نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: مزراري: العدوان الاسرائيلي على قطر فضح ازدواجية الخطاب العربي والإسلامي - تليجراف الخليج اليوم الثلاثاء 16 سبتمبر 2025 07:58 مساءً
كما تمت الإشارة إلى ذلك في موضوع سابق، انعقدت قمة الدوحة أمس الإثنين في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على دولة قطر، في خطوة وصفها المراقبون بأنها أعادت الزخم إلى الاجتماعات العربية والإسلامية بعد فترة من الجمود السياسي والخلافات الإقليمية.
وكانت الضربة الإسرائيلية بمثابة عامل صادم أعاد العرب والمسلمين إلى طاولة الحوار لتبادل المواقف والتنديد بالاعتداء على قطر، واستعراض التضامن الرسمي بين الدول العربية والإسلامية. القمة جاءت أيضًا في وقت تشهد فيه المنطقة تصاعد التوترات والصراعات المسلحة، ما جعل من الضروري أن تصدر بيانات توضح مواقف الدول من العدوان وتعيد التأكيد على دعم التضامن العربي والإسلامي.
في سياق متصل، اعتبر الكاتب الصحفي المتخصص في العلاقات الدولية، الدكتور "عبد الهادي مزراري" أن الضربة الإسرائيلية كانت بمثابة "رب ضارة نافعة"، إذ أعادت العرب والمسلمين إلى الاجتماع مجددًا، لتبادل عبارات التنديد والاستنكار والشجب ضد العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطر. ورأى الكاتب أن هذه المناسبة أبرزت إمكانية التعبير عن التضامن الرسمي، رغم محدودية الأثر الفعلي على الأرض.
المتحدث ذاته أشار إلى أن البيان الختامي استهل بعبارة تحذر من أن العدوان الإسرائيلي يقوض فرص السلام في المنطقة، وهو اكتشاف وصفه الكاتب بالمألوف والقديم، إذ كان واضحًا منذ سنوات أن تل أبيب لا تسعى للسلام مع العرب، بل تواصل سياسة القتل والإبادة اليومية للفلسطينيين. وأشار "مزراري" إلى تكرار المصطلحات التقليدية مثل "نشجب، نستنكر، ندين، نؤكد، نثمن، ندعم، نطلب"، والتي لا تضيف جديدًا إلى الخطاب العربي والإسلامي منذ سبعة عقود.
كما لفت "مزراري" الانتباه إلى لغة البيان المزدوجة (مزيج من الاستنكار والخيبة)، دون الإشارة الصريحة إلى الجهة المسؤولة عن العدوان أو إلى الدول التي فشلت في حماية قطر رغم الاتفاقيات الأمنية الكبرى مع الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وتركيا. ووصف الكاتب تصريحات رئيس الوزراء القطري "محمد بن عبد الرحمن آل ثاني" حول إسرائيل بأنها "لاعب مارق"، ما يعكس صورة العدو كطفل مدلل وسط جماعة من المغفلين لا يجرؤون على مواجهته.
واستعان الكاتب بمشهد مؤلم من فيلم "حياة المعز" لتوضيح مأساة قطر، حيث يكون الضحية عاجزًا أمام المعتدي خوفًا من صاحب الكلب، في إشارة إلى اعتماد قطر على الحماية الغربية التي لم تمنع الهجوم الإسرائيلي على الوفد الفلسطيني المفاوض.
إلى جانب ذلك، انتقد "مزراري" البيان لعدم احتوائه على أي إشارة إلى استخدام القوة العسكرية للرد على الهجوم، أو مراجعة الاتفاقيات الأمنية الغربية الزائفة. واعتبر أن القيادات العربية مكبلة بالخلافات الداخلية، ما يمنعها من اتخاذ قرارات جريئة لحماية شعوبها ومصالحها.
وأشار الكاتب المغربي إلى النفاق السياسي الذي يظهر في تصريحات بعض القادة، مثل وزير الخارجية الجزائري "أحمد عطاف"، الذي يدعو لتوحيد الصفوف العربية بينما التاريخ السياسي للنظام الجزائري مليء بمحاولات تقسيم الدول المجاورة، بما في ذلك المغرب. واعتبر "مزراري" أن هذه المظاهر من الضعف الداخلي تجعل العرب أكثر حذرًا تجاه بعضهم البعض، وأحيانًا أكثر صدقًا مع الأجنبي من الأخ أو ابن العم.
واختتم الدكتور "عبد الهادي مزراري" تحليله بدعوة للقيادات العربية والمسلمة لإعادة ترتيب "رقعة الشطرنج" بقرارات عملية، مثل دعم المقاومة الفلسطينية واللبنانية، وحماية سيادة سوريا، ومساندة استقرار اليمن، دون الحاجة للإعلان الرسمي الذي يكشف عن استيقاظ العرب من الغفلة. كما أكد الكاتب الصحافي المغربي أن الأموال الطائلة المتاحة للعالم العربي يمكن أن تُسخر بطرق إستراتيجية لحماية المنطقة إذا ما تم التفكير خارج الصندوق.