نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: ”دُفنوا معًا في قبر واحد... أب سعودي وسبعة... - تليجراف الخليج اليوم الأحد 14 سبتمبر 2025 02:03 صباحاً
في مشهدٍ أبكى القلوب وأثار موجة حزن عارمة عبر أنحاء المملكة، وُثّقت اليوم مراسم تشييع ودفن المواطن سطام بن فيحان الكتفاء الشمري وأبنائه السبعة، الذين لقوا حتفهم جميعًا في حادث مروري مروع اندلع فيه حريق هائل داخل مركبتهم، ما أسفر عن مصرعهم فورًا، دون أن يترك للحياة فرصةً للإنقاذ.
46.3.49.173
وقد شهدت مساجد وشوارع محافظة مزاحمية، صباح اليوم، مشهدًا نادرًا في تاريخه المعاصر: تشييع جنازة واحدة لثمانية أرواح من عائلة واحدة، في مأساة تكاد تكون الأولى من نوعها في العصر الحديث، حيث فقد الأب سطام — وهو رجل معروف بكرمه وتقواه وحبه لأسرته — وسبعة من أبنائه: ناهي، خالد، خلف، مرزوقة، نمشة، أفنان، وفضة، في لحظة واحدة، كأن القدر انتقم من قلبٍ كان يحمل كل الحنان.
صلاة الجنازة: جمعٌ لا يُحصى يودع الأسرة المكلومة
أدى آلاف المشيعين — من أهل المحافظة والمناطق المجاورة، ورجال الدين، ومسؤولين محليين، ومواطنين من مختلف الشرائح — صلاة الجنازة على الفقيد وأبنائه في جامع مزاوم، الذي لم يعد يسع لعدد المصلين، فامتلأت الساحات المحيطة به، وتراصفت الصفوف حتى خارج أبواب المسجد. وقف الجميع بصمتٍ مهيب، بينما كانت أصوات التكبير تعلو في أجواءٍ ثقيلة بالحزن، وكل مصلٍ يدعو الله أن يغفر لهم ويُسكنهم فسيح جناته، وأن يُلهم ذويهم الصبر والسلوان.
وشهدت الصلاة لحظاتٍ مؤثرة، حيث انكسرت أصوات كثيرين من النساء والأطفال، وانهمرت الدموع، بينما احتضن البعض بعضهم، وكأن الجميع يشعر بأن هذا الحزن ليس فقط لأسرة، بل هو حزنٌ على وطنٍ فقد جزءًا من روحه.
الحادث: حريق مفاجئ يلتهم السيارة في لحظات
وفقًا للمعلومات الأولية التي أفادت بها الجهات الأمنية، فإن الحادث وقع مساء أمس على طريق سريع خارج المحافظة، حيث فقد السائق (الوالد سطام) السيطرة على المركبة بسبب ظروف جوية سيئة، فانقلبت المركبة ونشبت فيها النيران فجأةً نتيجة تسرب الوقود، مما حال دون إمكانية الخروج من السيارة، إذ لم ينجُ أحد من الركاب الثمانية، وجميعهم كانوا داخل السيارة وقت الحادث.
وأشارت التقارير إلى أن الأبناء السبعة، جميعهم قُصّر أو في سن المراهقة، وكانوا في رحلة عائلية عادية، ربما للزيارة أو الترفيه، لكنها تحولت إلى أسوأ لحظة في حياة الأسرة.
موجة حزن على وسائل التواصل: "الله يرحمكم يا أسرة الكتفاء"
لم تكن مراسم التشييع فقط هي التي عبّرت عن الحزن، بل اجتاح وسم #أسرة_الكتفاء_الشمري منصات التواصل الاجتماعي، حيث تفاعل الملايين مع الخبر، ونشر الآلاف صورًا للفقيد وأبنائه، ودعواتٍ من كل حدب وصوب.
وقد أطلق عدد من المحسنين حملات لدعم الأسرة المتبقية، خاصة زوجتى الفقيد، التي لم تنجبا سوى هؤلاء الأبناء، والتي تُرجّح أنهما تعيشان حالة نفسية حرجة بعد فقدان كل من كان يحبهما.
كما ناشدت وزارة الداخلية المواطنين إلى التحلي باليقظة والالتزام بقواعد المرور، خاصة في الطرق الخارجية، مشيرةً إلى أن التحقيق لا يزال جاريًا لتحديد أسباب الحادث بدقة، وستُرفع التوصيات لمنع تكرار مثل هذه الكوارث.
خاتمة: عندما يتحول البيت إلى مقبرة
في قرية صغيرة، يُقال إن هناك بيتًا لم يعد يُسمع منه صوت ضحك منذ يومين. بيتٌ كان يملؤه صخب الأطفال، وصوت الأب يناديهم للعشاء. الآن، صار ذلك البيت صامتًا… صمتًا يُرعب القلوب.
لقد دُفن سطام وأبناؤه السبعة في مقبرة واحدة، بجوار بعضهم، كأنهم في الحياة قد اجتمعوا، وفي الموت أيضًا لم يفترقوا. وقد قال أحد كبار السن في المحافظة وهو ينظر إلى القبور:
"ما عرفنا قدر الأسرة إلا حين فقدناها… فالإنسان لا يُعرف بماله، بل بمن يُحب، ومن يحبه."
اللهم ارحمهم رحمةً واسعة، واغفر لهم، واجعل قبورهم روضةً من رياض الجنة، وارزق أهلهم الصبر الجميل، والسلوان العظيم.