نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: الجاسوس الذي يسكن الهواتف.. هذا التطبيق خطير - تليجراف الخليج اليوم الثلاثاء 9 سبتمبر 2025 11:38 مساءً
متابعات- تليجراف الخليج
كشف تقرير لموقع “بوليتيكو” الأميركي، أن تطبيق المراسلة الروسي “ماكس”، الذي اعتمدته موسكو كبديل لتطبيقات مثل واتساب وتيليغرام، بات أداة بيد السلطات الروسية للتجسس على المستخدمين والتحكم في بياناتهم، إضافة إلى عزلهـم عن شبكة الإنترنت العالمية. وأوضح التقرير أن الحكومة الروسية تدفع مواطنيها لاستخدام التطبيق الجديد، في إطار إستراتيجية أوسع للسيطرة على فضاء الإنترنت الداخلي.
ثغرات أمنية خطيرة
وأشار التقرير إلى أن التطبيق يفتقر إلى خاصية التشفير من طرف إلى طرف، ما يتيح للسلطات الوصول المباشر إلى معلومات المستخدمين. وتشمل هذه البيانات سجلات الدردشة، وقوائم جهات الاتصال، والصور، وبيانات المواقع الجغرافية. ووفق ما نقله “بوليتيكو”، فإن سياسة الخصوصية الخاصة بـ “ماكس” تنص صراحة على منح الجهات الرسمية حق الاطلاع على كل المعلومات. وقال ميخائيل كليماريف، رئيس جمعية حماية الإنترنت الروسية في المنفى، إن “المطورين يعترفون بأنهم سيعطون كل شيء للسلطات”. وأضاف أن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي سيكون على دراية تامة بأي نشاط داخل التطبيق.
تسجيل معقد وضغط رسمي
يتطلب التسجيل في تطبيق “ماكس” استخدام رقم هاتف روسي أو بيلاروسي، بالإضافة إلى بطاقة هوية حكومية، وهو ما يعكس الطبيعة الرقابية الصارمة التي تحكم المنصة. ورغم ذلك، أعلن التطبيق أن قاعدة مستخدميه ارتفعت بشكل لافت من مليون في يونيو الماضي إلى 30 مليون مستخدم مع بداية سبتمبر الجاري. ومع ذلك، يظل واتساب على رأس قائمة تطبيقات المراسلة الأكثر شعبية في روسيا بـ 96 مليون مستخدم، يليه تيليغرام بـ 90 مليونا، بحسب بيانات “بوليتيكو”.
دعم حكومي وتشريعات جديدة
وفي يونيو الماضي، وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قانونا يلزم بإنشاء تطبيق مراسلة وطني، وأسند المهمة إلى شركة “فاي كاي” الروسية لتطويره. كما أصبح من الإلزامي منذ بداية سبتمبر تثبيت التطبيق مسبقا على جميع الهواتف الجديدة التي تُباع داخل روسيا. وفي الوقت ذاته، فرضت وكالة الاتصالات الروسية “روسكومنادزور” قيودا على خدمات واتساب وتيليغرام، من بينها حجب المكالمات الصوتية. واعتبرت شركة “ميتا” المالكة لواتساب، أن هذه الإجراءات تمثل “انتهاكا صريحا لحق الناس في التواصل الآمن”.
تناقض في تصريحات الكرملين
ورغم هذه القيود، صرح المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن واتساب وتيليغرام يجب أن يستمرا كمنافسين لتطبيق “ماكس”، ما أثار جدلا حول مدى شفافية الخطاب الرسمي. وبينما تؤكد السلطات على مبدأ “التنافس”، يرى خبراء أن الهدف الحقيقي يكمن في تقليص الاعتماد على التطبيقات الأجنبية وتعزيز الرقابة الداخلية.
السيطرة على الفضاء الرقمي
اعتبر التقرير أن “ماكس” يمثل أحدث خطوة في مشروع الرئيس بوتين لبناء “جدار ناري روسي” على غرار ما قامت به الصين. فمنذ اندلاع الحرب في أوكرانيا في فبراير 2022، شدد الكرملين قبضته على النشاطات المناهضة للحرب على الإنترنت، وأغلق آلاف المواقع المعارضة.
آراء خبراء وتقارير أمنية
قال سيركيس داربينيان، المؤسس المشارك لمجموعة حقوق الإنترنت، إن “ماكس” هو “الحجر الأخير في مشروع السيطرة الكاملة على الإنترنت الروسي”. وأضاف: “الكرملين لا يحاول فقط مراقبة منصات التواصل العامة، بل يريد التحكم في التواصل الخاص بين المواطنين”. ووصف التطبيق بأنه “جاسوس في جيبك”. وبدوره، حذر خبراء أمنيون من أن التطبيق لا يمنع السلطات من الاطلاع على كل تفاصيل المستخدم، بما في ذلك الرسائل المحذوفة ومسودات الرسائل غير المرسلة، وهو ما يفتح الباب أمام مستوى غير مسبوق من المراقبة الرقمية.
إتبعنا
نشكركم على القراءة، ونتطلع لمشاركتكم في مقالاتنا القادمة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات.