نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: قطر اليوم وأنتم غدا: نداء استيقاظ للأمة! - تليجراف الخليج اليوم الأربعاء الموافق 10 سبتمبر 2025 12:49 صباحاً
كتب عوني الرجوب *
العدوان الإسرائيلي على قيادة حماس في قطر ليس مجرد محاولة اغتيال، بل جريمة سياسية مكتملة الأركان، مرسومة بدقة وبدعم أمريكي صارخ. قيادات المقاومة جُمعت في مكان واحد ليس للحوار أو التفاوض، بل ليكونوا هدفًا مباشرًا للتصفية، فيما كانت مطالب ترامب بتسليم الأسرى مجرد حيلة خسيسة لاستدراجهم وتهيئة الطريق لقصف غزة بكل وحشية.
المفاوضات التي يجري الترويج لها ليست إلا خدعة لإخفاء نية الاحتلال الحقيقية. فإسرائيل لا تفاوض إلا لتخدع، وأي مرونة تظهرها هي مجرد غطاء لتحسين صورتها أو لتحقيق مكاسب مؤقتة، دون التخلي عن أهدافها الاستراتيجية. التاريخ يشهد أن كل حديث عن سلام أو تفاوض لم يكن سوى وسيلة لتأجيل الرد الحقيقي وكسب الوقت لإعداد الهجوم.
أين العرب؟ أين المواقف الجادة؟ الصمت العربي اليوم يمنح الاحتلال الضوء الأخضر لاستمرار جرائمه بلا رادع.
بيانات الشجب والاستنكار لم تعد سوى كلمات فارغة، تُسجَّل على الورق دون أي أثر على أرض الواقع. الحقيقة الصادمة أن لا دولة عربية في مأمن، ولا أي قيادي فلسطيني بأمان، إذا لم يتحرك العرب بجدية ويشكلوا موقفًا موحدًا يفرض كلفة على الاحتلال ويوقف التواطؤ الأمريكي. فخلال 24 ساعة قصفت إسرائيل خمس دول عربية وباستهتار واستقواء! فأين انتم ؟؟
غزة اليوم هي الحصن الأخير للأمة، ساحة الصمود التي تحدد مصير كل الدول العربية. إذا سقطت غزة، فلن تنجو أي دولة عربية، ولن يكون أمام العرب سوى مشاهدة الخراب.
الصمت ليس خيارًا، ولا التأجيل أمانًا. ساعة الصفر يجب أن تُعلن الآن، بموقف عربي جماعي وحاسم، قبل أن تصبح كل عاصمة عربية هدفًا مباشرًا للصواريخ والاعتداءات.
العدوان على قطر هو رسالة صارخة لكل العرب: قطر اليوم… وغدًا أنتم.
فإسرائيل لا تعرف إلا لغة القوة، وأمريكا تمنحها الغطاء الكامل لتنفيذ أبشع الجرائم. من يظن أن المسافة الجغرافية تحميه فهو واهم، ومن يكتفي بالكلام فهو شريك في الجريمة بصمته. الصواريخ ستطال دولة تلو الأخرى، ولن يكون هناك مأمن إلا بالتحرك الموحد، الفعل الحقيقي، والضغط الجاد لدعم المقاومة وحماية الأمة.
الحذر… الحذر من إسرائيل، فهي لا تعرف إلا لغة القوة. الحذر… الحذر من صمت العرب، من أن يكون شراكة في الجريمة وخيانة للأمة والتاريخ.
إن لم تنهض الأمة اليوم، فلن يكتب عنها سوى أسطر في مزبلة التاريخ، وسيصبح الصمت عنوانًا لخيانة الشعوب وأوطانها.
الأمة العربية أمام خيار واحد: الوحدة الآن، إعلان ساعة الصفر، والوقوف بحزم لحماية غزة والأرض الفلسطينية والمستقبل العربي، أو مواجهة المصير المحتوم، حيث لا نجاة ولا حماية إلا لمن اتخذ القرار وأوقف العدوان قبل فوات الأوان.
* باحث وكاتب سياسي
نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.