نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: أطباء الأردن… بصمات إنسانية تبقى في وجدان الناس - تليجراف الخليج اليوم الخميس الموافق 11 سبتمبر 2025 01:11 مساءً
يُعرَف عن الأردن أنه أنجب نخبة من الأطباء الذين لم تكن مهنتهم مجرد عمل روتيني، بل كانت رسالة إنسانية حملت بين طياتها الرحمة، والتفاني، وخدمة المريض قبل أي اعتبار آخر. هؤلاء الأطباء تركوا بصمات مضيئة في مسيرة الطب الأردني، واستحقوا محبة الناس واحترامهم لما جسّدوه من قيم العطاء والإيثار. حتى أصبحت أسماؤهم مرادفة للثقة والطمأنينة في قلوب المرضى وذويهم. ومن بين هذه النماذج المشرقة يبرز اسم الدكتور نادر أبو الشعر النمري؛ الطبيب والنائب والعين والوزير السابق، الذي عرفه الأردنيون إنسانًا قبل أن يعرفوه مسؤولًا أو طبيبًا. تميّز بعلاقته الصادقة مع الناس، وحرصه على خدمتهم بوجه بشوش ولغة بسيطة قريبة من القلب، مما جعل ذكراه راسخة في وجدان كل من تعامل معه أو عرفه. لقد كان، رحمه الله، نموذجًا للطبيب الذي يوازن بين مهنته ورسالة الخدمة العامة، فشكّل دليلًا حيًّا على أن العطاء لا تحدّه المناصب ولا تقيده المواقع.
وما يثلج الصدر أن الأردن لا يزال يُنجب من يحملون هذا الإرث الإنساني. من بينهم الدكتور فيصل نادر أبو الشعر النمري، الذي سار على خطى والده، حاملاً ذات الروح، وذات البسمة، وذات التواضع في التعامل مع الناس. ورث عن والده محبة الناس، وصفاء النفس، وأسلوبه الإنساني في تقديم الرعاية، حتى أصبح قريبًا من قلوب مراجعيه وزملائه في القطاع الصحي. إلى جانب هذا، يتمتع الدكتور فيصل بكفاءة طبية عالية، يرافقها تواضع لافت في التعامل. ومن يقابله، يشعر فورًا بأنه أمام أخ أو صديق، لا مجرد طبيب. وقد عبّر العديد من مرضاه عن تجربتهم معه بعبارة صادقة: "لقاء مع إنسان قبل أن يكون مع طبيب"، وهي شهادة لا تُمنح إلا لمن يستحقها، بمنتهى الصدق والاحترام لكرامة الإنسان. وخلال فترة وجيزة، استطاع الدكتور فيصل أن يكسب ثقة من حوله، بما يقدّمه من عناية فائقة وحرص على راحة المرضى، إلى جانب تعامله الإيجابي والإنساني مع زملائه من الأطباء والممرضين والفنيين. فكان مثالًا يُحتذى به في بيئة العمل، ونموذجًا للطبيب الشاب الذي يجمع بين المهارة العلمية والأخلاق الرفيعة.
إن الحديث عن الدكتور فيصل نادر أبو الشعر النمري لا يقتصر على شخصه، بل هو احتفاء بجيلٍ جديد من الأطباء الأردنيين الذين ورثوا عن آبائهم القيم والمبادئ، وأضافوا إليها روح الشباب ورؤية المستقبل. جيل يؤمن بأن المريض ليس "حالة" تُعالج، بل إنسان له مشاعره وكرامته، وأن الطبيب الحقيقي هو من يعالج الجسد ويواسي الروح في آنٍ واحد. وهكذا يبقى الأردن غنيًا برجاله وأبنائه الذين يجمعون بين العلم والإنسانية، ويثبتون أن الطب ليس علمًا مجردًا، بل رسالة جوهرها الرحمة والإيثار. وبين إرث الدكتور نادر النمري، وحضور الدكتور فيصل النمري، تظل القلوب مطمئنة إلى أن المسيرة مستمرة، وأن العطاء لا ينقطع ما دام في هذا الوطن أطباء يؤمنون بأنهم خُلقوا ليكونوا رسل رحمة وخدمة للناس.
نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.