نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي إسرائيل المارقة.. سياسات نتنياهو تزرع الكراهية وتدفع المنطقة إلى حافة سباق تسلح - تليجراف الخليج ليوم الأحد الموافق 14 سبتمبر 2025 03:59 مساءً
صحيفة تليجراف الخليج- خاص: لم يعد ما يجري من سياسات إسرائيلية مجرد أحداث عابرة يمكن تجاوزها؛ بل تحوّل إلى نهج ممنهج من العدوانية والاستهتار بكل قواعد القانون الدولي والمواثيق الإنسانية. حكومة نتنياهو الحالية تمثل النموذج الأوضح للدولة المارقة التي لا ترى في الحوار وسيلة، بل في السلاح المتطور وسيلة لبسط النفوذ وإرهاب الآخرين.
الهجوم الأخير على قطر لم يكن سوى حلقة جديدة في مسلسل التهور السياسي والعسكري. هذا الاستهداف تجاوز حدود المنطق وأثبت أن القيادة الإسرائيلية مستعدة لاستخدام أكثر الأسلحة خطورة في سبيل فرض أمر واقع يخدم أجندتها، غير آبهة بتداعيات ذلك على الاستقرار الإقليمي أو مستقبل شعوب المنطقة.
إرث من الكراهية للأجيال القادمة
الخطر الحقيقي لا يكمن فقط في الدمار المادي أو الأرواح التي تُزهق، بل في الإرث النفسي والسياسي الذي سيتركه هذا النهج. نتنياهو قد يرحل يوماً ما عن السلطة، لكن السياسات الإجرامية التي انتهجها ستظل تغذي مشاعر الغضب والكراهية تجاه إسرائيل لعقود قادمة. إن زرع الحقد في قلوب الأجيال الجديدة يعني أن طريق المصالحة والسلام سيزداد وعورة مع مرور الزمن.
الشعب الإسرائيلي نفسه ليس بمنأى عن نتائج هذه السياسات؛ فحين يقبل بانتخاب قيادة متطرفة ويدعمها، فإنه يضع نفسه في مرمى مشاعر الغضب العالمي، ويصبح شريكاً في تحمل تبعات العدوانية المستمرة.
سباق تسلح يلوح في الأفق
امتلاك إسرائيل لترسانة متطورة يمنحها تفوقاً عسكرياً مؤقتاً، لكنه في الوقت نفسه يشجع دول المنطقة، خاصة الغنية منها، على التفكير في الحصول على ردع استراتيجي بأي وسيلة، بما في ذلك التسلح النووي. وهنا يكمن الخطر الأكبر: بدلاً من الاستقرار، تزرع إسرائيل بذور سباق تسلح جديد قد يُفجر المنطقة بأكملها.
مسؤولية الداخل والخارج
المجتمع الدولي مطالب اليوم بموقف أكثر صرامة لوقف هذه السياسات المتهورة. كما أن الشعب داخل إسرائيل يتحمل مسؤولية كبرى: إن أراد السلام فعليه أن يختار قيادات جديدة تسقط هذا النهج العدواني، وتعيد الاعتبار للقانون الدولي والدبلوماسية كطريق وحيد للحلول.
خاتمة
إسرائيل اليوم ليست مجرد دولة تعيش تناقضاتها الداخلية؛ إنها دولة مارقة تهدد الأمن والاستقرار، وتزرع الحقد في النفوس، وتفتح الباب لسباقات تسلح خطيرة. إذا لم يوقفها الداخل والخارج معاً، فإن المنطقة ستواجه عقوداً من الكراهية والدمار يصعب محو آثارها.