سندويتشات شبابية - تليجراف الخليج

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: سندويتشات شبابية - تليجراف الخليج اليوم الأربعاء الموافق 10 سبتمبر 2025 04:46 مساءً

 

كتبت مرارًا أن أحدًا ما لم يبذل جهدًا منظمًا لبناء الشباب، وأن معظم الجهود كانت شكلية واستعراضية، حتى إن بعض المسؤولين كان يعتقد أن مهمة المؤسسات الشبابية هي في إرسال برقيات شكر، وتأييد للمسؤولين، وأذكر أن أحد مسؤولي الشباب أقسم في حديث تلفزيوني أن شبابنا نظموا "لافتة" تأييد طولها اثنا كيلومتر، وبمبادرة منهم، ودون تدخّل من أي مسؤول. وهكذا بنت وزارة الشباب ثقافتها عبر تجلياتها في مجالس، أو مسمّيات ثقافة استغلال الشباب كونها أدوات استعراضية واستهلاكية ، دون أي جهود بنائية مع استثناءات نادرة جدّا

(١)

مسؤولو الشباب

ربما تفرّد مسؤولو الشباب من وزراء، ورؤساء مجالس، بأنهم ليسوا من ذوي الاهتمامات المسبقة بالشباب، واستراتيجيات بنائهم، فلم يعرف عنهم أي نشاط شبابي قبل تسلمهم مسؤوليات بناء شبابنا حتى على مستوى عضو في فريق كشافة المدرسة. ولذلك وجدوا أنفسهم فجأة أمام مسؤليات ليست من اهتماماتهم، فانحازوا إلى الرياضة.

وهكذا بقي الشباب على أحوالهم

دون وجود أي برنامج شامل لبنائهم.

(٢)

الخطاب الشبابي العبثي

تقدم مسؤولو الشباب بخطاب تقليدي مثل؛ الشباب أمل الأمة،

الشباب هم المستقبل، شباب اليوم هم قادة الغد، وهكذا..

فليس هناك خطاب تربوي بنائي،

وربما لم تنتج مؤسسات الشباب

المنتشرة في معظم جغرافية الوطن لاعبًا، أو شاعرًا، أو عازفًا، أو حتى من الحفّاظ العشرة في التوجيهي. كما لم تنتشر فِرَق فنية، أو رياضية، أو أدبية، أو بيئية نابعة من اهتمام رسمي من مؤسسات الوزارة العديدة.

(٣)

الاستماع إلى الشباب

خطابنا التقليدي إلى الشباب، كان خطابًا استعلائيًا ، بأسلوب النخوة الوطنية، على طريقة: "الله حيّهم"؛ ولذلك استخدمنا أسلوبي

الحديث إلى الشباب، والحديث عن الشباب، ولم نتعدّ ذلك للاستماع إلى الشباب، وهكذا بقي الشباب في وادٍ غير ذي ثقافة، وغير ذي تمكين! حفزنا همم الشباب لدعم الوطن بأساليب تميل إلى المظهرية، فبقيت حاجات الشباب مجهولة للمسؤولين. وبدلًا من أن يسير المسؤول وراء الشباب بقي فوق الشباب.

كتبت مرارًا أن طفرة في ذهن وزير شبابي عابر أنتجت منهاجًا لبناء الشباب، لم يهتم به أحد من خلفائه حتى الآن! وما زال المنهاج الشبابي في الوزارة رهين المحبسين: محبس اللامبالاة، ومحبس "شو دخلني" هذا من صناعة غيري!

لم نشهد مبادرات استماع للشباب، ولا أي برامج بنيت وفق ذلك!

(٤)

ما لا يعرفه الشباب

درس الشباب في مدارس وجامعات، وتثقفوا عبر مناهج مختلفة، درسوا التاريخ، والمؤسسات الرسمية، والثقافة الوطنية. ولذلك فإن وزارة الشباب، وغيرها من المؤسسات الشبابية معنية بتلبية حاجات الشباب من غير تلك التي قدمتها المدارس والجامعات، وهذا لا يتم دون الاستماع إليهم، ودون أن يسهموا في وضع برامجهم الخاصة. هناك دراسات، ومؤشرات تفيد بأن الشباب يحتاجون مهارات الحياة المعاصرة، والمستقبلية. وهذا يدفعنا للقول:

بأن المؤسسات الشبابية مدعوة لتعليم الشباب ما لم يتعلموه، وليس عن طريق التكرار السطحي لما يعرفونه!

(٥)

وزراء ... ذهب مع الريح!

كالعادة وزراء الشباب لم يكونوا معروفين بفلسفاتهم الشبابية قبل اكتشاف الدولة لمواهبهم، ولذلك غادروا بعيدًا عنها بعد إتمام واجباتهم الشبابيّة.

ولذلك اختفى وزراء الشباب بعد خروجهم، ولم يعثر على معظمهم .

ولذلك خرجوا ولم يعودوا وباعتقادي لن يدوّروا؛ لأنهم في عداد الغائبين، أو عداد العابرين.

وحسب قوانين التربية، يرسب كل من تجاوز غيابه الأيام المطلوبة!

فهمت عليّ جنابك؟!!

نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.