سلاح أمريكي يطيح بمسيرات صينية في سماء كردفان - تليجراف الخليج

متابعات- تليجراف الخليج

كشفت مصادر عسكرية أن الجيش السوداني تمكن من إسقاط مسيرتين استراتيجيتين من طراز CH95 الصينية، ذات القدرات العالية في المناورة، باستخدام سلاح أمريكي استولى عليه من مليشيا الدعم السريع في منطقة الصالحة جنوب الخرطوم.

وتأتي هذه العملية النوعية لتعكس مدى التنوع في ترسانة الجيش السوداني وقدرته على توظيف ما يقع تحت يده من أسلحة لمواجهة التحديات الميدانية.

الأبيض مركز إدارة العمليات

الفرقة الخامسة مشاة “الهجانة” بمدينة الأبيض أعلنت أنها تمكنت خلال 24 ساعة فقط من إسقاط المسيرتين اللتين حاولتا شن هجوم على المدينة. وتُعد الأبيض اليوم مركزاً محورياً لإدارة العمليات العسكرية في كردفان ودارفور، حيث يشرف مباشرة الفريق أول ركن شمس الدين كباشي على سير العمليات، بعد أن مكث في المدينة أكثر من أسبوعين، الأمر الذي أسهم في تحرير مدينة بارا وعدد من المناطق الاستراتيجية شمال كردفان.

أبعاد إقليمية وتحركات إماراتية

وفي سياق متصل، قال الناشط السياسي عثمان العطا إن الإمارات لا ترى مصلحة حقيقية في دعم مليشيا الجنجويد أو حتى في مناطق سيطرتهم، بل إن هدفها الأساسي هو البقاء قريباً من الخرطوم عسكرياً. وأضاف أن تحرير مدينة بارا أحدث ارتباكاً في غرف اتخاذ القرار داخل أبوظبي، لا سيما الغرفة السياسية، حيث كانت تعتمد على المليشيا كأداة للضغط على الجيش ميدانياً، وعلى مجموعة “صمود” للتأثير على الرأي العام.

البرهان في قلب الحسابات السياسية

العطا أوضح أن مكاسب الإمارات مرتبطة مباشرة برئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، حيث تعتبره رصيداً استراتيجياً لا ترغب في خسارته. ورأى أن أي محاولة للتفريط في البرهان ستعيد أبوظبي إلى نقطة البداية في مشهد سياسي غير مضمون النتائج. وأكد أن هذا التصور هو ما يفسر “الجنون السياسي” الذي تمارسه مجموعة صمود حالياً، بعد أن فتحت لها الإمارات الملعب السياسي استناداً إلى توصيات الرباعية الدولية الأخيرة.

قراءة خاطئة للواقع السوداني

وأشار العطا إلى أن الإمارات تبني معادلاتها السياسية على أرضية “هشة”، وأن قراءتها لطبيعة الواقع السوداني خاطئة، مستشهداً بتجارب سابقة كان فيها الاتكاء على شخصيات مثل مدير جهاز الأمن والمخابرات السابق الفريق صلاح قوش عاملاً حاسماً في إحداث تغيير سياسي. لكنه شدد على أن الظروف الحالية مختلفة كلياً، وأن الجيش يعيش أفضل فتراته التاريخية.

القوات المسلحة بين النصر والرهانات الدولية

وأضاف العطا أن محاولات بعض الأطراف تبرئة البرهان وإلقاء اللوم على الإسلاميين لن تجدي نفعاً، لأن الواقع العسكري اليوم يمنح البرهان شعبية واسعة لا يمكنه التفريط فيها مقابل صفقات سياسية “واهية”. وأكد أن القوات المسلحة على بُعد خطوات قليلة من تحقيق نصر كامل يعيد صياغة المشهد السياسي برمته، وأن أية محاولات لإعادة إنتاج أخطاء الماضي لن تجد صدى في الراهن الميداني.

إتبعنا