اليونسيف: طفل واحد من كل 10 أطفال في العالم يعاني من السُمنة - تليجراف الخليج

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: اليونسيف: طفل واحد من كل 10 أطفال في العالم يعاني من السُمنة - تليجراف الخليج اليوم الأربعاء 10 سبتمبر 2025 08:13 مساءً

حذّرت اليونيسف من أنَّ السُمنة تجاوزت نقص الوزن بوصفها شكل سوء التغذية الأكثر انتشاراً في هذا العام، وهي تؤثر على 1 من كل 10 من الأطفال في سن الدراسة ومن المراهقين – أي ما يعادل 188 مليوناً – مما يُعرِّضهم لخطر الإصابة بأمراض تُهدِّد الأرواح.

ويستند تقرير "تغذية الأرباح: كيف تخيّب البيئات الغذائية الأطفال" إلى بيانات من أكثر من 190 بلداً، ويجد أنَّ انتشار نقص الوزن بين الأطفال بسنّ 5-19 سنة تراجع منذ عام 2000، وذلك من زهاء 13% إلى 9.2%، فيما ازدادت معدلات السُمنة من 3% إلى 9.4%. وباتت معدلات السُمنة تتجاوز معدلات نقص الوزن حالياً في جميع مناطق العالم فيما عدا منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى ومنطقة جنوب آسيا.

ووفقاً للنتائج التي توصّل إليها التقرير، تبيَّن أنَّ الانتشار الأكبر للسُمنة في العالم يوجد في العديد من دول جزر المحيط الهادئ، بما في ذلك 38% بين الأطفال بسنّ 5-19 سنة في نيوي، و 37% في جزر كوك، و 33%في ناورو. وهذه المستويات المرتفعة – التي ازدادت بمقدار الضعفين منذ عام 2000 – مدفوعة إلى حدّ كبير بالتحول من الأنماط الغذائية التقليدية إلى الأغذية المستوردة الرخيصة الكلفة والغنية بالطاقة.

وفي الوقت نفسه، تظل عدة بلدان مرتفعة الدخل تشهد مستويات عالية من السُمنة، مثلاً يعاني 27% من الأطفال بسنّ 5-19 في شيلي من السُمنة، و 21% في الولايات المتحدة الأميركية، و 21 في الإمارات العربية المتحدة.

وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف، كاثرين راسل، "عندما نتحدّث عن سوء التغذية، ما عدنا نتحدث عن نقص الوزن بين الأطفال، فقد باتت السُمنة شاغلاً متزايداً يمكن أنْ يؤثر على صحة الأطفال ونمائهم. وقد أصبحت الأغذية فائقة المعالجة تستبدِل، وباطّراد، الفواكه والخضروات والبروتينات في الوقت الذي تؤدي فيه المغذيات دوراً حيوياً في نماء الأطفال وتطورهم الإدراكي وصحتهم العقلية".

وبينما يظل نقص التغذية – من قبيل الهزال وتوقف النمو – شاغلاً كبيراً بخصوص الأطفال دون سنّ الخامسة في معظم البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل، إلّا أنَّ انتشار زيادة الوزن والسُمنة أخذ يزداد بين الأطفال في سنّ الدراسة وبين المراهقين.

ووفقاً لأحدث البيانات المتوفرة، يعاني 1 من كل 5 أطفال ومراهقين بسنّ 5-19 سنة – أي ما يعادل 391 مليوناً – من زيادة الوزن، ومن بينهم نسبة كبيرة يُصنفون بأنهم يعانون من السُمنة.

ويُعتبر الطفل مصاباً بزيادة الوزن عندما يكون وزنه يتجاوز بشكل ملحوظ الوزن الذي يُعدُّ وزناً صحياً بحسب العمر والجنس والطول. أمّا السُمنة فهي شكل شديد من أشكال زيادة الوزن وتؤدي إلى خطر أكبر بالإصابة بمقاومة الإنسولين وارتفاع ضغط الدم، إضافة إلى أمراض تهدِّد الأرواح في مرحلة لاحقة من الحياة، بما في ذلك السكري من النمط 2، وأمراض القلب والأوعية، وأنواع معيّنة من السرطان.

ويُحذِّر التقرير من أنَّ الأغذية فائقة المعاجة والوجبات السريعة – الغنية بالسكر، والنشاء المكرر، والملح، والدهون، ومواد مُضافة غير صحية – تعيد تشكيل الأنماط الغذائية للأطفال من خلال البيئات الغذائية غير الصحية، وليس بسبب الخيارات الفردية. فهذه المُنتجات تهيمن على المتاجر والمدارس، فيما يتيح التسويق الرقمي لشركات الأغذية والمشروبات إمكانية وصول قوية إلى جماهير اليافعين.

فعلى سبيل المثال، أجرت اليونيسف استطلاعاً عالمياً في العام الماضي عبر منصة "يو-ريبورت" شارك فيه 64,000 يافع ويافعة بسنّ 13-24 سنة ينحدرون من أكثر من 170 بلداً، وقال 75 من المشاركين إنهم رأوا إعلانات حول مشروبات سكّرية أو وجبات خفيفة أو وجبات سريعة خلال الأسبوع الماضي، فيما قال 60% من المشاركين إن الإعلانات زادت رغبتهم في تناول تلك الأغذية. وحتى في البلدان المتأثرة بالنزاعات، قال 68% من اليافعين إنهم يرون هذه الإعلانات.

ومن دون تدخلات لمنع زيادة الوزن والسُمنة بين الأطفال، قد تواجه البلدان تأثيرات صحية واقتصادية تستمر مدى حياة الأفراد، وتصل كلفة هذه التأثيرات في البيرو، مثلاً، 210 بلايين دولار، وذلك بسبب المشاكل الصحية المرتبطة بالسُمنة. وبحلول عام 2035، من المتوقع أن يتجاوز التأثير الاقتصادي لزيادة الوزن في العالم 4 تريليونات دولار سنوياً.

ويسلِّط التقرير الضوء على خطوات إيجابية اتخذتها الحكومات. فمثلاً، منعت حكومة المكسيك مؤخراً بيع وتوزيع الأغذية فائقة المعالجة والمواد الغنية بالملح والسكر والدهون في المدارس الحكومية، مما يترك تأثيراً إيجابياً على البيئات الغذائية لأكثر من 34 مليون طفل. ويُذكر أن المكسيك تعاني من انتشار السُمنة بين الأطفال والمراهقين، لا سيما أن 40% من الاستهلاك اليومي للسعرات الحرارية للأطفال يأتي من المشروبات السكّرية والأغذية فائقة المعالجة.

ومن أجل إحداث تحوّل في البيئات الغذائية وضمان إمكانية حصول الأطفال على أنماط غذائية مغذية، تدعو اليونيسف الحكومات، والمجتمع المدني، والشركاء، إلى القيام سريعاً بما يلي:

وتنفيذ سياسات إلزامية شاملة لتحسين البيئات الغذائية للأطفال، بما في ذلك توسيم الأغذية، ووضع قيود على تسويق الأغذية، وفرض ضرائب على الأغذية غير الصحية وتوفير دعم للأغذية الصحية.

وتنفيذ مبادرات للتغيير الاجتماعي والسلوكي تمكِّن الأسر والمجتمعات المحلية من المطالبة ببيئات غذائية أكثر صحية.
حظر تقديم أو بيع الأغذية فائقة المعالجة والأغذية غير الصحية في المدارس، ومنع تسويق الأغذية غير الصحية في المدارس ومنع رعاية الأنشطة المدرسية من قبل الشركات المنتجة للأغذية غير الصحية.

وضع ضمانات قوية لحماية عمليات صنع السياسات العامة من تَدخُّل شركات الأغذية فائقة المعالجة.

تعزيز برامج الحماية الاجتماعية لمعالجة فقر الدخل وتحسين إمكانية الوصول المالي إلى الأنماط الغذائية الصحية للأسر المستضعفة.

وقالت راسل، "لقد بدأنا نلاحظ العبء المزدوج لسوء التغذية في العديد من البلدان – وجود توقف النمو والسُمنة في آنٍ معاً. وهذا يتطلب القيام بتدخلات مُستهدَفة. يجب أن تتوفر الأغذية المغذية والميسورة الكلفة لكل طفل لدعم نمائه وتطوره. ونحن بحاجة ماسّة إلى سياسات تدعم الوالدين والقائمين على رعاية الأطفال ليتمكنوا من الحصول على أغذية مغذية وصحية لأطفالهم".

المملكة