أعلنت مدارس خاصة في الدولة فتح باب الترشح لعضوية مجالس أولياء الأمور، ودعت ذوي الطلبة، ممن يرون أنفسهم قادرين على تمثيل أولياء الأمور والمجتمع ونقل أصواتهم وتأدية دورهم المهم في تطوير العملية التعليمية، إلى المبادرة في التسجيل.
وأكّد تربويون أن السنوات الماضية شهدت عزوفاً من ذوي الطلبة عن التسجيل في مجالس ومنتديات أولياء الأمور، أو حضور الاجتماعات المدرسية لذوي الطلبة، ووصفوها بـ«البرلمانات التربوية المعطلة»، على الرغم من أهمية الدور المنوط بها في تعزيز التواصل مع المجتمع المدرسي.
وتفصيلاً، تسلّم ذوو طلبة في مدارس مختلفة: محمد جلال وأيمن ريحان وسها عنتر ودلال سمير، إشعارات من مدارس أبنائهم، للإعلان عن فتح باب الترشح لعضوية مجالس أولياء أمور، والإسهام في إثراء العملية التعليمية من خلال تمثيل ذوي الطلبة ورفع آرائهم ومقترحاتهم وتقديم المساندة اللازمة للإدارات المدرسية، للارتقاء بمستوى العملية التعليمية والتربوية، باعتبارهم أحد أهم العناصر في المنظومة التعليمية إلى جانب تفعيل التعاون بين أولياء الأمور والمدرسة، لإثراء خبرات الطلبة في المجالات المختلفة.
وأشارت الرسائل إلى أن الترشح يتطلب الالتزام بحضور اجتماعين على الأقل لكل فصل دراسي.
وأكّد معلمون وذوو طلبة ضرورة تفعيل دور مجالس الآباء في المدارس، والقيام بالتوعية الإعلامية لأولياء الأمور بأهمية دور هذه المجالس في خدمة العملية التربوية، إضافة إلى تخصيص ميزانية خاصة بها، لتنفيذ المشاريع والبرامج، وتحقيق الأهداف المرجوة، فضلاً عن تخصيص حوافز تشجيعية للكفاءات الفاعلة من الأعضاء، لدعم العملية التعليمية، وتحفيز ذوي الطلبة على المشاركة الإيجابية.
وشددوا على أن تفعيل دور مجالس أولياء الأمور يتطلب إدارة مدرسية قوية، تؤمن بأهميتها ودورها كهمزة وصل بين ذوي الطلبة وإدارة المدرسة، وأن تكون هذه الإدارة قادرة على مناقشة وتنفيذ خططها وتوصياتها، مشيرين إلى أن تراجع دور مجالس أولياء الأمور وعدم الاهتمام بها من الجانبين (الإدارة المدرسية وذوو الطلبة) يعود إلى أخطاء تراكمية تسببت في انتشار أفكار مسبقة عنها، بأنها مجرد ديكور ولا دور لها على أرض الواقع، واجتماعاتها هدفها استعراض فعاليات وبرامج المدارس فقط، داعين إدارات المدارس إلى مراجعة سياساتها، وتفعيل قنوات التواصل بين البيت والمدرسة، لتكون مجالس أولياء الأمور هي صوت المجتمع المسموع لدى المدرسة، والعكس أيضاً، حيث يمكن أن تكون قناة إعلامية للمدرسة، لعرض أفكارها وبرامجها في المجتمع المحلي المحيط بها.
وأشار المعلمون: وسيم فاروق وأحمد حربي وخالد العوضي وفاطمة سيف وهيا أبوالعلا، إلى أهمية مواجهة ظاهرة عزوف ذوي الطلبة عن حضور الاجتماعات والأنشطة التي تُنظّمها المدارس، وضعف متابعتهم لمسيرة أبنائهم في المدرسة، الذي يظهر من خلال قلة عدد أولياء الأمور الذين يحضرون اجتماعات مجالس الآباء العامة، حيث لا تزيد نسبتهم على 20% من عدد الطلبة المسجلين في المدرسة.
وأكّدوا أن ولي الأمر لا يراجع المدرسة إلا في حالة وجود مشكلات لابنه، على الرغم من أهمية التواصل المستمر بين أولياء الأمور وإدارات المدارس، للاطلاع على نقاط القوة والضعف لدى الطالب، الأمر الذي يساعد في تحسين مستويات الطلبة التعليمية والتربوية.
وقالوا: «تكمن أهمية مجالس الآباء والمعلمين في الإيمان بدور ولي الأمر تجاه أبنائه علمياً وأخلاقياً ومتابعتهم المباشرة، لرفع مستواهم التحصيلي، كما أن مجالس الآباء والأمهات في حال تفعيلها بطريقة صحيحة، ستكون خير داعم للمدرسة، وحلقة وصل مع المجتمع المحلي»، مشيرين إلى أن أسباب عزوف بعض الآباء عن حضور الاجتماعات تتمثّل في عدم التفرغ، وعدم وجود إلزامية أو حوافز للحضور، إضافة إلى قلة الوعي بأهمية التعاون بين الوالدين والمدرسة من أجل رفع التحصيل الدراسي للأبناء.
وأكّدوا أهمية قيام مجالس أولياء الأمور أو مجالس الآباء بالدور المنوط بها، كونها «برلمانات تربوية تحتاج إلى التفعيل، وأن تقوم الإدارات المدرسية بتشجيعها على القيام بدورها، لأن الطالب عندما يجد دعماً من المدرسة وولي الأمر والمعلم يستطيع إنجاز أي مهام توكل إليه، ما يعود بالنفع على المجتمع ككل».
وأشار المعلمون إلى تحديات تواجه القائمين على مجالس أولياء الأمور، تتركز في عدم اعتماد آلية لتطبيق مبادرات المجلس وبرامجه، وعدم تعاون ذوي الطلبة من الآباء والأمهات، وعزوفهم عن المشاركة في اللقاءات والندوات وحضور اللقاءات الجماعية والتوعوية التي تحددها المدارس لخدمة أبنائهم، فضلاً عن عزوف بعض المعلمين عن الاجتماع مع أعضاء المجالس الطلابية، بسبب ضغوط العمل، وكثافة الجداول الدراسية، إضافة إلى غياب الدور الإعلامي الذي يسهم في نشر الوعي بأهمية دور مجالس الآباء بالمدارس.
وعزا ذوو طلبة: كرم البلوشي وشريف عبدالله وخالد سالم وفرح ناصر وهند منصور ويمنى جعفر، عزوف العديد من أولياء الأمور عن حضور المجالس وفعالياتها المختلفة، إلى كونها شكلية، ولا تملك أي سلطة تُمكنها من إلزام المدرسة بالأخذ بمخرجات اجتماعاتها، ما يجعل اجتماعاتها مجرد «لقاء بروتوكولي»، إضافة إلى أنها في الأغلب تتسم بـ«الشللية» بين الأعضاء أنفسهم نظراً إلى اختلاف الثقافات ومحاولة بعض الأعضاء التقرب إلى الإدارة المدرسية أملاً في مكاسب شخصية.
وأكّدوا ضرورة وجود رقابة على المدارس، لضمان تفعيل مجالس أولياء الأمور أو الالتزام بعقد جلساتها والأخذ بمقترحاتها ومطالب أعضائها، لافتين إلى أن ما يزيد من تهميش المجالس، عدم وجود ميزانية مخصصة لها، تمنحها آلية لتنفيذ أي مبادرة أو مقترح يخلص له الأعضاء، ما يحولها إلى مجلس صوري، أو ديكور لاستكمال المتطلبات المفروضة على المدارس.
وحدد ذوو طلبة أبرز أسباب العزوف عن حضور اجتماعات أولياء الأمور، وشملت: اقتناع معظمهم بعدم جدوى الاجتماعات، وضعف تواصل المدارس معهم، إضافة إلى عدم مناسبة توقيت الاجتماع مع دوامهم اليومي، مشيرين إلى أن التواصل حالياً بين المدرسة وذوي الطلبة لا يخرج عن إطار رسائل البريد الإلكتروني المتبادلة بين الطرفين.
وأكّدوا أهمية تدعيم سبل التواصل بينهم وبين المدرسة خلال العام الدراسي الجاري، وبناء علاقات إيجابية بين الجانبين، إضافة إلى إيجاد الفرص والبرامج والمناسبات التي تجعلهم مشاركين حقيقيين في الأنشطة المدرسية، من خلال منح مجالس الآباء المدرسية صلاحيات أوسع، وإتاحة المجال أمامهم للعمل التطوعي في المدرسة، ومساعدتهم على متابعة إنجازات أبنائهم داخل المدرسة.
في المقابل، ألزمت دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي، المدارس الخاصة، بدءاً من العام الدراسي الجاري، بحوكمة مشاركة ذوي الطلبة، بحيث يكون لدى المدارس مجلس أمناء يشمل ممثلاً واحداً على الأقل من أولياء الأمور وله حق التصويت، وفقاً لسياسة الحوكمة في المدارس.
ويتوقع من أولياء الأمور الأعضاء تمثيل مصالح مجموعة أولياء الأمور وليس مصالحهم الشخصية أو مصالح أطفالهم الخاصة، كما يجب أن يكون لدى المدارس ممثل واحد على الأقل لكل صف، ليكون حلقة الوصل بين المعلمين وأولياء الأمور.
وأكّدت الدائرة «في السياسة الجديدة لمشاركة أولياء الأمور» ضرورة تأسيس المدارس لجنة لأولياء الأمور، لتمثيل أولياء الأمور بأي شكل تختاره المدرسة، مثل مجلس استشاري لأولياء الأمور بتمثيل عالي المستوى (يقدم المشورة لمجلس الأمناء بشأن المسائل ذات الصلة باستراتيجية وعمليات المدرسة)، أو مجلس أولياء الأمور، أو جمعية أولياء الأمور والمعلمين، التي تعمل وسيطاً بين أولياء الأمور والمدارس، والمسؤولة عن مشاركة أولياء الأمور في المدرسة.
كما يجب أن يحصل أولياء الأمور على فرصة للمشاركة في لجنة الهوية الوطنية المدرسية.
وشددت على ضرورة قيام المدارس بتوفير الدعم لمجلس أولياء الأمور (المجلس الاستشاري، الجمعية الاجتماعية) والتعاون النشط معه، لتشجيع مشاركة وتفاعل أولياء الأمور وفقاً لسياسة الدائرة للحوكمة في المدارس.
وقالت إن المدارس التي لا تملك مجلساً لأولياء الأمور يجب عليها أن تطبق استراتيجيات لحث أولياء الأمور على تشكيل مجلس لهم.
مبادرة «أهتم»
أطلقت كلية الإمارات للتطوير التربوي مبادرة «أهتم» المجتمعية، لتعزيز مشاركة الوالدين في العملية التعليمية، ما يُسهم في تحقيق التلاحم المجتمعي وبناء مجتمع متماسك ومزدهر، انسجاماً مع إعلان عام 2025 عام المجتمع في دولة الإمارات، وإيماناً بأهمية دور الوالدين في تعزيز الترابط الأُسري، ودفع عجلة النمو التعليمي لأبنائهم الطلبة، مشيرة إلى أن «أهتم» تسعى إلى تقوية التعاون بين الأسرة والمدرسة، وتعزيز فاعلية العملية التعليمية من خلال تمكين الوالدين من أداء دور حيوي داعم في مسيرة تعلُّم أبنائهما، لتحفيز تميُّزهم الأكاديمي وتنميتهم الشاملة وإحداث أثر إيجابي مستدام في الأسرة الإماراتية والمجتمع، حيث تقدِّم المبادرة أدوات وممارسات تُمكِّن الوالدين من أداء هذا الدور عبر مجموعة من الأنشطة التفاعلية وورش العمل والموارد التعليمية المتخصِّصة.
طرق التواصل
دعت دائرة التعليم والمعرفة ذوي الطلبة إلى تحديد مدى رضاهم عن تواصل المدارس معهم عبر ثماني وسائل للتواصل، بهدف دعم وتعزيز آلية التواصل خلال العام الدراسي المقبل، مشيرة إلى تشجيع المدارس على التواصل الفعّال معهم، من خلال مجموعة من فرص المشاركة في جوانب الحياة المدرسية.
وشملت طرق التواصل، التي حددتها الدائرة، الرسائل النصية القصيرة، ووسائل التواصل الاجتماعي، ورسائل البريد الإلكتروني، وتطبيق أو بوابة أولياء الأمور، والموقع الإلكتروني، ومجموعات الـ«واتس أب»، والندوات الافتراضية، إضافة إلى الفعاليات التي تُنظّمها، حيث يساعد التعرّف إلى آراء ذوي الطلبة في طرق تواصل المدرسة معهم على فهم احتياجاتهم والتحديات التي تواجههم، ووضع الحلول لتعزيز مشاركتهم في تعليم أبنائهم.
«التعليم والمعرفة» في أبوظبي:
• المدارس التي لا تملك مجلساً لأولياء الأمور يجب عليها أن تطبق استراتيجيات لحث أولياء الأمور على تشكيل مجلس لهم.
• 3 أسباب للعزوف عن المشاركة في الاجتماعات المدرسية.
نقدم لكم زوارنا الكرام أهم وآخر المستجدات كما وردت في المقال التالي: مجالس أولياء الأمور «برلمانات تربوية» تنتظر التفعيل - تليجراف الخليج اليوم الثلاثاء 9 سبتمبر 2025 03:28 صباحاً