حادثة سقوط فتاة من شقة في المنصورة بعدن... - تليجراف الخليج

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: حادثة سقوط فتاة من شقة في المنصورة بعدن... - تليجراف الخليج اليوم الأحد 14 سبتمبر 2025 02:03 صباحاً

في حادثة هزّت الرأي العام المحلي، وأثارت موجة غضب واسعة بين أهالي مديرية المنصورة بمحافظة عدن، كشفت إدارة أمن العاصمة عن تفاصيل صادمة حول واقعة سقوط فتاة تبلغ من العمر 17 عامًا من شقة سكنية في حي "الجبل"، ما تحول من مجرد حادث مأساوي إلى قضية جنائية معقدة تفتح نافذة على عالم خفي من المخدرات، والكحول، والعنف الجنسي، وانهيار القيم الاجتماعية في أحياء يُفترض أنها خاضعة لرقابة أمنية ومجتمعية.

بداية الحادثة: بلاغ مفاجئ وضحية تُنقذ من الموت

46.3.49.173

بدأت القصة فجر يوم الجمعة، عندما تلقّت قوات الشرطة في المنصورة بلاغًا طارئًا من أحد السكان عن العثور على فتاة مُلقاة أمام مدخل عمارة "الجبل"، وهي تغطيها دماء متجلّدة، وتُعاني من كسور متعددة في الأطراف، وإصابات خطيرة في الرأس، وفقدان للوعي.

وبادرت سيارات الإسعاف بالتعامل مع الحالة ونقلها فورًا إلى المستشفى، حيث تم إدخالها إلى العناية المركزة تحت حراسة أمنية مشددة، بعد أن أفاد الأطباء أن حياتها لا تزال مهددة بالخطر، وأنها قد تفقد القدرة على الكلام أو التذكر نتيجة الصدمة الدماغية.

التحقيق يفضح عالمًا مظلمًا: شقة مليئة بالمخدرات والكحول

وبعد الحصول على إذن رسمي من النيابة العامة، باشرت قوات الأمن تفتيش الشقة التي تسكن فيها الفتاة — والتي كانت تُعرف بـ"ه. ع. ع." — ووجدوا ما وصفه مصدر أمني بـ"مجمع جرائم":

  • كميات كبيرة من الحبوب المخدرة (بما فيها "الكبتاجون" و"الترامادول" وحبوب الهلوسة)، معبأة في علب صغيرة وموزعة على أرفف داخل خزانة مخفية.
  • زجاجات من المشروبات الروحية (ومنها "الويسكي" و"البراندي")، بعضها مفتوح، وأخرى مكسورة على الأرض.
  • أدوات تعاطٍ مثل ملاعق ملطخة بالمواد المخدرة، وحقن مستعملة، وأدوات تقطيع مخدرات.
  • ملابس ممزقة للفتاة، وآثار دماء غير متطابقة مع جرحها، ما يشير إلى وجود عنف جسدي قبل السقوط.
  • هاتف ذكي مفقود، لكنه تم استرجاعه لاحقًا من أحد المقربين، وتم تحليل محتوياته، وكشف عن رسائل تهديد ووعيد من شاب مجهول الهوية.

اعتراف صادم: السقوط لم يكن عرضيًا… بل نتيجة عراك على خاتم ذهب

في ظل تردّد الفتاة على الإدلاء بأي تصريح بسبب وضعها الصحي الخطير، تحوّلت الأنظار إلى صديقتها، وهي فتاة في السادسة عشرة من عمرها، والتي كانت موجودة في الشقة وقت الحادث، وتم اعتقالها كشاهد رئيسي. وبعد ساعات من التحقيق المطول، وفي ظل ضغوط نفسية وقانونية، اعترفت الصديقة بأن الحادثة لم تكن "سقوطًا عرضيًا" كما بدا في البداية، بل جاءت نتيجة عراك عنيف بين الفتاة الضحية وشاب يُدعى "م. س." (24 عامًا)، وهو أحد أفراد شبكة ترويج مخدرات تعمل في المنطقة.

وقالت الصديقة في إفادتها:

"كانت هي ترتدي خاتمًا ذهبيًا قيمته عالية، كان هدية من والدها قبل وفاته. طلب منه أن يعطيه إياه، فرفضت. بدأ يصرخ ويشتمها، ثم هجم عليها وضربها على رأسها بزجاجة … ثم سحبها من شعرها نحو النافذة، وحاول أن يدفعها… وحين سقطت، ركضنا جميعًا خارج الشقة ولم نعد نعلم ماذا حدث بعدها".

وأضافت أن الشاب كان يُدير "حلقة ترفيه" في الشقة منذ أسبوعين، يجتمع فيها عدد من الشباب والفتيات، يتعاطون المخدرات، ويشربون الكحول، و"يُمارسون أشياء لا تُوصف"، موضحة أن "الشقة أصبحت مكانًا محرمًا من قبل المجتمع، لكن الجميع يخافون من التحدث".

ردود فعل رسمية: إغلاق الشقة وتحريك الآليات القانونية

وفي تصريح ، أكد احد ضباط شرطة مديرية المنصورة، أن "هذه الحادثة ليست عادية، بل هي انعكاس لظاهرة متفشية في بعض الأحياء الفقيرة، حيث تتحول المنازل إلى مراكز للجريمة تحت ستار الترفيه". وأضاف:

"نحن نتعامل مع هذه القضية كقضية جنائية خطيرة تتطلب تدخلًا أمنيًا واجتماعيًا وقانونيًا شاملًا. تم إغلاق الشقة نهائيًا، وتحويل كافة المضبوطات والمعلومات إلى النيابة العامة، وتحديد هوية الشاب المُتهم، الذي فرّ من الموقع بعد الحادث، وتم تفعيل ملاحقته عبر شبكات المراقبة والبيانات . كما تم إحالة الفتاة الثانية (الصديقة) إلى مركز حماية الاسرة، وعرضها على طبيب شرعي لاستخلاص أدلة طبية إضافية".

وأشار الضابط إلى أن "الفتاة الضحية لا تزال في حالة غيبوبة جزئية، ولا يمكن الاستفادة من إفادتها المباشرة حتى الآن، لكن الأدلة المادية والشهادات المكتوبة تكفي لفتح ملف جنائي كامل ضد المتهمين، وقد يكون هناك أكثر من شخص متورط".

صمت المجتمع وصوت الضحايا

في الأحياء المجاورة، تحدث سكان محليون عن "إهمال أمني طويل الأمد"، مشيرين إلى أن الشقة كانت موضع شائعات منذ أسابيع، لكن "لا أحد يجرؤ على التبليغ خوفًا من الانتقام"

أما أسرة الفتاة، فقد تقدمت ببلاغ رسمي للنيابة، وطلبت "عدالة فورية"، مؤكدة أن الفتاة كانت طالبة ممتازة، تدرس في الصف الثاني الثانوي، وتنتمي لعائلة متواضعة لكنها ملتزمة دينيًا واجتماعيًا.

الحادثة أعادت طرح أسئلة مقلقة على الساحة الوطنية:

  • لماذا تنتشر شبكات ترويج المخدرات في الأحياء الشعبية دون رقابة؟
  • هل تفشل المؤسسات التعليمية والاجتماعية في حماية المراهقات؟
  • هل يُستخدم العنف الجنسي كوسيلة للسيطرة على الفتيات في بيئات مُهملة؟

وطالب ناشطون حقوقيون بإنشاء "وحدة خاصة لحماية الفتيات المهددين في المناطق المهمشة"، وتفعيل دور "الدوريات النسائية" في الأحياء، وتدريب المعلمين على التعرف على علامات التعرض للعنف أو الاستغلال.

لا تزال التحقيقات جارية، وقوات الأمن تعمل على تتبع شبكة الترويج، واستعادة الهاتف المفقود، وتحليل البصمات والأدلة الجينية. ورغم أن الفتاة لا تزال تصارع الموت، فإن صوتها — بصمتها — يهزّ الضمير الوطني.