نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: مدينة ألمانية تنشئ "مكتب ترحيب" لجذب العمال المهرة من الخارج - تليجراف الخليج اليوم الاثنين 11 أغسطس 2025 08:47 مساءً
أظهرت مسوحات المعهد الاقتصادي الألماني (IW) المقرّب من أصحاب العمل أنَّ ألمانيا تعاني من نقص في العمال المهرة المؤهلين يتجاوز 530 ألف عامل. ومن الممكن بحسب معلومات المعهد أن يرتفع هذا النقص حتى عام 2030 إلى خمسة ملايين عامل.
والمعنيون في مدينة بوخوم مقتنعون بضرورة استقطاب العاملين والعمال المهرة من الخارج من أجل وقف النزيف الديموغرافي. وذلك لأنَّ التوقعات المستقبلية التي أجرتها المدينة بالتعاون مع وكالة العمل قبل عامين كانت مخيّبة للآمال.
وحول ذلك قال دومينيك كلوبا من مكتب رئيس بلدية بوخوم لـDW: "خلال العشرة أعوام القادمة سيبلغ أكثر من 30 ألف موظف خاضع للتأمينات الاجتماعية الإلزماية في بوخوم سن التقاعد عن العمل وسيخرجون بذلك من سوق العمل".
وبعد هذا التحليل، اجتمعت جهود العديد من المؤسسات في عمل مركّز ليس فقط للعثور على عمال أجانب مؤهلين، بل كذلك لتشجيعهم على البقاء في بوخوم بعد وصولهم إليها. ومن أجل هذه المهمة فقد أنشأ الشركاء مكتب ترحيب.
وتتعاون تحت سقف مكتب الترحيب في بوخوم كل من غرفة الصناعة والتجارة في منطقة الرور الوسطى، ووكالة العمل، وغرفة الحرف اليدوية في دورتموند، وجامعة الرور، بالإضافة إلى بلدية المدينة، كجهات اتصال مترابطة، كما يوضح رئيس مكتب الترحيب دومينيك كلوبا.
وبحسب تعبيره فقد اتضح لهم بسرعة أنَّهم يحتاجون إلى شركاء تعاون متنوّعين من أجل الرعاية الشاملة - منذ الاعتراف بالتكوين المهني والشهادات وحتى إيجاد السكن. ولم يستغرق الأمر وقتًا طويلًا لإقناعهم بالمشاركة في هذا المكتب؛ وخلال عام واحد تم التوصل إلى اتفاق.
الرعاية بدءا دورة اللغة حتى إيجاد السكن
وتشمل مهام مكتب الترحيب أيضًا دعم الشركات التي توظف عمالًا ماهرين من خارج ألمانيا. وحول ذلك يقول كلوبا: "الشركات تتصل بنا مسبقًا وتبلغنا بوصول عامل ماهر إلى بوخوم خلال شهرين أو ثلاثة أشهر. لأنَّ هذا يتعلق أيضًا بمسائل مثل إيجاد سكن وربما رعاية الأطفال". وفي هذه المرحلة يمكننا العمل كوسطاء.
وهكذا يتعاون كلوبا وفريقه مع مكتب شؤون الأسرة ومكتب شؤون المواطنين ومكتب الأجانب في مدينة بوخوم، وكذلك بشكل مباشر مع جامعة الرور وشركات تأجير الشقق السكنية.
ومن أجل جعل وصول العمال سهلًا بقدر الإمكان فقد قامت غرفة الصناعة والتجارة بتعيين فرانك تشوتشراك مستشارًا متفرغًا للاعتراف بالمؤهلات. وهو يهتم بالاعتراف سريعًا من قبل الجهات المختصة بالمؤهلات المكتسبة في الخارج. وحول ذلك قال تشوتشراك لـDW إنَّ العمال المهرة المطلوبين سيواجهون متاعب بمفردهم في هذا الإجراء بسبب البيروقراطية الألمانية:
"لدينا الطباخة القادمة من بولندا، وكذلك طبيبة الأسنان القادمة من فنزويلا. وبحسب المؤهلات التي يحملها الأشخاص معهم، توجد العديد من الجهات المختلفة المسؤولة عن الاعتراف بالمؤهلات". فمن دون الاعتراف يبقى الوصول إلى سوق العمل مغلقًا في البداية.
حتى أصحاب العمل يبحثون عن الاستشارة
وحتى الآن جرت في مكتب الترحيب في بوخوم أكثر من 400 جلسة استشارية. وتساعد فيها وكالة العمل أيضًا أصحاب العمل الذين يبحثون عن عمال من الخارج.
ومع أنَّ قانون هجرة العمال المهرة الجديد يقدّم فرصًا كثيرة، ولكن تطبيقه ليس سهلًا، كما يقول غابرييل براندنبرغ من وكالة العمل في بوخوم.
وبحسب تعبيره يوجد حاليًا على سبيل المثال طلب كبير على أخصائيي العلاج الطبيعي. وبإمكان العيادات التي تبحث عن مثل هؤلاء الأخصائيين الوصول إلى قسم الوساطة المركزي لتوظيف الأجانب والمتخصصين في وكالة العمل الاتحادية وإجراء وساطة مباشرة.
ويقول براندنبرغ: "هذا يمكننا من أن نقترح الأشخاص بسرعة على أصحاب العمل، والحديث معهم، ومن ثم أيضًا التعاون معهم في الاختيار".
الهدف: التشجيع على البقاء
واقتنعت لارا شتيرنبرغ على الفور بفكرة جمع جميع جهات الاتصال تحت سقف واحد. وتعمل شتيرنبرغ في منظمة "دياكوني رور"، وهي منظمة خيرية بروتستانتية تقدّم المساعدة للمسنين والمرضى والأطفال والشباب واللاجئين.
وشتيرنبرغ مسؤولة عن رعاية العمال الأجانب لتدريبهم في مجال التمريض والرعاية الصحية. وتقول: "هنا، لدي الفرصة لإحضار الجميع في يومهم الأول إلى مكتب الترحيب. حيث يتم إنجاز كل شيء مرة واحدة. ونادرًا ما نحتاج لمواعيد متعددة".
ولارا شتيرنبرغ ستأتي قريبًا إلى مكتب التدريب مع متدربين جدد، وذلك لأنَّ منظمتها تقوم بإحضار 40 عاملًا جديدًا من الخارج كل ستة أشهر. وتقول: "لدينا العديد من المتدربين من الهند وتركيا والمغرب وتونس وفيتنام والصين. ومن دونهم لم يعد العمل ممكنًا. وبالنظر إلى الأعوام القادمة، يجب أن نقول في الواقع: نحن نعتمد عليهم".
وهذا لا ينطبق فقط على مجال الرعاية الصحية والتمريض. بل يتعلق أيضًا في مدينة جامعية مثل بوخوم بتشجيع الخريجين الأجانب على البقاء، كما يؤكد مدير المكتب دومينيك كلوبا: "نحن لا نريد فقط استقطاب العمال المهرة من الخارج، بل نريد أيضًا الموجودين هنا والذين درسوا هنا".
وثقافة الترحيب والتشجيع على البقاء لا تقتصر فقط على عالم العمل. وبحسب سفين فروهفاين من غرفة الصناعة والتجارة فهي تتعلق بالمشاركة الاجتماعية أيضًا: "مثلًا من خلال العمل التطوعي، وكذلك من خلال النوادي الرياضية والمرافق الأخرى لتنظيم أوقات الفراغ وتكوين صداقات جديدة".
والهدف هو: الوصول إلى الوطن الجديد، وربما البقاء فيه إلى الأبد بعد طلب الحصول على الجنسية الألمانية. ويقول توماس شبرينغر، المتحدث باسم مدينة بوخوم، إنَّ هذا "هو بالضبط ما نأمله. وسنكون سعداء جدًا بتحقيقه".