نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: تضمنت كلمات مزلزلة.. الكشف عن وصية الصحفي "الشريف" التي صاغها بعد أن أدرك أنه سيرحل شهيدا - تليجراف الخليج اليوم الاثنين 11 أغسطس 2025 08:47 مساءً
لم يكن أنس الشريف، مراسل قناة الجزيرة في غزة، مجرد صحفي يحمل كاميرا وميكروفون، بل كان قلبًا نابضًا بالحق، وصوتًا يصرخ في وجه الصمت العالمي. أمس الأحد، أسكت القصف الإسرائيلي صوته إلى الأبد، حين استهدف خيمة للصحفيين قرب مستشفى الشفاء بمدينة غزة، فارتقى شهيدًا رفقة زميله محمد قريقع، بينما بقيت كلماته الأخيرة حيّة، شاهدة على ثباته حتى آخر نفس.
الوصية التي كتبها الشهيد يوم 6 أبريل 2025، ونشرتها إدارة صفحته على الفيسبوك مباشرة بعد رحيله، افتتحها بعبارة تهز القلب: "إن وصلَتكم كلماتي هذه، فاعلموا أن إسرائيل قد نجحت في قتلي وإسكات صوتي". وضع القارئ منذ السطر الأول أمام حقيقة الرحيل الذي كان يتوقعه، لكنه لم يره هزيمة، بل ختمًا لمسيرة الوفاء للمبدأ.
من أزقة مخيم جباليا، حيث عاش اللجوء منذ ميلاده، وحتى حلم العودة إلى عسقلان المحتلة، ظلّ أنس يحمل قضيته بين ضلوعه، يروي أنه ذاق الألم والفقد مرارًا، لكنه لم يتوقف عن نقل الحقيقة بلا تحريف أو تزييف، مؤمنًا أن الكلمة الصادقة أقوى من القنبلة.
أوصى بفلسطين جوهرة المسلمين، و بأطفالها المظلومين الذين مزّقتهم القنابل قبل أن يمنحهم العمر فرصة للحلم، وحثّ على أن لا تُسكت القيود الأحرار، ولا توقف الحدود الساعين لتحرير الأرض والإنسان.
وفي أكثر لحظات وصيته وجعًا، ترك أنس أماناته الغالية: ابنته شام التي لم يرها تكبر، وابنه صلاح الذي حلم بأن يكون له عونًا وامتدادًا، ووالدته التي كانت دعواتها حصنه المنيع، وزوجته أم صلاح، زيتونة صامدة لم تنحنِ رغم العواصف.
"إن متُّ، فإنني أموت ثابتًا على المبدأ… لا تنسوا غزة ولا تنسوني من صالح دعائكم"، بهذه الكلمات ودّع أنس الدنيا، راضيًا بقضاء الله، طالبًا المغفرة، وموصيًا العالم بأن تبقى فلسطين حاضرة في القلوب قبل الساحات.
رحل أنس الشريف جسدًا، لكن كلماته بقيت نورًا يضيء درب الحرية، وصوتًا يتردّد مع كل نبض في غزة المحاصرة، شاهدًا على أن الرسالة لا تموت مهما اشتد القصف.