستديرة لم تكن رحيمة به، ركض خلفها في خط الوسط مع أندية الدرجة الثانية، مثل بنك ملي، وشهاب خودرو، لكنه سرعان ما أدرك أن حلمه داخل المستطيل الأخضر لن يتجاوز الخيبة أبدًا.
لم يكن ذلك نهاية الطريق، بل بداية قصة أكثر إلهامًا بالنسبة لعلي رضا فغاني المولود في 21 مارس 1978 بمدينة كاشمر الإيرانية القريبة من مشهد.
بدلًا من الاستسلام لخيبة الأمل، قرر فغاني تغيير زاوية النظر، ترك حلم اللاعب وأمسك بالصافرة، ليصبح سيد القرار وسط هدير المدرجات، على غرار والده، الذي يعد من أشهر الحكام المحليين في إيران، إضافة إلى أخيه الأصغر محمد، حكم الصالات في السويد.
تلك الصافرة، التي بدت بسيطة في يده، فتحت له أبواب ملاعب لم يكن يحلم يومًا أن يقف فيها.
بدأ مشواره حكمًا محليًا في إيران، لكن شغفه وقدرته على ضبط إيقاع المباريات سرعان ما لفتا الأنظار.
عام 2008، حصل على الشارة الدولية من «فيفا»، وبدأت رحلته نحو العالمية.
خلال عقد واحد فقط، تحول فغاني إلى اسم لامع في عالم التحكيم، قاد نهائي أولمبياد ريو 2016 بين البرازيل وألمانيا، وأدار مباريات في كأس العالم 2014 و2018، وصولًا إلى نهائي كأس آسيا 2019.
شخصيته الهادئة والصلبة في الملعب جعلته رمزًا للحيادية، لكنه لم يسلم من الجدل، كثيرًا ما وصفه الفريق الخاسر بـ«الحكم الجامد» الذي لا يبتسم ولا يتهاون، لكنه كان يتخذ قراراته بثقة وهدوء يصعب زعزعتهما.
وراء هذا القناع الصارم، كان هناك رجل يضع عائلته فوق كل شيء، في سبتمبر 2019، اتخذ قرارًا جريئًا بمغادرة إيران والاستقرار في أستراليا، ليس طمعًا في مجد مهني، بل من أجل استقرار أسرته في قارة أخرى.
هذا القرار العائلي لم يوقف طموحه، بل زاده زخمًا، واصل تمثيل قارة آسيا تحت راية أستراليا، ليصبح في 2023 واحدًا من أبرز الحكام الدوليين في قائمة «فيفا».
في يوليو 2025، وقف فغاني في قلب نهائي كأس العالم للأندية بين باريس سان جيرمان وتشيلسي، لحظة تتويج لمسيرته الطويلة.
«إنه لشرف كبير أن أكون جزءًا من هذا الحدث، أشعر بسعادة غامرة»، قالها قبل المباراة، وهو يستعد لقيادة واحدة من أهم مباريات حياته بعد أسابيع من التحضير الدقيق.
واليوم، يستعد فغاني لقيادة قمة الدوري السعودي بين الأهلي والهلال على ملعب الإنماء في جدة، في الجولة الثالثة من دوري روشن.
من لاعب طموح في الدرجة الثانية إلى حكم يدير أعظم المباريات، علي رضا فغاني لم يركض خلف الكرة، بل جعلها تحت إمرته. قصته ليست فقط عن التحكيم، بل عن القدرة على تحويل الخيبة إلى مجد، والزفير إلى صوت يتردد في ملاعب العالم.


نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات الرياضية.