أثار ظهور غير متوقع لابنة رئيس كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، البالغة من العمر 12 عاماً، خلال زيارته الرسمية الأخيرة إلى الصين، تساؤلات ودهشة واسعة بين المراقبين والمتابعين للشأن الآسيوي، فقد رافقت الفتاة والدها في رحلته، مرتدية ملابس زرقاء داكنة، وبدت متزنة، ومهذبة، وتتحرك بخطى واثقة خلفه أثناء نزوله من القطار المصفح الذي أوصله إلى الصين، وكان في استقباله عدد من كبار المسؤولين الصينيين الذين فرشوا له السجادة الحمراء، كما هو معتاد في مثل هذه المناسبات الرسمية.
اللافت في هذه الزيارة لم يكن فقط الجانب الدبلوماسي، بل الحضور البارز للفتاة، التي تُدعى كيم جو-آي، وهي ربما الابنة الوحيدة للزعيم الكوري الشمالي، وقد بدت على وجهها ابتسامة هادئة خلال لقاء والدها بالرئيس الصيني، شي جين بينغ، وكذلك أثناء وجود الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ما أثار موجة من التساؤلات حول دلالات هذه الإطلالة الرسمية المتكررة.
يرى المراقبون أن اصطحاب الأطفال في زيارات دبلوماسية بهذا المستوى أمر غير مألوف، خصوصاً في دولة مثل كوريا الشمالية التي تعتمد بشكل كبير على علاقتها الوثيقة ببكين لضمان استقرارها السياسي والاقتصادي، وعادة ما تتم الموافقة على أي تحرك سياسي من بيونغ يانغ من قبل الصين، ما يجعل هذه الزيارة، برفقة الطفلة، خطوة مثيرة للانتباه.
الجيل الرابع
ومع انتشار صور كيم جو-آي، أصبح من الواضح لدى الشعب الكوري الشمالي، الذي يرى في عائلة كيم سلالة «ذات دم مقدس»، أن هذه الفتاة الشابة قد تكون الجيل الرابع من عائلة تحكم البلاد منذ تأسيسها على يد الجد، كيم إيل سونغ عام 1948.
هذا الانطباع تعزز في ظل الوضع الصحي غير المستقر لوالدها، الذي يبلغ من العمر 41 عاماً، ويعاني أمراضاً مزمنة عدة، منها السمنة المفرطة، وارتفاع ضغط الدم، والسكري، فضلاً عن أنه مدخن شره، كما أن هناك تقارير أشارت إلى أن جائحة «كورونا» كادت تودي بحياة كيم جونغ أون، كل ذلك يزيد من احتمالية انتقال السلطة إلى ابنته في وقت ليس ببعيد لتصبح رئيسة دولة نووية.
من الناحية الشخصية، تبدو العلاقة بين كيم وابنته وثيقة للغاية، رغم التناقض الصارخ بين قسوة الأب وطباع الفتاة الطفولية التي تحب اللعب، والسباحة، وارتداء الملابس الفاخرة، ومع أن كيم جو-آي، لم تدلِ بأي تصريحات علنية حتى الآن، إلا أن الإعلام الرسمي الكوري الشمالي يشير إليها بأوصاف تمجيدية، مثل «الإنسانة الرائعة»، بينما تستمر في مرافقة والدها في مناسبات عامة يُلاحظ فيها دقة الإعداد والتنسيق المسبق.
مناسبات رسمية
ومنذ أول ظهور علني لها في نوفمبر 2022، عندما أمسكت بيد والدها أمام صاروخ عابر للقارات، بدأت ملامح دورها تتبلور بشكل متسارع، فخلال فبراير من العام 2023، ظهرت تشارك في مأدبة رسمية، ثم وُضعت صورتها على طابع بريدي، في خطوة رمزية غير مسبوقة، وبلغت رمزية حضورها مستوى جديداً عندما ظهر أحد كبار الجنرالات ينحني ليركز حديثه في أذنها خلال عرض عسكري، وهو سلوك لا يُقدم عليه إلا مع والدها، ما يدل على مكانتها الخاصة.
ومع تزايد ظهورها إلى جانب والدها في مناسبات رسمية، يعتقد عدد من محللي الشأن الكوري الشمالي أن الأمر لا يقتصر على إعداد كيم جو-آي كخليفة محتملة، بل أيضاً لتحسين صورة النظام التي لطالما ارتبطت بالقمع والانغلاق، ومع ذلك، تظل هناك آراء ترى أن هذا الظهور المتكرر ربما يغطي على خليفة آخر غير معروف حتى الآن، مثل شقيق سري أو أحد أفراد العائلة يتم إعداده بعيداً عن الأضواء.
شيء استثنائي
يذكر أن تاريخ عائلة كيم، يُظهر أنها لا تتردد في استبعاد أي من أفرادها ممن لا يظهرون الصفات القيادية اللازمة، فقد تم تجاهل شقيقي كيم جونغ أون الأكبر سناً، أحدهما اعتُبر ضعيف الشخصية، والآخر أُقصي بسبب انفتاحه على الثقافة الغربية، لاسيما بعد ظهوره في أماكن مثل «ديزني لاند»، ما اعتبر دليلاً على «تلوثه بالنفوذ الأجنبي».
في المقابل، يبدو أن كيم جونغ أون، يرى في ابنته شيئاً استثنائياً، لكنه السؤال الأهم يبقى: هل تملك كيم جو-آي الإرادة الفولاذية والصلابة النفسية اللازمة لحكم واحدة من أكثر الدول انعزالاً في العالم؟ فحسب رأي عدد من المحللين، لا يمكن السيطرة على كوريا الشمالية دون قيادة حازمة تمتلك قبضة من حديد، وإلا فإن هذه الدولة قد تنزلق نحو الفوضى. عن «ديلي ميل»
حياة ترف
أفادت تقارير دولة عدة، بأن كيم جو-آي، ابنة رئيس كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، تعشق ركوب الخيل، والتزلج، والسباحة، وهي أنشطة تمارسها ضمن نمط حياة الترف المتاح لعائلة كيم، التي تمتلك منتجع تزلج فاخراً، ومجمعات سكنية، لاسيما في العاصمة بيونغ يانغ، إضافة إلى ملاذ فاخر على الواجهة البحرية لمدينة «وونسان» الواقعة على بحر اليابان.
ورغم ذلك، تبقى المعلومات المتوافرة عن كيم جو-آي شحيحة، فحتى عمرها الدقيق لايزال موضع شك، كما لا توجد تأكيدات رسمية حول ما إذا كانت الابنة الوحيدة، وتشير تقارير أجهزة الاستخبارات في كوريا الجنوبية إلى أنها قد تكون واحدة من ثلاثة أبناء، إذ يعتقد أن كيم جونغ أون لديه ابن آخر وطفل ثالث، وُلدا في عامَي 2010 و2017، لكن لم يتم تأكيد هويتهما علناً.
• مع انتشار صور كيم جو-آي، أصبح من الواضح لدى الشعب الكوري الشمالي أن هذه الفتاة قد تكون الجيل الرابع من العائلة التي تحكم البلاد منذ 1948.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: تساؤلات حول تهيئة رئيس كوريا الشمالية ابنته «المراهقة» لتولي الحكم - تليجراف الخليج اليوم الجمعة 12 سبتمبر 2025 03:45 صباحاً