نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: النفط الروسي يثير أزمة جديدة .. مجموعة السبع تبحث فرض عقوبات على الهند والصين - تليجراف الخليج اليوم الجمعة 12 سبتمبر 2025 06:05 مساءً
تشهد الساحة الدولية تطورًا جديدًا في ملف الطاقة والعقوبات المرتبطة بالحرب الروسية – الأوكرانية، إذ يناقش وزراء مالية مجموعة السبع، اليوم الجمعة، إمكانية فرض عقوبات ثانوية على الهند والصين بسبب استمرار تعاملهما مع النفط الروسي، في خطوة تُبرز تصاعد التوتر الاقتصادي والجيوسياسي بين القوى الكبرى.
خلفية الاجتماع
102.165.1.96
وبحسب وكالة بلومبرج، فإن الوزراء سيتناولون في مكالمتهم المشتركة ملفين أساسيين:
- فرض عقوبات على الدول التي تواصل شراء النفط الروسي بأسعار تفضيلية، وعلى رأسها الهند والصين.
- النظر في آليات الاستفادة من الأصول الروسية المجمدة، التي تُقدر بمئات المليارات من الدولارات، كأداة ضغط إضافية على موسكو.
هذه الخطوة تأتي في وقت تتزايد فيه الضغوط الغربية على روسيا، بعد أن فشلت العقوبات السابقة في إضعاف قدرتها على تمويل الحرب، إذ سمحت صادرات الطاقة لموسكو بالحفاظ على موارد مالية ضخمة.
موقف ترامب: ضغط عبر الرسوم الجمركية
في موازاة ذلك، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن استعداده لفرض رسوم جمركية واسعة النطاق على كل من الهند والصين، معتبرًا أن هذه الخطوة قد تُسهم في دفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للجلوس إلى طاولة المفاوضات مع أوكرانيا.
لكن ترامب اشترط أن تتخذ الدول الأوروبية إجراءات مماثلة، مؤكدًا أن بلاده ستتحرك جنبًا إلى جنب مع الاتحاد الأوروبي في هذا الملف، وهذا الموقف كشف عنه خلال اتصال جمع مسؤولين أمريكيين وأوروبيين في واشنطن هذا الأسبوع.
التحديات أمام القرار
ورغم قوة الطرح، إلا أن هناك عوائق كبيرة أمام تمرير مثل هذه الإجراءات، فقد سبق أن عارضت دول أوروبية، مثل المجر، أي تشديد للعقوبات على قطاع الطاقة الروسي، نظرًا لاعتمادها الكبير على واردات الغاز والنفط من موسكو، كما أن فرض عقوبات ثانوية على اقتصادات كبرى مثل الصين والهند قد يثير تداعيات سلبية على التجارة العالمية وأسواق الطاقة، وهو ما يُثير انقسامًا داخل مجموعة السبع نفسها.
بوتين يرفض المحادثات ويصعّد الهجمات
تأتي هذه النقاشات بعد انتهاء المهلة التي وضعها ترامب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أجل عقد لقاء مباشر مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لكن بوتين لم يُبد أي تجاوب، بل صعّد من وتيرة القصف على المدن الأوكرانية، في رسالة واضحة بأنه لا ينوي التراجع تحت الضغط الدولي.
تأثيرات محتملة على الأسواق
المراقبون يرون أن أي عقوبات جديدة على الصين والهند ستؤدي إلى زعزعة استقرار أسواق النفط العالمية، حيث تمثل الدولتان أكبر مستوردين للطاقة الروسية بعد العقوبات الغربية، كما قد تشهد أسعار النفط قفزات جديدة، وهو ما يفاقم أزمة الطاقة التي يعاني منها الاقتصاد العالمي منذ اندلاع الحرب.
المشهد الأخير
يبدو أن ملف النفط الروسي سيظل نقطة اشتعال رئيسية بين القوى الكبرى، فبينما تسعى مجموعة السبع إلى تضييق الخناق على موسكو، تواجه هذه الجهود تحديات واقعية تتعلق بالانقسامات الأوروبية، وأهمية الصين والهند في الاقتصاد العالمي، ويبقى السؤال المطروح: هل ستنجح هذه الضغوط في تغيير حسابات الكرملين، أم أنها ستقود إلى تصعيد اقتصادي عالمي يفتح الباب أمام أزمة جديدة في أسواق الطاقة والتجارة الدولية؟.