الفريق العدوان يكتب عن: سلاح الحرب بين الماضي والحاضر..! - تليجراف الخليج

نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: الفريق العدوان يكتب عن: سلاح الحرب بين الماضي والحاضر..! - تليجراف الخليج اليوم الثلاثاء الموافق 9 سبتمبر 2025 11:52 مساءً

كتب الفريق ركن متقاعد موسى العدوان - 

 

نشاهد على شاشات الفضائيات هذه الأيام، تصريحات وأحاديث بعض كبار المسؤولين الأردنيين، وهم يردون بها على رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، حول تمسكه برؤيته التلمودية لإسرائيل الكبرى.

وردود مسؤولينا تبعث على الأسى والاستغراب، لأنها تقتصر على الكلام وتفتقر لردّ فعل عملي، يواجه الخطر الوشيك. بعكس تصريحات مسؤولي العدو الذين لا يطلقون تصريحاتهم جزافا، بل إنهم يعلنون بها عن خططهم التوسعية القادمة، ويسعون لتنفيذها عندما تحين الفرصة المناسبة.

شاهدنا أحد كبار المسؤولين مؤخرا، يتحدث على إحدى الشاشات الفضائيات، مؤكد للمذيع وللمشاهدين، أن الأردن قادر على مواجهة العدو الإسرائيلي في حالة مهاجمتنا، وبين أسبابه مستشهدا بمعارك اللطرون قبل 77 عاما، عندما كانت القوات اليهودية أضعاف القوات الأردنية، ولكن قواتنا رغم قلة عددها، تغلبت عليها ودحرته موقعة به عددا كبيرا من الخسائر.

وكذلك في معركة الكرامة قبل 57 عاما، حيث أجبرت قواتنا بتسليح بسيط وبعد هزيمة 67 تمكنت من دحر العدو وإجاره على الانسحاب من أراضينا، بعد أن تكبد خسائر فادحة. وأضاف بأن الأردن قوي ولديه جيش كفؤ، وأن الأردنيين كلهم جيش إلى جانب الجيش، ومستعدون لمواجهة العدو موضحا أسبابه.

وهذا كلام جيد يرفع معنويات المواطنين. فالأردنيون شجعان ومؤمنون ببلدهم ونظامهم ويدافعون عنه بأرواحهم. ولكنهم يحتاجون بجانب ذلك، إلى تنظيم وتدريب وتسليح. فحرب الماضي كانت متقاربة بنوعية المعدات والسلاح، وتعتمد على كفاءة الجندي والقائد في ساحة القتال. أما اليوم فإنها أصبحت أكثر تعقيدا، واعتمادا على امتلاك القوات للطائرات المقاتلة، الطائرات المسيّرة، الصواريخ بمختلف انواعها ومدياتها، أسلحة الدفاع الجوي، أسلحة مقاومة الدروع، وأخيرا الاستخبارات الدقيقة من خلال الأقمار الصناعية والوكالات الأخرى.

وإذا ما نظرنا إلى عدونا، سنجد أنه يمتلك قوة عسكرية كبيرة، مزودة بكل وسائل الحرب الحديثة، تسندها قوة احتياطية كبيرة ومدربة، يعرف كل واحد منها موقعه في وحدته العسكرية، وأسلوب دعوته للخدمة، إضافة لمجتمع متعسكر، تُفرض فيه الخدمة الإلزامية في الجيش على الشاب لمدة 30 شهرا، وعلى الفتاة 18 شهرا. بينما يفتقد مجتمعنا لهذه الميزة، واكتفينا حديثا بتدريب الشباب لثلاثة أشهر اعتبارا من العام القادم، بمعل 6000 متدرب كل عام دون خبرة ميدانية.

يُقال في الأمثال العسكرية : " إذا أردت السلام فاستعد للحرب ". وإذا أردنا تطبيق هذا المثل والفاع عن وطننا عمليا وليس كلاما، فعلينا اتباع الخطوات التالية على الأقل :

1. خدمة العلم يجب أن لا تقل عن 12 شهرا في الميدان، لاكتساب نوع من الخبرة القتالية.

2. تنظيم المتقاعدين العسكريين القادرين على العمل، في فرق صغيرة ضمن حدود مناطقهم، من الجيش والأمن العام حسب تخصصاتهم.

3. إعادة تشكيل وتنظيم الجيش الشعبي، وتدريبه على شيء من حرب العصابات، واصطياد جنود العدو ودباباته.

4. تجميع الأسلحة المخصصة لمقاتلي الجيش الشعبي، في مستودعات قريبة في بلداتهم، يمكن توزيعها عليهم عند الحاجة.

5. إيجاد وسائل لدعوتهم للخدمة استعدادا لمواجهة الخطر، وللاتصال فيما بينهم.

6. تزويد القوات المسلحة بالاسلحة المتطورة من طائرات مسيرة وصواريخ مختلفة ضد الجو والأرض من مختلف العيارات والمديات،

أحاديث السياسيين وتصريحاتهم هذه الأيام، تذكرني بالقصة التالية :

" عندما جاء نابليون إلى مصر فاتحا في عام ،1789 وهو يحمل معه خططه العسكرية الحديثة، قابله المماليك في معركة إمبابة بسيوفهم الصقيلة، وهم واثقون من النصر عليه. فكان كل واحد منهم يلبس الطاس والدرع على الطريقة القديمة، وهو شامخ يأنفه يظن أنه سينتصر اليوم كما انتص بالأمس على حشود الفلاحين والمساكين.

وأخذت الخيول تصهل والسيوف تلمع والغبار يثور مالئا الساحة، فخُيل إليهم أن نابليون " الكافر القزم " سينهزم أمام شجاعتهم النادرة، وعقيدتهم الجبّارة. أما نابليون فكان في تلك الساعة هادئا، وقد وضع بين يديه ورقة يتأمل فيها. لقد كان يضع خطة في المناورة والتطويق. إنه يرسم خطة هنا ويضع نقطة هناك، كأنه كان يلعب الشطرنج أو يفتح الفال لبنات الجيران.

وما هي إلاّ لحظة من لحظات التاريخ الحاسمة، حتى وجدنا فرسان المماليك صرعى على الأرض، بجلابيبهم الفضفاضة وشواربهم الطويلة. فلم ينقصهم آنذاك حماسة أو شجاعة أو ينقصهم هتاف. . !

وفي الختام أقول : أرجو أن لا نخدع أنفسنا بالكلام الحماسي من قيل بعض السياسيين لرفع المعنويات دون فعل، لنجد أنفسنا وقت الامتحان، بأننا أضعنا الفرصة ولم نستعد لساعة الخطر. وهنا أكرر قولي السابق : " حذارِ أن ينام الأردن والخطر مستيقظ، يحيط بنا من الغرب والشمال".

اللهم اشهد أني بلّغت . . !

نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.