" لا فَضَّ فُوكَ يا صَفْدي " : الأردن يهزّ مجلس الأمن بتفنيد جرائم الصهاينة - تليجراف الخليج

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: " لا فَضَّ فُوكَ يا صَفْدي " : الأردن يهزّ مجلس الأمن بتفنيد جرائم الصهاينة - تليجراف الخليج اليوم الجمعة الموافق 12 سبتمبر 2025 04:18 مساءً

 

 

في لحظة فارقة من التواطؤ الدولي والصمت المريب تجاه جرائم الاحتلال الإسرائيلي، ارتفع صوت أردني عالٍ في أروقة مجلس الأمن الدولي، جاء على لسان وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، ليقول ما يجب أن يُقال، ويفضح ما تُحاول بعض القوى الكبرى طمسه أو تبريره.

وقف نجم الدبلوماسية العربية، وزير الخارجية الأردني الأستاذ أيمن الصفدي، في قاعة مجلس الأمن الدولي، ليلقي كلمةً تاريخيةً هزّت أركان المكان. لم تكن كلمة عادية، بل كانت مرافعةً قويةً وواضحة، مثل فيها صوت الحق والعرب، وكشف فيها النقاب عن سجل حافل من الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها الحكومة الصهيونية المتطرفة بقيادة الارهابي بنيامين نتنياهو.

لم يكتفِ الوزير الصفدي باستعراض الجرائم البشعة في قطاع غزة، والتي سجل فيها أرقاماً صادمةً بلغت ستين ألف شهيد، وتجاوز عدد الجرحى فيها مئة وستين ألف جريح، فضلاً عن مئتين وستين شخصاً، بينهم مئة وعشرون طفلاً، ماتوا جراء المجاعة التي يُسببها الحصار. بل ذهب إلى أبعد من ذلك، ليكشف عن خطرٍ أكبر يهدد أمن وسلامة كل دولة في المنطقة.

(1)

اختراق سيادة قطر: خط أحمر تم تجاوزه

في إشارةٍ بالغة الأهمية، سلط الوزير الصفدي الضوء على حادثةٍ خطيرة تمثل اعتداءً صارخاً على سيادة الدول، وهي هجوم دولة المشروع الصهيوني البريطاني على مقر الوفد المفاوض لحركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة. وقد قدم هذا الموضوع بعمق ليظهر عدة حقائق:

أولاً: انتهاك حرمة الدولة وسيادتها: بوضع هذه الحادثة في صلب خطابه أمام مجلس الأمن، أراد الصفدي أن يقول للعالم إن سياسات دولة المشروع الصهيوني البريطاني العدوانية لم تعد تقتصر على الفلسطينيين، بل أصبحت تمسّ الدول العربية ذات السيادة وتعتدي على أراضيها. لقد تجاوز الكيان الصهيوني كل الخطوط الحمراء ولم تحترم المبادئ الأساسية التي يقوم عليها ميثاق الأمم المتحدة، وهو احترام سيادة الدول وعدم جواز المساس بأمنها.

ثانياً: ضربة موجهة للدبلوماسية ومساعي السلام: لم تكن الدوحة مجرد مدينة عادية، بل هي عاصمة للجهود الدبلوماسية والوساطات الإقليمية والدولية التي بذلت طوال أشهر لوقف الحرب وإطلاق سراح الأسرى. إن استهداف قطعان الصهاينة لمقر المفاوضات هو استهدافٌ متعمدٌ للمسار السلمي نفسه، وإعلان عن رفضها لكل جهود السلام، مما يدفع بالمنطقة نحو الهاوية ويمنع أي حل سياسي.

ثالثاً: كشف ازدواجية المعايير: بقدر ما كشفت الحادثة عن غطرسة دولة المشروع الصهيوني البريطاني ، فإنها كشفت أيضاً عن صمت المجتمع الدولي المريب. فتساءل الخطاب بصورة غير مباشرة: ماذا لو قامت أي دولة أخرى بقصف مبنى على أراضي دولة حليفة؟ الجواب واضح، لكن المعايير تختلف عندما يكون المعتدي هو إسرائيل.

(2)

خاتمة: نداء للحماية والمسؤولية

كلمة الصفدي لم تكن فقط تعبيرًا عن موقف الأردن الرسمي، بل كانت صوتًا عربيًا حرًا في وجه الظلم، وصرخة ضمير في عالم فقد توازنه الأخلاقي. لقد تحدث باسم أطفال غزة، وأمهات الشهداء، والجوعى في الخيام، والمهجرين من بيوتهم، وكل من فقدوا الأمل في عدالة عالم لا يسمع إلا صوت القوة.

ختم الوزير الصفدي كلمته بتحذير شديد اللهجة، داعياً المجتمع الدولي إلى كبح غطرسة الارهابي المجرم نتينياهو " المطلوب للعدالة الدولية " وحماية المنطقة بأسرها من كارثية أفعاله . لم يعد النداء مجرد نداء إنساني من أجل غزة، بل تحوّل إلى نداء أمني استراتيجي لحماية سيادة كل دولة عربية من تدخلات دولة المشروع الصهيوني البريطاني العسكرية المباشرة.

بهذه الكلمة، نجح الأردن في نقل المعركة إلى ساحة جديدة، ساحة الدفاع عن سيادة الدول واستقرار المنطقة. لقد قدم الصفدي للعالم أدلة دامغة على أن الخطر الصهيوني بات يهدد الجميع، وأن مواجهة غطرسته لم تعد خياراً، بل أصبحت واجباً على كل من يريد حقاً حماية السلام والأمن في المنطقة والعالم.

في زمن الخذلان… لا فضّ فوك يا صفدي.

باحث ومخطط استراتيجي - الاردن

نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.